انطلاق معرض الدوحة الدولي الـ 23 للكتاب

بمشاركة 27 دولة و425 دار نشر، انطلقت فعاليات معرض الدوحة الدولي الثالث والعشرين للكتاب الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي بمركز قطر الدولي للمعارض. وأكد  الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث في تصريحات صحفية على هامش افتتاحه للمعرض الذي يضم زهاء 90 ألف عنوان بلغات مختلفة، على أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يعد واحدا من أهم معارض الكتاب الدولية والذي يحظى بإقبال كبير من الجمهور الدولي والمحلي ويستقبل العديد من المشاركات العالمية والعربية، مشيرا إلى أن دور النشر في مختلف أنحاء العالم تحرص كل عام على المشاركة في هذا المعرض، حيث تضم أجنحة النسخة الحالية حوالي 778 جناح. ونوه سعادته بعمق العلاقة الاقتصادية والتجارية التي تربط دولة قطر باليابان، التي تحل ضيف شرف المعرض هذا العام، مشيرا إلى أن الجناح الياباني جناح "مميز" يضم كتبا وعروضا وأيضا محاضرات عن الثقافة اليابانية، والتي ستثري من قيمة المعرض. وأضاف أن "هذا المعرض لأول مرة يضم كل الدول العربية بلا استثناء بما فيها دول المغرب العربي وحوالي 8 دول أجنبية"، لافتا إلى أن كل الدول الأجنبية التي شاركت في معرض الدوحة بالسابق تشارك هذا العام وكذلك الدول التي كانت ضيفة شرف خلال السنوات الماضية تحرص كل عام على المشاركة منها إيران وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي اعتبره سعادة الوزير يدل على إدراك هذه الدول لأهمية معرض الدوحة الدولي للكتاب وتميز ما يقدمه لجمهوره وللمجتمع ككل. وكشف سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري خلال تصريحاته إلى أن المملكة المتحدة ستكون ضيفة شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والعشرين، مضيفا "لقد أعلنا في الدوحة مؤخرا أن عام  2013 سيشهد احتفال " قطر -المملكة المتحدة" والذي سيكون عاما ثقافيا حافلا، وقد تم إطلاق الاحتفال كذلك في بريطانيا منذ أيام قليلة ولاقى إقبالا كبيرا من قبل العرب المقيمين هناك وكذلك الجمهور الانجليزي. وقال سعادته في هذا الصدد، إن فكرة تخصيص عام كامل للاحتفال بعلاقة دولة قطر بباقي دول العالم تعد مبادرة "فريدة" من نوعها، مشددا على أهمية هذه المبادرة في تبادل الحضارات وتعزيز علاقة قطر بهذه الدول على الصعيد الثقافي والتاريخي وكذلك الاقتصادي والتجاري. وأشاد سعادته بالإقبال الكبير من قبل الجهمور وشغفهم على الكتب التي تعرض وتعلقهم بمعرض الدوحة، حيث لفت إلى أنه وعلى الرغم من افتتاح المعرض اليوم إلا أن الجمهور توافد  بأعداد "كبيرة" ملئت كل القاعات. وعن تزامن وقت المعرض مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر، قال سعادته إن هذا الأمر يعد إيجابيا، حيث يحمل رسالة فحواها أن الكتاب جزء لا يتجزء من ثقافة هذا البلد، وأنه شريك معها في كل احتفالاتها ومناسباتها السعيدة، مضيفا: "أهدي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أفضل التهاني بهذه المناسبة العظيمة وأهديهما هذا المعرض الذي هو خير ما يحتفل به في مثل هذه المناسبات". وعبر سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث لوكالة الأنباء القطرية على هامش زيارته لجناح الوكالة في معرض الدوحة الدولي الثالث والعشرين للكتاب، عن سعادته بمبادرة وكالة الأنباء القطرية بتخصيص موقع إخباري خاص بالإطفال ( قنا الطفل) والذي يعد متفردا بين وكالات الانباء العربية. وأضاف سعادته أن هذه المباردة تؤكد ادراك وكالة الأنباء القطرية لأهمية تنمية المهارات الاعلامية لدى الأطفال ودورهم المستقبلي في بناء دولة قطر، مشددا على الدور الاعلامي الكبير الذي تلعبه قنا، "فوكالة الأنباء القطرية تعد من الأجهزة الوطنية التي نعتز بها في دولة قطر ولا يمكننا أبدا الاستغناء عنها وعن الخدمات التي تقدمها". وتقدم سعادته بالشكر الجزيل لوكالة الأنباء على تبنيها تدريب الأطفال إعلاميا وإتاحة الفرصة لهم لكي يكونوا مراسلين يمارسون مهنة الصحافة منذ نعومة أظفارهم، وعبر عن سروره لوجود مراسلي "قنا الطفل"  الصغار الذين يقومون بتغطية فعاليات الطفولة في معرض الكتاب. وعن المشاركة القطرية في الدورة الثالثة والعشرين للمعرض، أشار وزير الثقافة إلى أن هناك العديد من الجهات التي تشارك بمطبوعاتها في هذه النسخة، ومنها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، جامعة قطر، شبكة الجزيرة، راف، المجلس الأعلى للأسرة، مركز الاستشارات العائلية، المركز الثقافي للطفولة، لجنة حقوق الإنسان، دار بلومزبري، ووكالة الأنباء القطرية ويمثلها قنا الطفل، وغير ذلك من مؤسسات الدولة التي تهتم بنشر الكتب. وأضاف في السياق نفسه أن جناح وزارة الثقافة والفنون والتراث حافل بكافة إصدارات الوزارة بمختلف إداراتها وكذلك الإصدارات الإعلامية كمجلة الدوحة وإصداراتها من الكتب ومجلة التراث والمأثورات الشعبية، كما يشمل جناح الوزارة الكتب الصادرة عن إدارة البحوث والنشر والترجمة، حيث يتم عرض كافة مطبوعاتها الأدبية والفكرية والمترجمة سواء عن لغات أجنبية أو المترجمة عن العربية للغات أخرى. وأكد سعادته على أن الكتاب القطري أصبح اليوم يحتل مكانة مرموقة على الساحة الثقافية، وحتى إن قل أعداد الكتب القطرية، إلا أنها غنية بمواضيع هامة وشيقة، مشيرا إلى أن الكتب المشاركة في معرض الدوحة يتم اختيارها بعناية تامة وطبقا للمعايير المطبقة في المعرض. وكان سعادة السيد مبارك بن ناصر آل خليفة، الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب قد أكد- لوكالة الأنباء القطرية قنا في وقت سابق- " أنه لا توجد أية رقابة على الكتب أو المطبوعات سواء الموجودة داخل الدولة أو الواردة إليها"، مشددا على أن دولة قطر بلد مفتوح على حرية الرأي والتعبير وحرية الفكر التي تكفل جلب مختلف الكتب إلى معرض الدوحة "والممنوع هو ما يخل بثوابت الدين الاسلامي الحنيف أو ما يخدش الحياء العام لدى المتلقي". حضر حفل الافتتاح سعادة السيد كينجيرو مونجي السفير الياباني لدى الدوحة وعدد من أصحاب السعادة السفراء العرب والأجانب لدى دولة قطر. ويقام على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب الثالث والعشرين ست ندوات نقاشية رئيسية لعدد من المفكرين والمثقفين العرب، تأتي في مقدمتها ندوة بعنوان "مستقبل الثقافة العربية" والتى يحاضر فيها  الكاتب المصري الكبير دكتور يوسف زيدان وذلك مساء الخميس 13 ديسمبر ، يليها ندوة بعنوان "الاحزاب والدستور فى القرءان والسنة " ويحاضر فيها الدكتور حسام الغريانى رئيس الجمعية المصرية التأسيسية لوضع الدستور والدكتور حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، تقام مساء السبت 15 ديسمبر .  كما يلقي كل من الكتاب والباحثين الدكتور نبيل عبد الفتاح والسيد ياسين ودكتور ضياء رشوان يوم الاثنين 17 ديسمبر ندوة تحت عنوان "الإسلام السياسى والتيارات الأخرى". وتشهد الندوات التى تقام ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والعشرين ندوة مفتوحة للشاعر الكبير فاروق جويدة والتى ستقام 19 ديسمبر، ويحاضر دكتور عزمى بشارة 20 ديسمبر فى ندوة بعنوان "قضايا التحول الديمقراطى فى ضوء الثورات العربية"، أما الندوة الاخيرة فستكون يوم الجمعة 21 ديسمبر  للباحث السوري الدكتور جمال باروت والذي يلقي ندوته تحت  عنوان "سورية ما قبل الثورة " والتي تناقش جدليه الجمود والإصلاح والعقد الأخير من تاريخ سوريا. وتحل اليابان ضيف شرف الدورة الثالثة والعشرين من معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يحمل هذا العام شعار "ملتقى الفكر العالمي"،   وذلك بمناسبة ختام "احتفالية قطر-اليابان 2012"  والتي احتفت بمرور 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويشارك جناح اليابان في هذه الدورة بثلاثة أقسام كبيرة، حيث خصص القسم الأول لعرض الكتب اليابانية والثقافة التقليدية بالتعاون مع السفارة اليابانية بالدوحة ومؤسسة اليابان، فيما خصص القسم الثاني لمكتبة كينوكونيا اليابانية، ويعرض القسم الثالث عدد من الفعاليات حول الثقافة اليابانية الشعبية والحديثة لتعريف زوار المعرض بالموروث الثقافي الياباني وتعميق معرفتهم بدولة اليابان. كما تشمل فعاليات الدولة الضيف للدورة الحالية من معرض الدوحة الدولي للكتاب، عروضا للأزياء اليابانية في أيام 14-15-21-22 من الشهر الجاري، بالاضافة إلى برنامج حواري مع السيدة سوميري أويه ساكا في 15-16 ديسمبر، ومحاضرة عن الانسان الآلي في 14-15 ديسمبر يلقيها صانع الروبوت السيد توموتاكا تاكاهاشي، فضلا عن محاضرات أخرى للتعريف بالثقافة الشعبية اليابانية تقدم للأطفال ويلقيها السيد تاكاماسا ساكوراي يشار إلى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب، والذي يستمر حتى الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري، يفتح أبوابه أمام الجمهور على فترتين، الفترة الصباحية من 9 صباحا إلى 12 ظهرا، والفترة المسائية من 4 عصرا وحتى 10 مساء.