عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع

تمثال حابى
القاهرة ـ العرب اليوم

قال الباحث الأثرى أحمد عامر، إنه على مر العصور الفرعونية قدس المصريين القدماء نهر النيل واعتبروه شريان الحياة والخير لهم، وكان المصريين القدماء فى شهر أغسطس من كل عام يقومون بإهدائه الأضاحى بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من ذلك زيادة خصوبة النيل وانتشار الرخاء وكثرة الزرع واهباً الحياة والأمل للأرض، وفى قديم الزمان كان هناك ملكاً عادلاً يبحث دائماً على مصالح رعاياه ولا يتخذ أمراً ما إلا إذا كان فى ذلك مصلحةً لهم، ومع مرور الزمن أتى عاماً لم يقم نهر النيل فيه بالفيض وحل القحط على جميع ربوع مصر، وعلى إثر ذلك قام الملك باستدعاء كبير الكهنة لعل يجد حل لهذا الأمر، وبالفعل قام الكاهن بإخبار الملك أن النيل غاضب ويريد الزواج من فتاه ذات جمال بالإضافة أن تكون بكراً، وعقب ذلك أمر الملك أن يذاع هذا الأمر فى جميع مدن مصر أنه على كل فتاه تريد أن تتزوج بالإله "حابى" إله النيل وجالب الفيضان أن تتقدم فى احتفالا سوف يقام لهذه المناسبة وأنه سوف يتم اختيار أجمل عروس لتُزف إليه، وكان الكاهن الأكبر يقوم باختيار أجمل فتاه بينهم وبعد انتهاء مراسم الاحتفال تقوم العروسه بإلقاء نفسها فى النيل، ومع الوقت تم استبدال الفتاه الحيه بدمية خشبية جميلة وينصبون الاحتفالات ثم يرمونها فى النهر العظيم كشعيرة بديلة عن إلقاء الفتاة الحية ومن هنا سُميت أسطورة "عروس النيل".

وأشار "عامر"، إلى أنه على الرغم من حقيقة "عروس النيل" تنوعت وتضاربت الأقوال حولها فنجد أنها لا تتعدى روايةً نسجها خيال المصرى القديم المبدع من أجل إعلاء مكانةً النيل وما له من آثر بالغ فى نفوس المصريين، وورد عن لسان أحد الباحثين أنها قصة "عروس النيل" ليس لها أساس تاريخى ولم ترد غير التى حكاها "بلوتراك" والتى تقول إن "إيجيبتوس" ملك مصر أراد اتقاء كوارث نزلت بالبلاد فأشار الكهنة بإلقاء ابنته فى النيل ففعل ثم ألم به ندم شديد فألقى نفسه فى النيل فهلك مثلما هلكت، ومن هنا ظلت حكاية إهداء عروس للنيل كل عام فى عيد وفاء النيل راسخة، واستمرت عادة إلقاء دمية خشبية على شكل فتاة آدمية بدلاً من الفتاة الآدمية التى كانت تزف إلى النيل جزءاً من مراسم الاحتفال حتى الآن، وخرج علينا أحد الباحثين الفرنسيين ويُدعى "بول لانجيه" حيث قال أن المصريين القدماء كانوا لا يلقون فتاة فى النيل ولكنهم كانوا يحتفلون بإلقاء سمكة من نوع "ألاكم" وهذا النوع من السمك قريب الشبه جداً من الإنسان ويصفه بعض العلماء بأنه "إنسان البحر" حيث تتميز أنثاه بأن لها شعراً كثيفاً فوق ظهرها ولما ما يشبه أرداف المرأة أما عن وجهها فهى أقرب إلى "كلب البحر" وعندما تسبح فوق الماء تتمايل كأنها راقصة وكان المصريون القدماء يزينون سمكة "ألاطم" بألوان زاهية ويتوجون رأسها بعقود الورد والزهور ثم يزفونها إلى النيل فى عيد وفائه.

وتابع "عامر"، أن النقوش فى المعابد المصرية والبرديات التى عدّدت مظاهر الحياة والتقاليد والعبادات لم تذكر حكاية "عروس النيل" ولو كانت هذه حكاية حقيقة لما كانت النقوش أغفلتها، وبالرغم من ذلك فقد عاشت أسطورة "عروس النيل" فى وجدان مصر وتناولها الأدباء والشعراء والفنانين والسينما ومازالت حتى الآن كتباً كثيرة تردّدها كواقع لكن الحضارة المصرية بأصالتها وعمقها، تؤكد كل يوم وعيها وتحضّره فظلت مصر تحتفى بالنيل العظيم وظلت تناجيه فى أناشيدها المقدسة ولكنها أيضاً قدست الإنسان والإنسانية فلم تضحّ بروح إنسان من أجل فيضان النهر الخالد، ولكن الثابت أيضاً أن نهر النيل قد حظى بما لم يحظ به نهر آخر على ظهر الأرض فهو جزء لا يتجزأ من تاريخ هذا البلد وحضارته، ومن هنا نودّ أن حكاية "عروس النيل" نالت من الخيال ما لم تناله فى الواقع فلم يكن المصرى القديم يُقدم الأضاحى البشرية ولم يعرف ذلك أبدا، وعليه فإن الأضاحى أينما وجدت تكون حيوانية أو رمزية فقط.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab