القاهرة - العرب اليوم
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط - إيطاليا، جديد الكاتبة الدنماركية نايا ماريا آيت، بعنوان "إن أخذَ الموتُ منكَ شيئاً رُدَّهُ إليه - كتاب كارل"، نقلته إلى العربية المترجمة والكاتبة العراقية المقيمة فى الدنمارك دُنى غالى، بدعم من مؤسسة الفنون والآداب الدنماركية.
تروى الكاتبة نايا ماريا آيت تفاصيل لحظة مأساوية، ستُشكِّل صدمةً فى حياتِها لاحقاً: "أرفعُ نخباً مع ابنى الكبير. نامت زوجته الحامل مع ابنته فى الطابق العلوي. كان مساءً آذاريّاً صاحياً وباردْ". "نخب الحياة!" أقول له حين قُرعت الأقداح بعضها البعض بصوتٍ رنّان حادّ. أمّى تقول شيئاً ما للكلب. ثمّ يدقّ الهاتف. لم نرفع السّمّاعة.
مَنْ ذا الذى يتّصل بساعةٍ متأخّرة مساء السبت؟". فى مارس 2015 توفّى ابن الكاتبة نايا ماريا آيت فى حادث بعمر الخامسة والعشرين عاماً.
"إن أخذَ منكَ الموتُ شيئاً رُدَّهُ إليه" كتابٌ يصِفُ السَّنَتَيْن الأوَّليَّتَيْن بعد تلقِّيها للرسالة المشئومة، للصدمة وهى تسكُن قليلاً قليلاً. وصفٌ دقيقٌ للحياة دفعة واحدة بعد أن فقدت طفلاً، كيف يُغيِّر الحزن مِن علاقة الإنسان بواقعِه، لأقرب الناس إليه، للوقت؟ - هو كتاب فى الفقدان والحُبّ.
من أجواء الكتاب:
كان يرتدى سترته الخضراء. أعرف ذلك لأنى رأيتُه بعينَي. دخلَ الغابة الخضراء مع نَمِرٍ كان يمشى إلى جانبه.
دَخلَ الغابةَ الخضراء، ونظر إلى أوراق الشجر. أرى الضوء يومِض فى شَعرهِ الذى كان لهُ لونَ جلدِ النمر. يمشى وحيداً. لا يفهم لِمَ هو وحيد. ولكن نَمِرَهُ معه. كان نَمرُه معه. يضعُ يدَه على ظهره القوي. يبدو لى راضياً. ثمّ يستديرُ الطريق، فيختفى فى المنعطف، يقوده الممرّ متوغّلاً أبعد فأبعد فى الغابة الخضراء. اختفى داخل الغابة الخضراء. كان راضياً. لمْ يفهم لِمَ كان وحيداً. مع نَمِرٍ كان يمشى إلى جانبه.
*
ذات مرّة كنتُ حاملاً، وحلمتُ أن الطفلَ الذى فى بطنى كان نَمِراً صغيراً.
كنتَ تحبُّ اللّعبَ، ناعماً، محبوباً، بعينَيْن ذواتَى لون بنّى فاتح وبشرة ذهبية.
هكذا بدوتَ حين ولدتُكَ.
"نايا ماريا آيت" أصدرت سلسلة من الكُتُب منذ أوّل إصدار لها فى العام 1991. من ضمن الجوائز التى حازت عليها على جائزة بياتريس، جائزة النّقّاد وجائزة مجلس الآداب لدول الشمال. أصدرت المؤلفة أزيد من 25 عملاً بين الشعر والقصة والمسرح والدراما وقصص الأطفال، نذكر منها: «طالما أنا شابّة»، شعر، 1991. «علامة مائية»، قصص، 1993. «دوار»، دراما، 2004. «أين فيللي؟»، قصص أطفال، 2007. «قرعة»، رواية، 2012. تُرجمت أعمالها إلى تسع لغات.
أما المترجمة دُنى غالي، كاتبة ومترجمة عراقية مقيمة فى الدنمارك. صدرت لها روايات: «النقطة الأبعد»، «عندما تستيقظ الرائحة» ورواية «منازل الوحشة». كما صدرت لها مجاميع نصوص نثرية وشعرية أيضاً. أصدرت كذلك باللغة الدنماركية رواية ومجموعتى نصوص نثرية وشعرية، إضافة إلى ترجمات أدبية من اللغة الدنماركية، منها رواية هدم للكاتب الدنماركى الكبير توم كريستينسن، عن منشورات المتوسط، 2018. آخر إصدار لها كان رواية «بطنها المأوى» 2017، بعد «لا تقصصى القصص يوم الأربعاء» 2016، كذلك عن منشورات المتوسط.
قد يهمك أيضًا
منشورات نادرة يتجاوز عمرها أكثر من 100 عام بأسماء الطيور النافعة للزراعة
الكاتبة اللبنانية سونيا بوماد تحصد جائزة التسامح 2019
أرسل تعليقك