تقدم المنطقة الحرة بصلالة وميناء صلالة فرصًا استثماريًا واعدةً في صناعة الهيدروجين الأخضر تتضمن حوافز ومزايا تغطي كل حلقة في سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر بدءًا من مصادر الطاقة المتجددة إلى الخدمات، وتتمتع المنطقة بإمكانات عالية وموارد غنية للإشعاع الشمسي وطاقة الرياح بمتوسط سرعة تتراوح بين 9 إلى 10 أمتار في الثانية، بالإضافة إلى بنية أساسية للشحن على مستوى عالمي في ميناء صلالة، مما يجعلها موقعًا مهمًا لمركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء.
وعلى مستوى البنية الأساسية يحتوي ميناء صلالة على مرافق تخزين السوائل السائبة بطاقة استيعابية تبلغ 230 ألف متر مكعب، وخطوط أنابيب نفاثة، وممر الخدمات بطول 4.6 كم، يتيح نقل السوائل عبر الأنابيب من المنطقة الحرة بصلالة إلى الميناء.
وأعلنت المنطقة الحرة بصلالة في نوفمبر الماضي عن إنجازها مشروع تهيئة مساحة 68.8 ألف متر مربع من الأراضي للمستثمرين، ضمن مساعيها لإيجاد بيئة استثمارية جاذبة تتسم بالتنافسية في خدمة الزبائن المحليين والعالميين، يشمل ذلك تجهيز البنية الأساسية والخدمات العامة.
وشهد أكتوبر الماضي توقيع تحالف دولي لاتفاقية تطوير مشتركة لتطوير مشروع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في المنطقة الحرة بصلالة، ويستهدف المشروع إنتاج ما يصل إلى ألف طن يوميًا من الأمونيا الخضراء باستخدام مصنع الأمونيا الحالي التابع لمجموعة «أوكيو» في صلالة.
دعم المستثمرين
وفي الربع الأخير من العام الجاري أعلنت المنطقة الحرة بصلالة عن انتهاء الأعمال الإنشائية لسبعة مشاريع متنوعة كالآتي: «أوكيو صلالة للغاز البترولي المسال»، و«خلف للتجارة»، و«الدرة للتجارة»، وشركة «خط الحرير العربي» و«البادية للتجارة»، وشركة «باراس للاستيراد والتصدير»، و«راجح اللوجستية» المختصة في التخليص الجمركي وتموين السفن بالمواد الغذائية والوقود والصيانة وتقدم خدمات الشحن إلى اليمن ومناطق القرن الأفريقي كالصومال، وتقدم حلولًا لوجستيةً متكاملةً لشحن البحري.
وتسعى المنطقة الحرة بصلالة إلى دعم المستثمرين في كل مرحلة ابتداءً من التأسيس والتشييد وحتى مرحلة التشغيل، وتقديم حوافز ومزايا لجذب الاستثمارات كإعفاء من الضرائب ومن الرسوم الجمركية، وملكية أجنبية بنسبة 100%، وخدمات المحطة الواحدة، وقدرة الوصل إلى الأسواق شبه القارة الهندية وشرق إفريقيا والبحر الأحمر والخليج العربي والأسواق الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك آسيا وأوروبا. وتقدم المنطقة نظام موحد إلكتروني للمحطة الواحدة والذي يسهل جميع عمليات التسجيل بما في ذلك جميع التراخيص والتصاريح، وإجراءات جمركية سريعة التتبع كإجراءات الاستيراد والتصدير وإعادة التصدير السلس، وكفاءة علمية لإصدار شهادة المنشأ، كما تقدم المنطقة تسجيل وترخيص بشكل سلس، وتدعم التأشيرات، حيث يمكن إكمال جميع الطلبات المتعلقة بالتأشيرة في مكتب سند الموجود في المحطة الواحدة، ويتم تقديم سبعة أنواع من التأشيرات للشركات لخدمة موظفيها وشركائها وعائلاتهم.
مركز غذائي
ترسّخ المنطقة الحرة بصلالة مكانتها كمركز غذائي من خلال موقعها الجغرافي الذي يتيح سهولة الوصول إلى المواد الخام والأسواق. بالإضافة إلى الحوافز الاقتصادية التي تقدمها للمستثمرين وتوفر الخدمات اللوجستية، ففي جانب توفر المواد الخام فتبعد المناطق الزراعية بالنجد عن المنطقة الحرة نحو 150 كم، وتوفر الثروة السمكية المحلية والمياه النقية، كما أن المناطق الزراعية في شرق إفريقيا والهند قريبة منها، حيث يستغرق الوصول إلى شرق إفريقيا خمسة أيام، وإلى الهند 6 أيام.
وتقدم المنطقة الحرة بصلالة حوافز وتوفر أراضي ووحدات صناعية جاهزة، وخدمات المحطة الواحدة، ومن ناحية النقل والتوزيع تعد المنطقة مجاورة لأكبر موانئ الحاويات في العالم، وتوفر خدمة الشحن الجوي للمواد الغذائية لأكثر من 200 وجهة، وبنية أساسية ذات مواصفات عالمية في جودة الطرق.
وارتفع عدد مشاريع الصناعات الغذائية في المنطقة الحرة بصلالة إلى ١٨ مشروعًا بنهاية عام ٢٠٢٠م، ومن أهم المنتجات الغذائية المنتجة في المنطقة الحرة بصلالة، الحليب ومنتجات الألبان، والمياه المعدنية والمشروبات الغازية، والحلاوة الطحينية، والتجميد وتعليب الأسماك، ومن المشاريع في مرحلة ما قبل الإنتاج مياه فواره ومياه بنكهات، والعسل الطبيعي، والحلويات، والعصائر، والطحين، والكيك والبسكويت والويفر والشوكولاته.
منظومة اللوجستيات الجوية
توفر المنطقة الحرة بصلالة وصولاً أسهل وأكثر فاعلية إلى الأسواق الرئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي وشرق إفريقيا والهند، من خلال الاستفادة من منظومة اللوجستيات الجوية في سلطنة عمان، والموقع الجغرافي الاستراتيجي لصلالة، حيث تصل القدرة الاستيعابية للشحن إلى أكثر من 100 رحلة جوية في اليوم، وحصد مطار صلالة على تصنيف 5 نجوم في فئة المطارات الإقليمية، وتوفر الشحن الجوي إلى أكثر من 200 وجهة حول العالم لنقل البضائع بما في ذلك البضائع التي يتطلب التحكم في درجة حرارتها، والقدرة على استقبال أنواع الطائرات الكبيرة، وتوفر المستودعات مع إمكانية التحكم في درجة الحرارة لتناسب المنتجات الطبيعة والغذائية.
مركز لوجستي رائد
يتكامل دور المنطقة الحرة بصلالة وميناء صلالة للاستفادة من موقع صلالة على ممر الشحن الرئيسي بين الشرق والغرب لجعلها مركزًا عالميًا للأنشطة الصناعية واللوجستية، ومركزا لوجستيا رائدا في النقل البحري، الأمر الذي عزز من جاذبيتها لمزودي الخدمات اللوجستية ووكلاء خطوط الشحن، ويربط الميناء أكثر من 3000 سفينة مع أكثر من 52 ميناء سنويا، وتتيح ميزة «خليج عميق طبيعي» سهولة الاقتراب من الرصيف لجميع أحجام السفن، ومركز متعدد الوسائط مع وصلات بحرية وبرية وجوية تقع على مسافة قصيرة، واتفاقية التجارة الحرة الأمريكية التي تتيح الإعفاء الضريبي على البضائع وإجراءات جمركية بسيطة وتعريفات تنافسية، وتعزز المنطقة الحرة بصلالة القطاع اللوجستي بمزايا وحوافز فريدة تتيح للشركات التي تعتمد بشكل كبير على النقل البري فرصة مثالية للنمو بأعلى كفاءة تشغيلية وأفضل جدوى اقتصادية، ومن بين مزايا النقل البري أن السلطنة احتلت المرتبة الـ 10 في مؤشر جودة الطرق، والمرتبة 15 في ربط الطرق، والمرتبة الثانية في العالم العربي، من حيث مكونات البنية الأساسية وفق تقرير التنافسية العالمية لعام 2019، وتعد السلطنة عضوًا في اتفاقية «التيير» وهي أداة تيسير التجارة الرئيسية لتعزيز عبور البضائع عبر طرق التجارة المباشرة إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والهند والأسواق الإفريقية، وجزء من الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون الخليجي واتفاقية التجارة الحرة العربية العامة، والوصول المباشر إلى السوق اليمني خلال 3 ساعات فقط، وتوفر مستودعات مخصصة لتخزين عالي الجودة، وتم افتتاح طريق بطول 680 كم بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وشبكة طرق متطورة تربط المنطقة الحرة بصلالة وميناء صلالة ومطار صلالة
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك