الصمت مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

"الصمت" مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "الصمت" مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب

دمشق - سانا

يحاول الأديب محمود وهب في مجموعة الصمت القصصية أن يزرع قيماً إنسانية بأسلوب قد يتوافق فيه مع المتلقين أو يختلف وهذه القيم شديدة الأهمية حاول أن يتناولها وفق قناعاته دون المساس بتقنية القصة التي ارتفع مستواها في أكثر القصص الموجودة وتميزت عن سواها. يتسرب في قصص المجموعة أسلوب فيه اقتراب من أدب الأطفال الذي اعتمد الحكاية حيث منحت الطبيعة في حكاية تشبه المقدمة لطائر وجد مصادفة بين أشجارها دون كساء منحته كل مستلزمات الحياة من ريش وأجنحة وذنباً وجمالاً ثم أتى الإنسان في النتيجة وقتل الطائر. ارتفعت في القصة اللغة الشعرية وغلب عليها الوصف الإنشائي دون الاهتمام بالحبكة فاقتربت من أسلوب المقالة الأدبية نظراً لما تمتلكه من أسلوب تعبيري متماسك الألفاظ وعبارات صيغت بشكل منمق وشفاف. تغلب في المجموعة لغة السرد على بعض القصص فيترك وهب للخيال دوراً في قصة "الصمت" التي جاء مضمونها مليئاً بالفوضى والضجيج ثم الهدوء والمصادفة التي حاول أن يركز عليها الشاعر خلال اختراق الخيال للسواد والستائر والجدران محاولاً أن يعالج بعض ما يدور في الواقع دون أن يلجأ للمباشرة التي تجنبها في أغلب النصوص القصصية الموجودة في المجموعة. ترتفع السوية الفنية في بعض قصص المجموعة وفق محاولة الكاتب الالتزام بأغلب مقومات السرد القصصي والمحافظة على عناصر التشويق والإثارة إضافة إلى الاهتمام بالحبكة القصصية التي استطاع أن يكونها لحظة ارتفاع الصراع الدرامي بين الأشخاص اللذين حركهم بشكل يتوافق مع معاني الموضوع المؤدية إلى غاية الكاتب. أراد وهب أن يعالج في قصة "رؤية" تجليات أسباب احتلال أمريكا للعراق ومدى سخط الشعب العراقي على هذا الاحتلال متناولاً قصة الصحفي منتظر الزيدي الشهيرة عبر التناص والإسقاط الذي استخدمه في القصة بما أتاه من معان ورؤى توصل إليها في استحضاره للتجليات الموجودة في قصيدة الشاعرة نازك الملائكة التي حرضها هي الأخرى لتدخل بنية القصة ووصل إلى نتيجة ليست بعيدة عن الواقع في المعنى لكنها تجاوزته في الرؤية الفنية. من ناحية أخرى اهتم الأديب السوري بالحالة الإنسانية التي أحدقت بالشعب العراقي من خلال طفلة كانت تزور جندياً أمريكياً موجوداً بين جنود الاحتلال إلا أنه لم يكن مقتنعاً بما يفعله فقد جاء إلى العراق مرغماً وبسبب الحاجة إلا أن الرمز والدلالة قد لا تكون موفقة هنا بالتحديد لأن الإسقاط الإنساني لا يمكن أن يتوافق مع الجندي الأمريكي. يقدم الكاتب في مجموعته حالة صراع نفسية داخل أعماق رجل قائد يريد أن يقدم من خلالها عدداً من الأفكار والدلالات فالقائد الذي يرتب أمور جنوده يتركهم في الوادي ليلاً ويذهب إلى الغابة بضغط مما انتابه في داخله من رغبات خلف تلك الراعية التي هي الأخرى تركها تذهب ليلاً لتأتي له ولها بسيجارتين. تنتصر الرغبة على هواجس بطل القصة عبد الفتاح ويعطي علبة السجائر التي بحوزته للراعية ويضعف أمام ما انتابه من مشاعر وتأخذ الراعية السجائر إلى أبيها وتذهب ويعود عبد الفتاح إلى مقر قيادته بحيث تبدو دلالات القصة واضحة وقد يخالف الناتج المنطقي والإنساني بعض ما يريده الكاتب ولاسيما أن الرجل أيضا تخلى عن حميته وترك ابنته في الليل تذهب لتفتش له عن سجائر أمام إغراء الوصف الذي أبدع به الكاتب إضافة إلى مخاطرة القائد من أجل لقاء المرأة الجميلة وإن كان قد أعطى فرصة مخفية لمثل هذا الأمر. في الخاتمة رمز الكاتب للشر والفساد بشكل مبسط إذ أبقى كل معطيات الفساد في عنق شرطي قد يكون الحلقة الأضعف وأبعد البائعين الذين قد يوجد فيهم من هو أكثر فساداً عندما ربط حالة البراءة في قصته الأخيرة بين الأطفال وبين البائع إلا أن الأسلوب التعبيري حقق كثيراً من النجاح والدقة والحرفية في صياغة التعابير وهذا ما كان في قصة "امرأة وعصافير".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصمت مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب الصمت مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab