الصناعة التقليديّة تمثل 19 من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

رئيس نقابة الحرفيّين المغاربة محمد خشاني لـ"العرب اليوم":

الصناعة التقليديّة تمثل 19% من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الصناعة التقليديّة تمثل 19% من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار

رئيس نقابة الحرفيّين المغاربة محمد خشاني
مراكش ـ ثورية ايشرم

اعتبر رئيس وأمين نقابة الصناع التقليديين في مدينة مراكش محمد خشاني أنَّ الصناعة التقليدية المغربية تعدُّ تكريسًا للممارسة الفنية، وانعكاسًا للماضي الحضاري، سواء في صيغته المادية أو الروحية، فضلاً عن أنّها تعبر عن عبقرية الإبداع الفني والحرفي ، وتساير احتياجات الحياة اليومية للمواطن.
وأوضح خشاني، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الصناعة التقليدية هي حرف يدوية، مارسها الصانع المغربي عبر قرون من الزمن، ما يجعلها موروثًا ثقافيًا، تتوارثه الأجيال، وجزءًا من التراث الوطني، إذ لا يكاد يخلو بيت مغربي من طابع الصناعة التقليدية".
وأشار إلى أنَّ "الصناعة التقليديّة ساهمت بشكل كبير في إنعاش السياحة"، مبيّنًا أنّه "على الرغم من التطورات والتغيرات التي طالت شتى المجالات، إلا أنَّ الصناعة لم يطلها التغيير الذي يقفد الشيء ذوقه، ويخرجه من طابعه الأصلي، فقد ظلت منتوجاتها الأكثر طلبًا في الأسواق المغربيّة والعالميّة، رغم ارتفاع سعرها".
وأكّد خشاني أنَّ "الصناعة التقليدية المغربية تعتبر من أعرق القطاعات الاقتصادية، وأكبرها دلالة على الرقي والتقدم الذي عاشته المملكة المغربية، حيث تجمع كل الصناعات والحرف التي توراثتها الأجيال، وساهمت في إشعاع هذا البلد، الذي ساعده في ذلك موقعه الجغرافي المتميّز والتنوع العرقي والديني".
ولفت إلى أنَّ "التنوع في الصناعة التقليدية ساهم في عبورها للحدود المغربية، واختراق الأسواق العالمية، ومنها صياغة الحلي، وفن الخزف، والنقش على الخشب، والجبص، وفن المعمار، والزليج، والألبسة التقليدية، والأحذية، وفن النحاس، وغيرها من الأشياء، ما يجعلنا نستشف مدى غنى هذه الحرف التقليدية، التي لا يمكن أن تجدها إلا في المدن المغربية، مثل فاس ومراكش ومكناس وتافيلات والرباط وغيرها، التي اشتهرت بفن الصناعة التقليدية".
وأضاف "للصناعة التقليدية أسواق وأحياء خاصة بها، غالبًا ما تكون في قلب المدينة العتيقة، وهو تنظيم تقليدي، كان يراعى فيه احترام مجال البيئة، وعدم تلويثها، حيث اشتهرت مدينة مراكش بأحياء مثل النجارين، وهو خاص بحرفة النجارة، وحي السمارين، والغرابليين، والصباغين، وهذه الاسماء تؤخذ من الحرفة التي يزوالها الصنّاع التقليديّين في الحي، والتي تجدها تتكرر في المدن العريقة المشهورة بالصناعة التقليدية".
وبيّن أنَّ "التطوّر في الصناعة التقليدية تمثل في استخدام الأدوات والوسائل الحديثة، مع المحافظة على الطابع الأصيل المميز لها"، مشيرًا إلى أنَّ "قطاع الصناع يعدُّ ثاني مشغل لليد العاملة في المملكة المغربية، بعد الفلاحة، حيث يمثّل 19% من الدخل الوطني، فضلاً عن أنّه يساهم في إعالة ثلث سكان المغرب، وهو أحد مجالات الإبداع دون منافس أو منازع".
وبشأن المشكلات التي تواجه قطاع الصناعة التقليدية، أشار محمد خشاني إلى أنَّه "على الرغم من الإقبال الذي يعرفه القطاع، إلا أنه يعاني من الإهمال والتهميش، ما جعله مهدّدًا بالاندثار، في ضوء عزوف اليد العاملة الشابة، التي تفضل مهنًا أخرى، تغري بدخل أفضل".
وفي ختام حديثه إلى "العرب اليوم"، أكّد خشاني أنَّ "الفضل في بقاء العديد من الحرف التقليدية يرجع إلى الزوار الأجانب، الذين يقبلون على هذا المنتوج التقليدي بشغف كبير"، مشيرًا إلى أنَّ "الصناعة التقليدية، بكل أصنافها، لا زالت تشكّل قوة اقتصادية مهمة، وكانت تساهم  قبل الحماية في ضمان دينامية اقتصادية، ونوع من التكافل الاجتماعي، إلا أنَّ السلطات الاستعمارية منحتها، إبان الحماية، صبغة ثقافية، ما حال دون بروزها كصناعة قائمة الذات".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصناعة التقليديّة تمثل 19 من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار الصناعة التقليديّة تمثل 19 من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار



GMT 17:37 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

50 مليون ريال عُماني إجمالي قيمة أذون الخزانة الحكومية

GMT 12:29 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاعُ معدّل التضخم في سلطنة عُمان بنسبة 0.8 بالمائة

GMT 17:51 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة خبراء صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها لسلطنة عُمان

GMT 14:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولار عند أعلى مستوى في عام بدعم من فوز ترامب

GMT 20:45 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

23.4 مليون ريال عُماني إجمالي قيمة أذون الخزانة الحكومية

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab