بيروت ـ وكالات
حفظ شريحة واسعة من المستمعين مواعيد برامج إذاعة «النور». كثيرون اعتادوا أن ترافقهم نشرة أخبارها الصباحيّة، خلال توجّههم إلى مدارسهم وأعمالهم. أصوات المذيعين والمذيعات، وموسيقى الفواصل، كلها تفاصيل بنت الإذاعة من خلالها علاقة متينة بجمهورها، وبنت صورتها «كصوت المقاومة عبر الأثير».
كتبت غفران مصطفى في جريدة السفير :
تحتفل «إذاعة النور» بمرور 25 عاماً على إطلاقها، تحت شعار «خمسة وعشرون عاماً صوتاً للمقاومة وما زلنا»، في احتفال تنظمه عند الخامسة والنصف مساء الخميس، برعاية الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. انطلقت الإذاعة في مثل هذا اليوم من العام 1988، «بتقنيات بسيطة بمساحة محدودة». يقول مدير الأخبار في الإذاعة عباس شقير: «لم يكن الفريق يمتلك حينها خبرة كافية في مجال الإعلام، لكنّه راكم تجربة واسعة على مرّ السنوات، وخصوصاً خلال تغطية الحروب مع إسرائيل في العام 1993، ثمّ العام 1996، وصولاً إلى حرب تموز العام 2006».
في البداية كانت صناعة الخبر في إذاعة «النور»، تتطلّب جهداً كبيراً، بسبب شحّ المصادر. أمّا اليوم، فيتألّف فريقها من مجموعة الزميل ضامن ضامن داخل إحدى استديوهات الإذاعةكبيرة من المذيعين والمحرّرين ورؤساء التحرير والمراسلين في الشمال والبقاع والجنوب. ويقول شقير: «تتميّز الأخبار في الإذاعة بالشمولية، وبالتغطية الواسعة للأحداث المحليّة والدوليّة، بالإضافة إلى التحقيقات الخاصة والمقابلات الخاصة»، مشيراً إلى أنّ الإذاعة تستعدّ لإنجاز خطّة تحديث لموقعها الالكتروني.
حين تأسست «إذاعة النور» قبل 25 عاماً، كانت الوسيلة الإعلاميّة الأولى الناطقة باسم المقاومة الإسلامية، في وقت كان لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي. يومها، كان المشهد اللبناني والعربي يفتقر إلى وسيلة إعلامية توثّق جرائم الاحتلال. وحصدت «النور» طيلة مسيرتها جمهوراً عربياً واسعاً، خصوصاً أنّها منحت القضيّة الفلسطينية حيّزاً واسعاً من برمجتها.
ولدت فكرة «إذاعة النور» بمبادرة فردية من قبل أحد المهتمين في هذا المجال، وتحولت في ما بعد إلى تجربة احترافيّة، بحسب المدير العام للإذاعة يوسف الزين. وخلال المرحلة الأولى لتأسيسها، كان بثّها يقتصر على بعض أحياء الضاحية الجنوبية، لكنّها عملت خلال التسعينيات على نشر بثّها على كافة الأراضي اللبنانيّة. وبحسب الزين، شهدت تجربة الإذاعة مراحل عدة، وأبرزها، «مرحلة إعادة التأسيس وتضمنت تنظيم العاملين، ووضع قوانين دقيقة وآليات عمل وأنظمة، وتخللها تأهيل الكادر البشري». في المرحلة الثانية، بدأت «النور» تجربة التطوير، بالتزامن مع إطلاق قانون الإعلام المرئي والمسموع العام 1994، «إلا أنّ الإذاعة لم تستطع الحصول على الترخيص إلا في العام 1999، «لأسباب سياسية».
وبدأت الإذاعة بعد ذلك في تنفيذ الدراسات الهندسيّة التي اعتمدتها، فقامت بتركيب شبكة إرسال حديثة تغطّي كامل الأراضي اللبنانية وأجزاء كبيرة من سوريا وفلسطين وصولاً إلى الأردن والساحل المصري. وشملت تلك المرحلة تحديث الاستوديوهات، ومكننتها، ونقل البثّ من التماثلي إلى الرقمي. وانضمَّت «النور» إلى «اتحاد إذاعات الدول العربية» في العام 2000، وفي العام 2005، انضمّت «النور» إلى إتحاد إذاعات الدول الإسلامية استكمالاً لرغبتها توسيع حضورها في المشهد الإعلامي العربي والإسلامي.
في المرحلة الثالثة لمسيرتها، «مرحلة الاحتراف»، كما يقول الزين، «تعرّضت الإذاعة لانتكاسة جراء عدوان تموز الذي أدى بشكل مباشر إلى تدمير مبنى الإذاعة واستهداف 8 محطات إرسال، مما أدخل الإذاعة في مرحلة من عدم الاستقرار، رغم استمرار البثّ خلال الحرب».
الزميلة بثينة عليق وضيفها سمير القنطارتقول مديرة البرامج في الإذاعة حنان الحسيني، إنّ «برامج «النور» في بداياتها، كانت تركز على البرامج الدينية والسياسية والأدبية، ومع تطور المهنة والتقنيات المرافقة واكتساب خبرات أوسع وأشمل، تعدت شبكة البرامج لدينا إلى أكثر من مجال وصارت متخصصة بشكل أكبر، كالبرامج الثقافية والبيئية والدراما الإذاعية والتربوية والخدماتية، والتحقيقات...».
وتقول الحسيني إن «التسجيل كان يتم في غرف عادية، فيطلع صوت بائع الخضار في الشارع على الهواء مباشرة، إذ إنه لم يكن هناك غرف لعزل الصوت حينها».
يتمّ وضع برمجة الإذاعة بشكل سنوي، يضاف إليها برامج موسميّة خاصة بشهر رمضان وموسم الحج. و«لدينا ما لا يقل عن 4 أيام بالاسبوع للدراما ونطمح ليصار بثها بشكل يومي»، تقول الحسيني، بالإضافة إلى الإنتاج المشترك مع بعض الدول العربية من خلال اتفاقية مع اتحاد الإذاعات العربية.
مساء اليوم تحتفل إذاعة «النور» بمرحلة جديدة في تجربتها، علماً أنّها ستنتقل إلى مبنىً جديد مجهز بتقنيات عالية، يطمح القيّمون عليها أن يتيح لها القيام بدورها بشكل أفضل.
أرسل تعليقك