أوراق في الثقافة الشعبية كتاب يحلل الظواهر الفلكلورية ودلالاتها
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"أوراق في الثقافة الشعبية" كتاب يحلل الظواهر الفلكلورية ودلالاتها

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "أوراق في الثقافة الشعبية" كتاب يحلل الظواهر الفلكلورية ودلالاتها

القاهرة ـ وكالات

مؤلف هذا الكتاب "أوراق في الثقافة الشعبية"عبدالحميد محمد حواس، مستشار أبحاث الثقافة الشعبية بمركز البحوث العربية والأفريقية، وهو أستاذ بالمعهد العالي للفنون الشعبية "أكاديمية الفنون" بالقارة، وعضو في العديد من اللجان مثل لجنة الفنون الشعبية وجمعية بحوث القص الشعبي الدولية. وتأتي أهمية كتابه "أوراق في الثقافة الشعبية" في أنه يحوي اثني عشر بحثًا في الثقافة الشعبية المصرية تعتمد منهجية التحليل الثقافي للظواهر الفولكلورية والبنائي أيضًا من أجل ثقافة وطنية تبني على محاولة فهم التناقض بين "الثقافة العالمة" ثقاقة النخبة و"الثقافة الشعبية" ثقافة السواد أو عموم الناس في الريف والبادية والحضر ودراسة الازدواجية الثقافية. في الفصل الأول يقدم المؤلف أشكال الأغاني الشعبية النسوية، التي تم تحديدها على النحو التالي: أغاني الحمل والوضع، أغاني الهدهدة وتنويم الأطفال، وأغاني حث الأطفال على المشي والنظام… إلخ وهذه الأشكال الغنائية لها خصائصها الشكلية سواء من حيث التركيب الشعري لغويًا، أو من حيث التكوين الغنائي الموسيقي في الهيئة واللحن والإيقاع، وهي خصائص جلية بالنسبة لأبناء مجتمعها حتى إنهم يستطيعون تمييز أي من هذه الأشكال فور سماعها. وهناك أغاني ترددها النساء تعبر عن الصوت الجمعي المشترك، الذي يبث القيم ويعززها ونجد هذا الصوت يتجلى في تكوينات متباينة، وتظهر فيها تنغيمات على اللحن الأساسي، ومن هذه الملامح المخصوصة كما تتبدى في الأغاني المرتبطة بمناسبة العرس بمراحله وإجراءاته المختلفة مثلًا، فتمجد هذه الأغاني المرأة العروس بصور منمطة تركز على صفاتها الجسدية باعتبارها موضع رغبة. أما عن التصور الشعبي والتاريخ، فنرى أن الثقافة الشعبية قد صاغت تاريخها عن طريق السير والحكايات والنوادر والموال القصصي، بيد أنها ابتعدت عن الأخذ المباشر من الوقائع التاريخية "سوى النويات التكوينية" واعتمدت عملية ترميز تحويلية قد تغرب فيها بالأحداث والشخصيات والمواقف، لكي تباين الواقع التاريخي، حتى وإن أدى إلى انتقالها إلى عالم خرافي، ولعل أبرز مثال على ذلك الدائرة القصصية الشعبية، التي لا تزال تتواتر عن الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ وسعيه الدائب لنشر الحق وبسط العدل وإقامة دولة الضعفاء في أرض سادها الكفر والظلم والطغيان. أما عن ثقافة الطفل الدرامية يذكر المؤلف أن أبرز الأنواع الفنية، التي يتداولها الأطفال ويبرز فيها خصوصية إبداعهم الأدبي واستقلاليته عن إنتاجات الكبار، فأغاني الأطفال المصاحبة لألعابهم هي في الواقع الوجه القولي المصاحب لحركة اللعبة وإشاراتها. وهذا يعني أننا لن نتمكن من فهم الأغنية كلماتها وتراكيبها وصورها إذا انتزعناها بعيدًا عن إيماءات اللعبة وتركيبها والحركة الجسدية للاعبين، وهذا يعني أن تتجه محاولة منهم بداية لفك إجراءات اللعبة وحل رموزها لاستخراج الدلالة الكامنة في ممارسة اللعبة. ويلاحظ المؤلف أن ألعاب البنات أقل عددًا وحركة من ألعاب الصبيان، ولكنها في المقابل أكثر ثراءً وصولًا بالجانب الفني، سواء من حيث الظواهر التمثيلية أو التعبيرات الغنائية، ويبدو أن الصغيرات يبدأن تدريبهن على الألعاب التمثيلية بلعبة الدور "البيوت" والتنويعات القريبة منها، مثل: لعبة "الزيارة" أو "العزيمة" وأضرابهما، والأساس فيها جميعًا هو تخطيط لإحدى الدور وتوزيع الوحدات السكنية بها في حدود الأدوات والخامات المتاحة للاعبة، ثم تبادل الزيارات بين المشاركات وتوزيع "أدوار" المضيفات والضيفات والقيام بواجبات الضيافة والعزيمة وما إلى ذلك. يرى الباحث أن رواية وقائع السيرة الهلالية يقوم بها أشخاص احترفوا الرواية في الوقت نفسه الذي لا يزال غير المحترفين يرون جوانب من وقائع هذه السيرة، وذلك داخل المدارس المتميزة التالية، وهي الحكي سردًا لقص أحداث أو مواقف لشخصيات تنتمي لهلالية الحكي سردًا لقص الأحداث والمواقف مع إيراد بعض الأشعار على لسان إحدى الشخصيات أو لتصوير موقف، وأخيرًا الحكي سردًا لقص الأحداث مع الترنم بالأشعار، التي تردد على لسان إحدى الشخصيات. والملاحظ أن الرواية في هذه المدارس الثلاث تعتمد على السرد الذي يقر بها من نمط الحكاية الشعبية شكلًا وأداءً، ودخول الشعر في السرد والترنم به لا يبعدها كثيرًا عن نمط الحكاية الشعبية، وإذا عرفنا أن غير قليل من الحكايات الشعبية تتضمن بعض الأشعار والأغاني. أما مدارس رواية وقائع فن السيرة الهلالية عند المحترفين، فالملاحظ أن الأداء الغنائي يبرز أمامنا كسمة أساسية فارقة عن الرواية غير المحترفة، ومن هذه الطرق طريقة في الرواية تعتمد على الصوت البشري بتلوين وسرعة خاصتين، والتحكم في شدة الصوت ارتفاعًا وانخفاضًا مع تقطيع فقرات وشطرات النص الشعري، الذي يلقى. وهناك أيضًا الغناء المدائحي وتكون فرق المداحين مصاحبة بأربعة دفوف، وفي تلك الحالة يجلس اثنان منهم في ناحية من مجلس الغناء السامر، بينما يواجههما في الناحية الأخرى الآخران، وتتبادل المجموعتان توقيع "ضربين" أساسيين يصطلح عليهما بالفردة والجوز، وتقوم مجموعة العازفين بالرد على المغني، أما "بلازمة" غنائية ثابتة حسب القصة المغناة أو بتردد الشطر الأخير من الغناء المغني لمرتين أو أكثر. يشير المؤلف إلى أن المصادر العربية القديمة ذكرت شخصا اشتهر بلقب "جحا"، وتتفق هذه المصادر على أن كنيته كانت "أبو الغصن" بينما اختلفت في صحة اسمه، وإن كان أغلبها يقول: بأنه "وجين بن ثابت"، وتقول هذه المصادر: أنه نسب إلى "جحا"، هذه فكاهات قد يكون هو صاحب بعضها ولكن بعضها موضوع عليه. أما الصورة المتحصلة من النوادر والأخبار التي رويت عن "جحا" تلك المصادر أنه كان أحمق لدرجة أن بعضهم شاهده يحفر موضعًا بظهر الكوفة فسأله عن السبب، فقال: إني دفنت في هذه الصحراء دراهم، ولست أهتدي إلى مكانها، فلما قال له السائل: كان ينبغي أن تجعل عليها علامة، قال: لقد فعلت قد علمت المكان بسحابة كانت تظله. وإلى جانب النوادر القديمة، التي تصور حمقه نسبت إليه مجموعة أخرى تؤكد هذه الصفة، كالنادرة التي تحكي أن أحمقين كانا يمشيان في الطريق، فقال أحدهما للآخر: تعال فتمنَ، فقال أولهما: أتمنى أن يكون لي قطيع من الغنم عدده ألف، وقال الآخر: أتمنى أن يكون لي قطيع من الذئاب عدده ألف ليأكل غنمك، فغضب الأول، فمر بهما جحا، وعرف منهما القصة وكان جحا محملًا حمارة قدرين مملوءين عسلًا، فأنزل القدرين وكبهما، وقال: الله يهرق دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين، وكانت تلك النادرة تروي من قبل أحد الحمقى المجهولين. وأخيرًا يقول المؤلف: لقد حدث الكثير من صور التعديل والتكيف لصورة جحا في مصر، فلقد سواه المصريون مصريًا لحمًا ودمًا، ففي مصر أصبح جحا أكثر ميلًا للفقر الاجتماعي والسخرية من الأوضاع الفاسدة، وصارت أبرز سماته الذكاء الماكر، وغدا صاحب حيل يرد الصاع صاعين حتى أصبحت تضرب بحيله الأمثال وكثير من أسماء نوادره، التي من هذا النوع يكف ليكون مثلًا أو قولًا مأثورًا، من ذلك مثلاً "مسمار جحا" بلوك فين يا جحا؟" عد غنماتك يا جحا واحدة واقفة وواحدة نايمة.. إلخ، وعلى هذه الصورة تكاملت نوادر جحا وأخذت شكلها الأخير وإن لم يكن النهائي، لتصبح الواجهة البارزة التي تعبر عن النادرة العربية وتكثف سماتها.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوراق في الثقافة الشعبية كتاب يحلل الظواهر الفلكلورية ودلالاتها أوراق في الثقافة الشعبية كتاب يحلل الظواهر الفلكلورية ودلالاتها



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab