القاهرة - العرب اليوم
يقدم الكاتب حسام الدين درويش نصوصاً نقدية في كتابه " نصوصٌ نقديةٌ في الفكر السياسيِّ العربي والثورة السورية واللجوء" تتمحور حول بعض إشكاليات الفكر السياسيِّ العربي المعاصر، مثل مسائل القومية والديمقراطية والثورة والإصلاح والأيديولوجيا (بأنماطها المختلفة) والعقل السياسي والعلمانية والوطنية وغيرها؛ كما يتناول بعض الإشكاليات المرتبطة بالثورة السورية مثل خلفية هذه الثورة وأسبابها وسيرورتها وآفاقها؛ وفي هذا السياق يسلط الكاتب الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بمسألة اللجوء والنزوح القسري في بلادٍ مجاورة أو بعيدة.
يشير الكاتب إلى أنه سبق للنصوص، المجموعة في هذا الكتاب، أن نُشرت في مجلة عالم الفكر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (مركز الدوحة)، وفي عددٍ من المواقع والمنابر الثقافية والإعلامية العربية (موقع الأوان وشبكة جبرون وجريدة أبواب، وموقع (الحوار المتمدن)، بين الأعوام (2011- 2016)، وإن كتابة هذه النصوص ونشرها على مدار الأعوام الستة الماضية يمكن أن يثير التساؤل حول مدى راهنيتها التي يمكن أن تسوّغ جمعها وإعادة نشرها في كتاب مستقل. ويمكن لهذا التساؤل أن يشرعن نفسه من خلال الإشارة إلى التغيرات السريعة التي شهدها الواقع السياسي العربي عموماً، وتلك المتعلقة بالثورة السورية خصوصاً وفي الإجابة على هذا التساؤل المفترض، يرى الكاتب ضرورة التشديد على أن تاريخية الفكر وارتباطه بسياقٍ تاريخيٍّ محدّدٍ، من ناحيةٍ أولى، لا ينفي كونه عابراً للتاريخ، من ناحيةٍ ثانيةٍ. وعلى الرغم من التغيرات المشار إليها آنفاً. يعتقد الكاتب أن (معظم) النصوص المكونة لهذا الكتاب ما زالت تحتفظ براهنيةٍ كبيرةٍ.
- في تسويغ وجود اسمي "عزمي بشارة ومحمد جمال باروت" في العنوان، وتوضيح معنى هذا الوجود. يشير الكاتب حسام الدين درويش إلى أن هذا الكتاب يضم بحثين أساسسين موسعين لهما، لذلك قدم الكاتب مقاربته النقدية لكتاب عزمي بشارة "في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي"، وهنا تم تسليط الضوء على أبرز الإشكاليات التي يتضمنها هذا الكتاب، ومنها مسألتي الديمقراطية والقومية (العربية)، وحول إمكانية إقامة علاقةٍ جدليةٍ بناءةٍ أو منتجةٍ، نظرياً /أو عمليّاً، بينهما، ولهذا من الصعب إنكار مدى راهنية هذه المسائل في الواقع والفكر السياسي العربي. أما حول تبرير وجود اسم محمد جمال باروت في العنوان فهو وجود نص "مناقشة نقدية لأبحاث محمد جمال باروت عن الثورة السورية" يوضح الكاتب درويش أنّه وخلال عمله الأكاديمي في الجامعة لم يجد "كتاباً يفوق أهمية كتاب باروت أو يسمح لنا باستبعاده من دائرة المراجع الأساسية التي توضح خلفية الثورة السورية والأشهر الأولى من سيرورتها" بالإضافة إلى كونه "بحثاً رصيناً موثقاً لكثيرٍ من المعلومات والوقائع المتعلقة بخلفيات الثورة السورية وانطلاقتها".
أرسل تعليقك