رواية  أصابع لوليتا  على قائمة البوكر العربية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

رواية " أصابع لوليتا " على قائمة البوكر العربية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - رواية " أصابع لوليتا " على قائمة البوكر العربية

الجزائر ـ العرب اليوم

أصدر الكاتب الجزائرى واسينى الأعرج روايته الأخيرة " أصابع لوليتا " فى مارس 2012 عن دار الصدى للصحافة والنشر، وترشحت على قائمة  جائزة البوكرالعربية لعام 2013 . تدور الرواية حول يونس مارينا " سلطان حميد سويرتى"، كاتب من أصل جزائرى، استشهد والده فى إحدى الملاحم التى خاضتها الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسى أيام حكم " الريس بابانا " والذى كان يمثل الكثير لمارينا آنذاك.  و بعد حدوث انقلاب عسكرى أدى إلى اعتقال " الريس بابانا "؛ جاهد مارينا كثيراً من خلال كتابته ليدافع عن الرئيس الأسير ليخلد قصصه وأساطيره، وكان ينشر مقالاته فى جريدة معارضة تحت اسم مستعار وهو " يونس مارينا " حتى لا تلاحقه السلطة. وقد تعرض الكاتب للكثير من التضييقات عليه فاضطر بسببها للجوء سياسياً إلى فرنسا وعاش بها بقية عمره ليصبح كاتبا على شهرة واسعة، ولكنه سرعان ما تعرض للإرهاب الفكرى والقهر والتهديد مرة أخرى، وهذه المرة كانت من قبل  بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة والتى كانت ترى فى كتاباته كفر وتطاول على الدين ولذلك أباحت دمه وطاردته كثيراً لتنال منه.  وما بين إرهاب السلطة و إرهاب الجماعات المتطرفة يعيش مارينا حياة مسطحة فى بلد غير بلده  يعبر عن نفسه وعن عذاباته من خلال الشخصيات التى يرسمها فى رواياته التى يكتبها.. في لحظة فارقة يلتقى البطل مع " لوليتا " (نوة) عارضة أزياء شهيرة على قدرٍ رائعٍ من الجمال والفتنة والجاذبية، تدخل حياة مارينا بشكل غامض وتخرج منها بمأساة وتقلبها رأساً على عقب. تقتحم لوليتا حياة مارينا بسهولة على الرغم من التشديدات الأمنية حوله فازدياد العمليات الإرهابية فى فرنسا ووضع اسمه على قائمة الإغتيالات دفعت الحكومة الفرنسية إلى تأمينه. تظهر شخصية واسينى الأعرج بوضوح فى هذه الرواية فكثيراً ما نشعر أن يونس مارينا ما هو إلا قناع يستخدمه الأعرج فى سرد حكاياته الشخصية، فهناك الكثير من الملامح والتقارب بين الشخصيتين لم يحسن الأعرج فى مُدارتها. على طريق فرانكفورت يبدأ الأعرج روايته فى معرض فرانكفورت للكتاب أثناء حفل توقيع رواية البطل يونس مارينا " عرش الشيطان " قائلاً " استنشق يونس مارينا رائحة العطر الهارب، وتتمتم وهو يحاول أن يتفرس الوجوه التى تذهب وتجيئ قائلاً : أنا لست جرنوى فى رواية عطر ولكن هذا العطر ليس غريباً على حواسى "  و أثناء بحث مارينا عن مصدر العطر الذى شتت تفكيره تظهر لوليتا فى آخر الحفل و كأنها شخصية سينمائية، او كامرأة خرجت من بين أوراق كتاب مفقود، فلم تكن لوليتا تشبه أى قارئة من قرائه، ولم يكن يعرف لها اسماً ولكنها وجدها تشبه لوليتا نابكوف فأطلق عليها هذا الاسم.  ذكريات الأيام البعيدة  يخصص واسينى الأعرج مساحة كبيرة فى روايته لذكريات الأبطال؛ تلك الأيام القلقة التى عاشوها من قبل، ومجموعة آلامهم وعذابتهم التى شكلت مأساتهم فيما بعد. فمارينا كان شاب جزائرى من مدينة مارينا بالجزائر اسمه الحقيقى كان " سلطان حميد سويرتى " بعد استشهاد والده واعتقال الريس بابانا كان حلمه أن يصبح كاتباً صحفياً مرموقاً عندما يكبر لكى يحكى قصة استشهاد والده كما حكاها له الريس بابانا من قبل وعند اعتقال الأخير شعر مارينا و كأن أحدهم سرق منه قصة والده فاستخدم خياله فى رواية القصة وقام بنشرها فى جريدة " صوت الشعب السرية " التى كانت ضد الإنقلابيون وفى هذا الوقت أطلق على نفسه اسمه المستعار حتى لا تلحقه السلطة. وبعد أن قتلت السلطة العديد من أصدقاء البطل، اقتنع بوجوب الهروب، حيث أخفاه رفاقه فى حفرة تحت الأرض ليكون بعيدا عن أعين الإنقلابيين وكانت ترعاه مريم المجدلية، تلك المرأة التى تعرف على العالم من خلال ملمس أصابعها وهو داخل حفرته فكانت مريم باب دخوله إلى عالم المرأة وتجربته التى ظلت محفورة فى ذهنه حتى آخر حياته. أما لوليتا بطلة الرواية ترجع حكايتها الى أول أيام طفولتها إلى ذلك الزمن الذى كانت تدعى فيه نوة وهو الاسم الذى اختاره لها والدها ويعنى المطر، فهى ولدت فى يوم كانت تهطل فيه الأمطار بغزارة ، وكان لوالدها الدور الأكبر فى مأساتها فقد قام باستغلالها جسدياً، ودفعها إلى العمل فى عالم الموضة لكى تروج للأزياء التى كان يبيعها ، ثم قام  بالإعتداء عليها و اغتصابها وفرت لوليتا بعد هذا الحادث إلى فرنسا لتهرب من المصير الذى كان فى انتظارها لتعمل فى عالم الأضواء والأزياء والموضة وتصبح من أشعر العارضات فى باريس. وفى وسط كل هذه المأسى يتقابل يونس مارينا ولوليتا وتمتزج آلامهم فى لوحة شعريه رائعة يرسمها الأعرج بكلماته الشعرية الساحرة ووصفه البليغ. لوحة الضوء والعتمة تحتل لوحة الضوء والعتمة دور كبير فى الرواية ، فقد رافقت مارينا طوال أيام وحدته وكانت شاهدة على كل تفاصيل حياته وأطلق عليها مارينا اسم " الذبابة " لأنها كانت تذكره بقصة قديمة للريس بابانا عندما كان فى سجنه يعانى من الظلمة والعزلة، فدخلت زنزانته ذبابة كان كلما يُوضع له الطعام تخرج من ظلمتها لتقاسمه طعامه وكأنها  تحميه من أكل مسموم، وأحب بابانا الذبابة كثيراً وكان يقول لها أنتِ وسيطى لكى لا أفرط فى حقى فى الحياة التى يريدون انتزاعها منى، حتى ماتت الذبابة وحزن عليها حزناً شديداً. و كان مارينا يشعر أن لوحته تشبه ذبابة الريس بابابانا فظلت له أنيسة طوال الحياة وحينما تعرضت حياته للخطر على يد لوليتا كانت سببا فى إنقاذه من الموت المحقق. فى جحيم التيه بعد ظهور لوليتا فى حياة مارينا انقلبت حياته رأساً على عقب غير فى شكله ومضمونه جعلته يتعلق بها تعلق مجنون غير من عاداته وملابسه حتى يكون قريب منها، فأصبح يحب حفلات الأزياء التى تعمل بها ويبتاع مجلات الموضة التى تظهر على أغلفتها، و شعر و كأنها طفلة ملائكية جاءت إليه من عالم آخر. لم يكن مارينا يعرف سر دخول لوليتا الغريب فى حياته فهى تسللت فجأة دون أن يشعر، وأمسكت بكل تلابيب حياته دون أى مقاومة منه ، وغرق معها فى بحور الحب حتى جاءت لحظة الفراق، عندما تركته وحده فى حجرة الفندق الباريسى لتفجر نفسها وتنهى حياتها المأسوية أمام عينيه فى ليلة رأس السنة. وفيما بعد يعرف مارينا أنها كانت تعمل ضمن تشكيل إرهابي هدد بقتله من قبل، ودخلت حياته فقط لتنفذ هذا المخطط، ولكنها بعدما رأت كل هذا الحب الذى وهبها إياه حتى إنه أهداها لوحته المفضلة، غيرت من خطتها فى اللحظة الاخيرة وقررت أن تتخلص من حياتها وجسدها المنتهك بطريقة درامية كئيبة. وعاد الأعرج فى النهاية إلى بداية روايته مرة أخرى عندما كان يبحث عن الرائحة التى استنشقها أثناء حفل توقيع الرواية  ليدرك فى هذه اللحظة أنها كانت رائحة الموت.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية  أصابع لوليتا  على قائمة البوكر العربية رواية  أصابع لوليتا  على قائمة البوكر العربية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab