عمان ـ بترا
يطرح كتاب تاريخ الاردن (1876- 1923) والصادر حديثا لأستاذ التاريخ الحديث في جامعة ال البيت الدكتورة هند ابو الشعر سؤالا حول اعتماد الصحافة كمصدر اساسي الى جانب المصادر الاخرى التي تقوم عليها دراسة التاريخ العربي.
وهل يمكن اخضاع التقارير الصحفية لأليات النقد، وهل يوجد معايير مقبولة بين المتعاملين بالدراسات التاريخية لهذا المصدر ، وطرق التفريق بين الخبر الشعبي والخبر رسمي، والكيفية التي يتعامل بها المؤرخ معها.
ويبين الكتاب الصادر حديثا عدد صحف الاستانة منذ عام 1855، وعدد الصحف في بيروت ودمشق، وحلب واختلاف توجهاتها بالإضافة الى تتبع بعضها لأخبار السلط وعجلون ومأدبا والكرك بحيث اعطت تفاصيل دقيقة عن الاحوال اليومية في شرق الاردن من مختلف النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويسجل اهتمام الصحف في تلك الفترة بالأحوال المعيشية لسكان شرق الاردن وخاصة الاحوال الامنية وعلاقات العشائر والقرى بالسلطة، وكيفية تناول الصحف لدور وموقف الشيوخ والوجوه الذين يمثلون الراي العام آنذاك ويتحدثون بأسماء عشائرهم وقراهم او بواديهم.
وتوضح المؤلفة في كتابها "الى اننا حتى اليوم لا نملك حتى اليوم آلية متفق عليها للتعامل مع مادة الصحافة، ولكن المتفق عليه اننا لا يمكن استبعاد الصحافة (كمصدر) بشكل كامل عند دارس التاريخ الحديث وتحديدا منذ منتصف القرن التاسع عشر إذ اصبحت للصحافة الرسمية والاهلية سلطتها وحضورها وشكلت الصحافة اليومية في كل دول العالم مصدر للخبر والاعلام، وكانت وسيلة الدولة لمخاطبة رعاياها ووسيلة المجتمعات لبناء خطابها مع الدولة ومع مكوناتها بكل اطيافها.
وتضيف " كان هاجسي ان اقدم الصورة الحقيقية التي رأتها عين الصحافة بلا كاميرات او فضائيات وان يحضر الانسان الاردني في هذه الدراسة؛ لأنني اثق ان الصحافة هي مرآة التاريخ الاجتماعي الذي اتمنى ان ندرسه الدراسة التي تستحقها.
وتقول انه لا يمكن الوصول الى المرحلة الزمنية التي اخترنا ان نتناولها من خلال الوثائق والمحفوظات الرسمية فقط، ولا بد من المزاوجة بين المصادر- كل المصادر- للمقارنة والتحليل وتكوين الرؤية واسعة الافق.
وتأمل الدكتورة ابو الشعر ان يتمكن الاكاديمي العربي من تكوين الية تؤسس لمنهجية رصينة للتعامل مع الصحافة مصدرا للدراسات التاريخية في العهدين العثماني والوطني، مضيفة انها اجتهدت وقدمت محاولة للفهم والتوثيق والتحليل لزمن متتابع على ارض الاردن منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الربع الاول من القرن العشرين.
أرسل تعليقك