التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"التوأمان أمي وسورية" أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "التوأمان أمي وسورية" أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف

صدور روايه "التوأمان أمي وسورية" للكاتبة سهام يوسف
دمشق _ سانا

من عمق ألمها وحزنها توأمت الكاتبة المغتربة سهام يوسف بين أمها الحقيقية وبين وطنها الأم سورية ما دفعها إلى خط مشاعرها تجاه الاثنين على الورق في رواية من 317 صفحة حملت عنوان التوأمان أمي وسورية أهدتها إلى روح أمها وإلى أمهات شهداء سورية وإلى عائلتها الصغيرة.

وتقول الكاتبة إن أمها وسورية توأم ولدا معا في داخلها مذ أبصرت النور فأصبح عشقها لهما أبديا سرمديا وعنوان كل ماض وحاضر ومستقبل فأي قداسة وطهارة أقدس منهما حيث تكون الرحمة بلا حساب فإذا كانت الجنة تحت أقدام الامهات والخلود فيها أول الأبواب فإن ثانيها من خلال شهداء الوطن الذين عاهدوا الله فصدقوا وكانوا خير حافظين لتراب ومستقبل وحضارة سورية.

وتضيف في تجربتها الروائية الأولى أن ما دفعها إلى كتابة هذه الرواية هو المها وحزنها على واقع عاشته أمها بالنسب والدم وواقع تعيشه الأم الخالدة سورية فهما خالدتان في قلبها ووجدانها وهما توأم بحبل سري واحد غير منفصل ارتبطت به ارتباط الروح بالجسد.

ويتزامن حديث الكاتبة المقيمة في السويد عن أمها المريضة التي أصرت أن تكون أرض سورية محطة رحلتها الأخيرة في هذه الحياة مع تسارع الاحداث المؤسفة فى سورية منذ بدايتها في آذار 2011 وحتى وفاة الأم في أيار 2013 لتكون الرواية بمثابة توثيق صادق لتتابع الأحداث بكل تفاصيلها الميدانية والإرهابية والتحليلات السياسية وحتى الخدمية.

وتبلغ ذروة تأثرها بالاحداث في الصفحة /101/00 كنت أتالم عندما أسمع أخبار التخريب والقتل والاغتصاب وقطع الرؤوس وأكل الأكباد في بلدي فأجلس كئيبة حزينة أنظر بعين إلى والدتي التي أرهقها الزهايمر وأنظر بالعين الاخرى إلى سورية فأراها أمي الثانية التي تعاني من ويلات الإرهاب وأعمال التخريب فأيكما أبكى وأيكما التجىء لحضنها الدافئ عند حاجتي للأمان.

وكانت الكاتبة تسقط بشاعة ووحشية ما ترتكبه التنظيمات الارهابية فى سورية على ما قرأته وما سمعته من أمها وجدتها عن معاناه أجدادها السريان فى مطلع القرن العشرين من ظلم العثمانيين عندما اصدر السلطان فرمانا بمهاجمة البلدات والقرى السريانية وتهجير أهلها واعتقال رجالها ونقلهم الى اسطنبول وسوقهم الى الحروب التى كانت تحصل كل فترة بين الدولة العثمانية وخصومها.

ولكثرة تعلقها بأمها المريضة وخوفها عليها كانت تسال نفسها أحيانا هل هذه المشاعر التى تتملكنى موجودة عند الاخرين بالدرجة نفسها أم أننى أبالغ فيما أذهب اليه من سفر واهتمام لحظى أم أنه مرض أعانيه لم يكتشفه الطب الحديث وكانت تجيب ذاتها لا دخل لى بما يشعر به الآخرون تجاه أمهاتهم ولا دخل لهم ان بالغت في حب والدتي واذا كان ما أعانيه مرضا فيا مرحبا بهكذا مرض فحب الأم وتبجيلها هى وصية الاله.

وتعود يوسف لتتحدث عن أمها الثانية قائلة تعلقي بجذوري السورية هو الحبل السري الذي لم ينقطع مع سورية التى تكالبت عليها قوى الظلام والبغى كما هو لم ينقطع بيني وبين أمي التي تجاهد وتصارع مرضها فى أحد منازل دمشق ويقينى كلاهما منتصرتان وخالدتان فى وجداني فسورية الام ستبقى ولن تفنى وأمي أن غاب جسدها يوما فسيغيب في أحضان سورية.

وكتبت يوسف روايتها بأسلوب اليوميات فكانت تسهب فى ذكر التفصيلات الدقيقة حتى انها وقعت في فخ التكرار أكثر من مرة وخصوصا عند حديثها عن تحضيرات السفر من السويد الى دمشق خطوة خطوة وكيف وصلت الى مطار استوكهولم ثم ساعة وصولها إلى مطارى دمشق و بيروت وكيف استقبلتها أمها فاتحة ذراعيها ثم تناولت الطعام الذى وضعته الخادمة على الطاولة فور وصولها لتعود وتكرر العبارات ذاتها عند التحضيرات فى كل مرة تعود الى السويد وكيف يستقبلها زوجها فى مطار استوكهولم واتصالها بوالدتها عبر سكايب فور دخولها الى البيت.

والملفت في الرواية هو ذكر الأسماء الحقيقية لاشخاص مرموقين من أصدقائها وصديقاتها فى دمشق وأسماء الاطباء الذين عالجوا والدتها وأسماء المستشفيات والمخابر والصيدليات والمطاعم في باب توما وأبو رمانة ومشتى الحلو بالاضافة إلى أسماء الكنائس ما يضع القارىء في الجغرافيا الحقيقية للأحداث في اليوم التالي اصطحبت أمي إلى الكنيسة الكائنة فى الحارات القديمة بباب توما وهى كنيسة حارة الزيتون بينما ذهب أبو نورس إلى منطقة الحريقة وسوق الحميدية ليتسوق بعض الأغراض.

يذكر أن المؤلفة سهام يوسف من مواليد 1961 تعلمت في مدارس المالكية والقامشلي وانتقلت للإقامة في السويد عام 1978 وعملت مدرسة للغة العربية فى مدارس بوتشيركا ثم حازت شهادة مترجم محلف من جامعة استوكهولم ولا تزال تمارس عملها كمترجمة محلفة في اللغة العربية السويدية السيريانية لدى الدوائر الرسمية فى السويد ونشرت العديد من المقالات في صحيفة الوطن السورية وموقع الرأي السوري الإلكتروني.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab