100 كتاب في العزلة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

100 كتاب في العزلة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - 100 كتاب في العزلة

بيروت ـ وكالات

أكادُ لا أتخيّلُ مدى "الإِدقاع" الذي كانت ستُعانيه ثقافتُنا بدونِكَ يا صالح. أنت الهاجِرُ طبَّ العيونِ، لتفتحَ عيونَنا على كنوزِ لغةِ سيرفانتس.  شخصيّاً، ثلاثةُ كتبٍ يا عزيزي زلزلتْ ذائقتي الفنيّةَ وغيّرتني إلى الأبد: "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" وكنتُ قرأتُها مطالعَ المراهقة. و"الحب في زمن الكوليرا"، في أوج الشباب. و"قصائد إنسانية"، [منتخباتك الشعرية من ثيسار باييخو]، في شفق الكهولة.  واليومَ، بعدما جرت في النهر مياهٌ ودماءٌ كثيرة، أبتهج من عظمي وأنا أراكَ تتحوّل، بعيداً عن الوزارات ووسخ الأنظمة، إلى "ظاهرة" في أوساط مثقفينا وقرّائنا. ظاهرة رفيعة اسمُها صالح علماني. أو .. فتنةُ المترجِم الذي صار ماركةً مسجّلة. مئةُ كتابٍ ترجمتها في عزلتك القصوى، أيها النبيل.  مئة.  يا لهول وروعة الرقم!  إننا محظوظون بك يا صالح. وحتى أدباؤك الذين ترجمتَهم، محظوظون بك همُ أيضاً. ومالا تعرفهُ أنتَ، ولا يعرفهُ حاملو لسان سيرفانتس في هذه القاعة، أننا كروائيين وقصّاصين وشعراء، باختلاف أجيالنا، لا نفتأُ نتعلّمُ منك كيف نكتب. هذا الأسلوب البديع السلسل ذو الطلاوة، المتلألئُ كماسّة، الموّارُ كفيضان نهر، من أين أتيتَ به أيها المُعلّم؟ ذاتَ يومٍ قال كورتاثار لماركيز: ستكون محظوظاً لو ترجمك غريغوري راباسّا للإنكليزية. وذات يوم قال ماركيز إنّ هذا المترجمَ الفذّ، تمخّضَ عن ترجمةٍ ربما تفوق الأصلَ، بهاءً وفتنة. لا أعرف لمَ تحضرني دائماً تلك القصة كلما ورَدَ اسمُكَ البهيُّ أمامي. ذلك أنني ومئاتُ الآلاف غيري، لا يمكن أن نشعر ونحن نقرأك بأننا حيالَ ترجمة. كلا. بل حيال تخليق وسيرورة. وكأنك بالفعل مبدع العمل، أو على الأقلّ، شريك المؤلّف الأصليّ، في رحلة عبوره إلى الضفة الأخرى. شكراً أيها الفلسطيني العظيم على كل ما أعطيتنا. بل الشكر الجزيل على أننا عشنا في زمنك. عشنا في زمنك؟  يا لها من مصادفة طيبة، في لعبة أقدارنا القاسية!   قرئت في حفل تكريم علماني بمدرسة المترجمين بطليطلة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100 كتاب في العزلة 100 كتاب في العزلة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab