ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين

القاهرة ـ أكرم علي/ خالد حسانين

أثارت ابتسامة الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وتلويحه بيده للحاضرين في قاعة المحكمة خلال أولى جلسات إعادة محاكمته، السبت، استغراب كثير من المصريين بعد أن ارتبطت صورته في أذهانهم بأنه أصبح طريح الفراش طوال جلسات المحاكمة الماضية، إضافة إلى أنه كان غير قادر على النظر في أعين الناس بعد أن تدهور به الحال من رئيس ظل في الحكم لعقود من الزمن إلى متهم، فيما قررت النيابة العامة تشكيل لجنة من الطب الشرعي للوقوف على حالة مبارك الصحية بعد ظهوره في المحكمة، للبحث في إمكان إعادته إلى السجن. وكان مبارك الذي دخل للمرة الأولى القفص مستلقيًا على سرير طبي إلى جوار نجليه، يخشى النظر إلى الكاميرا خلال جلسات محاكمته السابقة، إلا أنه ظهر في أولى جلسات محاكمته، السبت، واثقا، تصاحبه الابتسامة ويبدو عليه الشموخ كما كان رئيسًا، ولا يستحي إطلاقا محاكمته كما كان في الجلسات السابقة التي اكتفى بها بالإنصات إلى قرار المحكمة فى صمت دون حركة أو كلمة أو إشارة. أما نجليه علاء وجمال فلم يختلف حالهما كثيرا عن والدهما، فالأكبر علاء حرص طوال تواجده داخل القفص الذى استمر لمدة تقرب من نصف ساعة على الجلوس مبتعدًا عن وجه أبيه، ليظهر منتشيًا أمام الكاميرات على خلاف المرات السابقة التى كان يحرص فيها على إخفائه حتى لا يظهر في صورة الضعيف المنكسر، بينما كان جمال يذهب ويجئ بين شقيقه وأبيه هامسًا في أذنهما، ويظهر في صحة جيدة ومعنويات مرتفعة مثلهما. وفسر خبراء علم النفس حالة مبارك هذه المرة واختلافها عن المرات السابقة، بأن العوامل الواقعية التي تحيط بالمجتمع الآن من وقائع إفراج عن متهمين مماثلين له، إضافة إلى ما أطلقوا عليه "الشماتة" في نظام "الإخوان المسلمين" الذي لم يعد الشعب راغبًا في استمراره. وقال أستاذ علم النفس محمد المهدي، إن حصول الكثير من المتهمين في أحداث قتل المتظاهرين خلال ثورة يناير على البراءة أعطى الدافع لمبارك بالتفاؤل والتمسك بشخصيته القوية وعدم الظهور ضعيفا، مشيرًا إلى أن تعاطف كثير من المصريين مع مبارك جاء بعدما شعروا  أن نظام "الإخوان المسلمين" لا يوفر لهم الأمن، إضافة إلى زيادة الأعباء المعيشية، وأكد أن كثير من المصريين يتعاطفون مع مبارك ويرغبون في عودته إلى الحكم. وأكد أستاذ الطب النفسي، أن "حالة الانتعاش التي كان عليها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أثناء محاكمته، تدل على أنه كان يتصرف وكأنه لا يزال رئيسًا، وأنه في حالة صحية أفضل من السابق، فقد دخل مبارك دخل على السرير في حالة نصف جلوس، والنظارة أكثر شفافية، وكان ينظر إلى قاعة المحكمة وإلى الناس في حالة من الثقة والشموخ، وكان يتصرف كأنه رجع رئيسًا مرة أخرى". وأشار المهدي إلى أن الأفعال التي قامت بها جماعة "الإخوان" منذ توليهم زمام الأمور في مصر، جعلت طوائف عدة من الشعب المصري تتعاطف مع مبارك ونجليه، مؤكدًا أن "مبارك في الحالة التي كان عليها كان يوجه رسالة إلى الشعب المصري تفيد أنه ليس سيئًا لأن هناك من أسوأ منه" وعلى الرغم أن إشارات الثقة والسعادة التي بدت على مبارك تسعد مؤيديه ومحبيه، إلا أنها ستنتج عنها آثار غير طيبة بالنسبة له، حيث تُعد مؤشرًا لصجته الطيبة، وهو ما دعا المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة، المستشار مصطفى دويدار، إلى القول إن النيابة قررت تشكيل لجنة من الطب الشرعي للوقوف على حالة الرئيس السابق حسني مبارك، ومن ثم إمكان إعادته إلى السجن ونقله من مستشفى المعادي التي يقيم بها حاليًا لدواعي طبية. ورأى أستاذ العلوم السياسية، محمد حسين، أن ابتسامة الرئيس السابق حسني مبارك، أثناء محاكمته، تحمل دلالات سياسية للشعب المصري، فيها تشفي من خصومه، وبها ثقة بأن ما كان يفعله في السابق هو الصواب، وما يفعله خصومه الآن هو الذي أودى بالبلاد إلى هذه الأوضاع المضطربة. وأكد حسين أن مبارك ابتسم للحاضرين وكأنه يقول لهم، "أرايتم ماذا تفعلون الآن والشعب لا يرغبكم ويتمنى عودتي"، وحمّل جماعة "الإخوان المسلمين" مسؤولية شعور كثير من المصريين بالإحباط، وذلك نتيجة تردي أوضاع البلاد، إضافة إلى مسؤولية الجماعة نظامها عن تراجع مطالب الثورة. وحاول محامي مبارك، فريد الديب، إنقاذ موكله، حيث نفى صحة ما تردد السبت، من أن مبارك بصحة جيدة، وأن تلويحاته للحضور تبعث برسالة خفية ملئية بالأمل والتفاؤل، وأكد أن "ما حدث جرى بطريقة عفوية، ولا يوجد رسائل ولا يحزنون، وأن ترديد مثل هذه الأقاويل يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وأن ما دفع مبارك لفعل هذه الإشارات، هو رد فعل طبيعي للحضور الذي فوجئ بهم مبارك أثناء دخوله قفص المحاكمة، بعد أن استقبلوه بالهتافات والشعارات التي تنم على الندم والامتنان، وإنه لا يصلح أن تحكم على شخص وهو على بعد 100 متر داخل القفص، وأن مبارك يعاني من أمراض كامنة"، مشيرًا إلى أن وجود مبارك في مستشفى المعادي أدى إلى تحسن حالته الصحية.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين ابتسامة مبارك بعد عامين من الانكسار تُثير دهشة المصريين



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab