رواية روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية
آخر تحديث GMT05:34:27
 عمان اليوم -

رواية "روك القصبة" مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - رواية "روك القصبة" مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية

طنجة - و.م.ع

بذاكرة تحتفظ بجدل حاد رافق عرض فيلمها الطويل الأول "ماروك" عام 2005 بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تطلع رواد الدورة 15 لهذا الموعد السينمائي بشغف إلى عرض الفيلم الجديد للمخرجة ليلى المراكشي، "روك القصبة" مساء السبت بالخزانة السينمائية. أقل استفزازا من سابقه ربما، كما تتوقع المخرجة، لكنه يحمل ذات الرؤية الاجتماعية الناقدة لأنماط فكرية وسلوكية "محافظة" في المجتمع، وينتصر لنفس الرغبة في التحرر لدى المرأة المغربية والعربية. ولعل الخيط الرابط بين الفيلمين، يتجسد في حضور مرجانة العلوي، بطلة "ماروك"، الفتاة المراهقة، التي نضجت لتشارك في بطولة الفيلم الجديد وهي في مرحلة عمرية أنضج. صورت ليلى المراكشي فيلمها في طنجة، حيث أثثت فضاءات بيت عتيق لعائلة بادية الثراء، في ملكية أب بنات أربع، يرحل عن الدنيا فجأة، لتواجه الشخصيات النسائية التي كانت تحيط به مصيرها الجديد. تنهار سلطة الأب الآمر الناهي، (عمر الشريف) وتنبثق أحلام مكبوتة وخسائر يتعذر تداركها، وعمر مضى من حياة مريم وكنزة وصوفيا، أما ليلى فقد سبقت والدها إلى الرحيل حين وضعت حدا لحياتها بعد أن رفض الوالد اقترانها بشاب فقير، ليس إلا ابن الخادمة (راوية). اجتماع بنات الراحل في بيت العزاء يشكل الذريعة الدرامية التي تنتهزها ليلى المراكشي، مخرجة وكاتبة سيناريو، لاستفزاز كوامن كل منهن، قصة خضوعهن وتمردهن، نجاحهن وإخفاقهن في الحياة والعمل والزواج. وبحس نقدي، كان ساخرا في بعض الأحيان، تكون أجواء المأتم وتشييع الراحل، فرصة مواتية لتسليط الضوء على طقوس، تنزع عنها المخرجة طابعها القدسي، وتضعها في خانة ممارسات طقوسية تكرس النفاق الاجتماعي، مفصولة عن أساسها الوجداني الحقيقي. وإن كانت وفاة الأب المتسلط قد دفعت إلى السطح بقصة ليلى، الغائبة - الحاضرة لدى والدتها وأخواتها، حيث ينبعث الماضي أليما وطريا في نفوس العائلة، إلا أن اكتشاف السر الكبير، يتحقق حين تعرف صوفيا ثم الأخريات أن ابن الخادمة ليس إلا أخ البنات، غير الشرعي، الذي أنجبته الخادمة من رب البيت، لولا أن قانون الصمت دفع بالأمور في اتجاه آخر. "روك القصبة" ورشة تقنية شديدة الحرفية والنضج الفني، الذي كشفه جينيريك غني يكشف قوة إنتاجية احتفت بكل التفاصيل المهنية، لكنه في المقابل يسقط أحيانا، حسب آراء أولية لبعض المهتمين، في الفولكلورية واجترار كليشيهات مضخمة تتعلق بوضعية المرأة المضطهدة والنفاق الاجتماعي والدين والحجاب ودعوى المساواة في الإرث وزنا المحارم... وغيرها. ومن جهة أخرى، يعد الفيلم أحد الأعمال النادرة التي جمعت أسماء من طليعة النجوم العرب. عمر الشريف أدى آخر دور له في مساره الحافل قبل أن يعلن اعتزاله، دور بلمسة فانتازية وهو يلعب دور الشاهد على وفاته، مطلا على حال أسرته من بعده. الفلسطينية هيام عباس أعادت تجربة العمل مع السينما المغربية من خلال دور عائشة، زوجة مولاي لحسن. لبنى أزابال، ذات الحضور القوي في السينما الفرنسية، والمخرجة اللبنانية الشهيرة نادين لبكي، والممثلة المغربية مرجانة العلوي، تقاسمن أدوار مريم وكنزة وصوفيا، بنات الراحل. أما الممثلة المغربية راوية فقد واصلت تألقها من خلال أداء دور الخادمة. يذكر أن تصوير روك القصبة" الذي شارك في الدورة السابقة لمهرجان دبي تم في طنجة، المدينة التي تعتبرها المراكشي مدينتها الملهمة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية رواية روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab