سقوط الصمت رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير
آخر تحديث GMT20:24:25
 عمان اليوم -

"سقوط الصمت" رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "سقوط الصمت" رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير

القاهرة - أ.ش.أ

اعتبر نقاد أن رواية عمار علي حسن الأخيرة "سقوط الصمت"، التي صدرت طبعتها الثالثة عن الدار المصرية اللبنانية قبل أيام، تؤسس لإبداعات روائية وقصصية ستتوالى تباعا عن الثورة المصرية، لاسيما أنها سجلت الجوانب الجمالية والنفسية والإنسانية علاوة على الاجتماعية لهذه الثورة. وقال الدكتور شاكر عبد الحميد، أستاذ علم النفس الإبداعي ووزير الثقافة السابق، إن "سقوط الصمت" أشبه ببكائية ومرثية للثورة يحاول مؤلفها أن ينفخ في الرماد الذي تراكم فوقها، ويستطلع طبقات عديدة من المعاني والشخصيات المتنوعة التي شاركت في هذا الفعل التاريخي الكبير. وأوضح عبد الحميد أن بناء الرواية مثل "الدوامة، حيث تبدأ من نقطة صغيرة هي مقتل بطلها الشاب الثوري حسن عبد الرافع، لتتسع الدائرة حتى تكاد أن تغطي مصر كلها، كما أنها أشبه بالمتاهة، نعرف بدايتها لكن نهايتها مفتوحة على احتمالات عدة، لتجسد شبكة عنكبوتية تتعقد وتتشابك وتتفرع وتحيط بكل شيء". وأكد أن كاتب الرواية، الذي يمزج بين الفكر والإبداع والممارسة ويجسد حالة للمثقف العضوي، صنع عملا روائيا مشهديا، يحوي رؤى متعددة، ووجهات نظر مختلفة، مجسدا مقولة أرسطو: "الوجود يتجلى على أنحاء شتى". وأثنى عبد الحميد على مزج الرواية بين الواقعي والمتخيل، والتاريخي والآني، واحتفائها بطبوغرافيا المكان وتبيانها لتحولات الثورة، ورصدها لشعاراتها وهتافتها وأنماط البشر التي شاركت في صناعتها، وكثير من المعلومات والأسرار المطمورة عنها، وكل هذا بلغة شاعرية رهيفة، وبناء اختاره الكاتب ليساعده على استيعاب هذا الحدث الكبير. من جانبه قال الدكتور صالح سليمان إن "سقوط الصمت" واجهت كل المخاطر المحيطة بكتابة عمل إبداعي عن حدث لا تزال فصوله تتواصل، وقدم كاتبها، بحس مرهف وعقل واع، عملا متماسكا يحوي نماذج بشرية عديدة، ويستعصي على تصنيف واحد وقاطع، ويشكل عملا تأسيسيا، يطرحه أمامنا "راوي عليم" هو الكاتب نفسه، الذي كان من ضمن الطليعة الثورية. وأضاف سليمان "الشخصيات في الرواية مترامية الأطراف، ولا يوجد نموذج واحد له علاقة بالثورة إلا وجاءت على ذكره، في وضع يتراوح بين الحلم والواقع، وفي بناء معماري أمتعنا كما أوجعنا". أما الكاتب والشاعر شعبان يوسف فأكد أن "سقوط الصمت" ستقرأها الأجيال القادمة، التي لم تعش وقائع الثورة، لتتعرف على حقيقة ما جرى بتفاصيله، عبر لغة شاعرية وبناء روائي مشهدي، وستكون لبنة قوية في حائط صد من يحاولون أن يزورون التاريخ، أو يهيلون التراب على الثورة. وقال يوسف "يجب أن نقرأ هذه الرواية في سياق الأعمال الإبداعية الأخرى لكاتبها والتي تتنوع عوالمها، وتعبر جميعها عن نجاحه المتواصل إبداعيا، وبناء مشروع أدبي يتوازي مع مشروعه الفكري وكفاحه الوطني". بدروه قال عمار علي حسن إن هناك أكذوبة يروج لها بعض النقاد باستمرار وهي أن الكتابة عن الحدث الثوري يجب أن تأتي متأخرة، مبينا أن هذا التصور ينطوي على تناقض فاضح، إذ إن الثورة في حد ذاتها عملا إبداعيا، كما أن اكتمالها أمام المبدع قد يكون لحظة انطلاقها، والتي تأتي تتويجا لزمن طويل من "التخمر الثوري"، كما أن الكتابة عن جوانبها الجمالية والاجتماعية في حينها يجعلنا لا نفقد طزاجة الحدث وانفعالنا الإنساني معه. وأوضح عمار أن هناك ثلاثة اتجاهات في هذا الشأن: الأول يطالب بانتظار "اكتمال الحدث" والثاني يفضل التعامل معه مباشرة حتى لا يفقد الروائي طزاجة التفاصيل الإنسانية والجمالية التي يراها ويعايشها،وعلى الأديب أن يبحث عن "حيلة فنية" لمعالجة الأمر، والثالث يرى إمكانية تسجيل هذه الأشياء الحميمة ثم إعادة استخدامها فيما بعد.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط الصمت رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير سقوط الصمت رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab