بيروت ـ جورج شاهين
تسلم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان الجمعة، رسالة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني نقلها اليه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة تناول فيها العلاقات الثنائية والتعاون المشترك حيال تطورات الاوضاع في المنطقة.
وعلم "العرب اليوم" ان الرسالة الأردنية عرضت لواقع الحال في الأردن والمنطقة اذ أكد فيها العاهل الأردني على "ألهم المشترك بين لبنان والأردن ولا سيما على مستوى تداعيات الأزمة السورية التي كانت وما زالت عنصرا مشتركا وهما أردنيا - لبنانيا مشتركا".
فالبلدان – كما جاء في الرسالة – يعانيان أزمات إقتصادية خانقة زادت منها الضغوط الأمنية والإقتصادية والدبلوماسية التي تركها نزوح مئات آلاف السوريين الى البلدين من داخل سوريا في وضع مأساوي للغاية.
كما تناولت الرسالة ضعف الدعم الدولي لمواجهة أزمة النازحين السوريين للتخفيف من الكلفة الباهظة الملقاة على عاتق الشعبين اللبناني والأردني وحكومتي البلدين.
وطلبت الرسالة "المزيد من التنسيق والتعاون بين البلدين في هذا المجال من أجل توحيد لغة التعاطي مع المجتمع الدولي والدول المانحة وآلية تطبيق القرارات التي اتخذت في قمة الكويت التي خصصت لنجدة الدول التي تستضيف النازحين السوريين بمليار ونصف المليار من الدولارات والتي لم يصل منها شيئا إلى اليوم لا إلى بيروت ولا إلى عمان".
ومن بعبدا توجه جودة الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معه للعلاقات الثنائية والتطورات الراهنة.
وقال جودة بعد اللقاء "تشرفت بلقاء الرئيس بري ونقلت له تحيات جلالة الملك ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، والعلاقات بين الأردن ولبنان علاقات طيبة وتاريخية، وهذه الزيارة التي أقوم بها تأتي لمتابعة الكثير من المواضيع التي بحثها جلالة الملك العظيم مع الرئيس ميشال سليمان الذي تشرفت بمقابلته صباح اليوم، ونقلت له رسالة خطية من صاحب الجلالة، متابعة للمواضيع التي تم بحثها في اللقاءات التي جمعت جلالة الملك والرئيس سليمان على هامش القمم التي عقدت في الآونة الأخيرة واللقاءات الثنائية التي جمعتهما".
واضاف "الموضوع الأساسي الذي تحدثنا فيه بالإضافة الى العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها وتعزيزها في المجالات كافة، وخصوصا في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، هو التداعيات الإنسانية للأزمة في سوريا، ولبنان والأردن يتحملان عبئا كبيرا بسبب تدفق اللاجئين السوريين الى بلدينا، الأردن الآن يستضيف بحدود 415 ألف مواطن سوري دخلوا الى أراضينا منذ عام 2011، ولا شك ان هناك مئات الآلاف على الأرض اللبنانية، وكانت مبادرة من لبنان لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية مؤخرا للحديث في هذاالموضوع تحديدا، وكانت مبادرة طيبة، وكان هناك قمة في الكويت بمشاركة الأمم المتحدة للحديث في مساعدة الدول التي تتحمل غدا العبء".
وتابع جودة "نحن قرارنا في المملكة الأردنية الهاشمية هو واضح بأمر من جلالة الملك بأن المواطنين السوريين الذين يلجأون الى الأردن هروبا من الأحداث في سوريا بحثا عن ملاذ آمن نستضيفهم ونقاسمهم القليل الذي نملكه، ولكن هذا يشكل في الوقت نفسه عبئا كبيرا على إقتصادنا الذي يواجه تحديات كبيرة أصلا".
وأوضح "لقد تركز الحديث مع كل المسؤولين اللبنانيين الذين تشرفت بلقائهم اليوم عن ضرورة توحيد لغة التخاطب مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والدول المانحة لتمكين الدول التي تجاور سوريا من التعامل مع هذه التداعيات الإنسانية، موقفنا في ما يتعلق بالجانب السياسي والوضع على الأرض واضح وعبرت عنه وأكدت عليه مرة أخرى اليوم، هو الحل السياسي الذي يضمن وقف العنف والقتل ومسلسل الدمار بإراقة الدماء، يجب أن يتوقف هذا كله وأن نبدأ في مرحلة انتقالية تحافظ على وحدة سوريا الترابية وعلى أمن وإستقرار سوريا وكرامة الشعب السوري العريق، ولا شك انه يوجد الآن جهد على مستوى العالم للتأكد من حدوث هذا.
وبين أن أللقاءات مستمرة والتواصل مع الأخوة في لبنان ضروري وسنحافظ عليه ودائما التشاور والتنسيق مطلوب وخصوصا في هذا الجانب".
وكان الوزير الأردني قد زار صباح اليوم وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور وتناول البحث الأوضاع الثنائية وأوضاع النازحين السوريين في البلدين وفي الأوضاع في سوريا.
وأكد الجانبان "عدم تلقي أي مساعدة من المساعدات التي وعدت الدول العربية والأجنبية بتقديمها للنازحين في كلا البلدين" فيما قال الوزير جودة أن "موقف الأردن من سوريا ثابت، وأن الحدود لن تقفل بين البلدين على الرغم من أن كل يوم يدخل إلى الأردن أكثر من 3 ألاف نازح سوري".
أرسل تعليقك