المصرية لينا أسامة تطرح 100 لوحة في معرض بتقنية الفيديو عن بُعد
آخر تحديث GMT10:57:09
 عمان اليوم -

المصرية لينا أسامة تطرح 100 لوحة في معرض بتقنية الفيديو عن بُعد

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - المصرية لينا أسامة تطرح 100 لوحة في معرض بتقنية الفيديو عن بُعد

الفنانة المصرية لينا أسامة
القاهرة - عمان اليوم

تقترب الفنانة المصرية لينا أسامة في واحدة من لوحات معرضها الجديد، «ديناصورات منزلية»، من سيناريوهات التغيرات البيئية ودلالاتها الاجتماعية والثقافية اللصيقة بالحياة اليومية، وهي لوحة ضمن مشروع نتاجه مائة لوحة في المعرض الذي يتم عرضه بتقنية الفيديو عن بعد على صفحات غاليري "آزاد" الإلكترونية في القاهرة في لحظة تلاحم بشري حيث يسرع الكل في اتجاهات متنوعة، لم يلفت انتباه أحد من هؤلاء المارة، في غمرة تلك اللحظة الديناميكية، ظهور عدد من الديناصورات التي تقف على بُعد عدة أمتار منهم، حتى إنهم صاروا شركاءهم في شوارع عاصمتهم المزدحمة، فهؤلاء المارة مشغولون تماماً بالفوضى التي صارت تمنعهم من إدراك التغيرات البيئية السريعة والمتتالية التي باتت تحيط بهم.

في المعرض يمكنك مشاهدة الديناصورات بعناصرها الفنية المتنوعة وهي تجوب داخل المدينة، وتقوم بدور الشاهد على تلك اللحظة التاريخية التي يعيشها العالم، منذ ارتفاع نسبة حرائق غابات الأمازون، وغابات أستراليا، والعواصف الترابية المتكررة، وارتفاع نسبة التصحر، وحتى تعايشنا مع الأوبئة والفيروسات كما في هذه الأيام، وجميعها مشاهد بيئية واجتماعية معقدة، اختارت لينا أسامة مدخلاً خيالياً وغرائبياً لمحاولة تأملها، على غرار اقتحام كائنات منقرضة ومثيرة للاهتمام حتى اليوم للمشهد المعاصر، وتتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن رمزيته بقولها: «الديناصور في لوحات المعرض يمثل الإنسان المعاصر الذي يواجه تغيرات مناخية تهدد حياته وسلامته، وفي مواضع أخرى يمثل المواطن القاهري الذي يعيش داخل مدينة عريقة شديدة الازدحام تمر بتغيرات اجتماعية عنيفة وسريعة جداً، لكن هو في أغلب الأحيان يرمز لحالة عامة من الفوضى والمخاوف البيئية والطبيعية التي يمرّ بها العالم».

هذه الرمزية التي تربط بها لينا أسامة بين الديناصورات والإنسان المدجج بالخوف من عالمه، تمنح الديناصورات ملمحاً يميل للتعاطف أكثر من الصورة النمطية التي تميل لتصوير ضخامته وخطورته، وهي مفارقة تتوقف عندها لينا بالتعليق: «رسمتُ الديناصورات في صورتها المهيبة، ولكنها في الوقت ذاته، تحمل ملامح حائرة وقلقة، فأنا أجد في ملامح وجوهها قدرة عالية على التعبير والإحساس، على عكس الصورة المتعارف عليها عن هذه الحيوانات المنقرضة»

وتقترب صاحبة المعرض من تاريخ الديناصورات كثيراً قبل أن تستضيفها في معرضها الفني، وتطلي عليهم دلالات بصرية في لوحاتها؛ فهي تقدم الصراع التاريخي بين الديناصورين «تيريكس» آكل اللحم، و«ستاجوسوروس» القوي آكل العشب، ووضعتهما في لوحاتها في رمزية للعلاقة والصراع الأبدي بين أقطاب الحياة ما بين خير وشرّ، وجعلت من صراعهما محاولة للاقتراب من «ثيمة» الفوضوية، والبعد عن المنطق في كثير من الأفعال البشرية.

واستعانت الفنانة بعدد من رموز مصر القديمة، فصورّت واحداً من ديناصورات المشروع الفني في صورة ديناصور حالم، متخذاً هيئة طائر له لون ووجه مصري قديم، في اقتراب من رمز «ألبا» المهجّن من إنسان وطائر ممثلاً للروح البشرية في أسطورة مصرية قديمة، تقول عنه لينا: «قدمتُ هذا الديناصور للاقتراب بالمتفرج من الشعور بالحنين لحقبة زمنية ماضية في صورة من الغرائبية والغموض، خصوصاً أن الديناصور في بعض اللوحات يرمز للآخر في حياة البشر» وبالإضافة للـ«موتيفات» الفرعونية التي تظهر في اللوحات، فإن ثمة لوحات تستلهم منمنمات فارسية وإسلامية قديمة لا سيما الرسومات الهندسية ذات ألوان ساطعة متناقضة، ونقوش وورود مطبوعة، وكذلك الظهور المتكرر للخيل المنطلق كرمز للغرائز والرغبات البشرية الجامحة، المدمرة أحياناً.

تمر اللوحات على انفعالات مستلهمة من الأمطار الشديدة في أستراليا، التي أطفأت الحرائق المدمرة التي اجتاحت تلك الغابات، وكانت اللوحة بمثابة لحظة احتفال بقوى الطبيعة، لا سيما رقصة الكنغر تحت المطر، وفي خضم اشتغال الفنانة بمشروعها الغارق في التغيرات البيئية وآثارها، اندلعت «جائحة كورونا»، بما فرضه هذا الفيروس من تغيُّر سريع على الحياة الشخصية والعامة، الأمر الذي ظهر تأثيره على بعض اللوحات، حيث خرجت الفنانة فيها من الألوان الترابية التي سادت العدد الأكبر من لوحات المعرض، لتتجه إلى ألوان أكثر دكانة، ووجوه أكثر غرائبية وسيريالية، كلوحة لديناصورات مقنّعة في مسيرة تضم مصريين قدماء ومعهم آخر زرافة بيضاء قام بقتلها بعض الصيادين أخيراً في أفريقيا، في إحالة لتبادل التأثيرين الإيجابي والسلبي بين البشر والكائنات الأخرى في العالم، وهي لوحة تتسق مع مشروع صاحبة المعرض الفني الباحث في ملامح المدينة المشتركة التي تتسع للجميع.

قد يهمك أيضًا

لينا أسامه تقيم معرضًا فنيًا في القاهرة

وزارة التنمية الاجتماعية تحتفل بيوم اليتيم الإسلامي في سلطنه عمان

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصرية لينا أسامة تطرح 100 لوحة في معرض بتقنية الفيديو عن بُعد المصرية لينا أسامة تطرح 100 لوحة في معرض بتقنية الفيديو عن بُعد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:33 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 عمان اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab