كتاب خرابيش يرى أن العامية هى اللغة الأم المظلومة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

كتاب "خرابيش" يرى أن "العامية" هى اللغة الأم المظلومة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - كتاب "خرابيش" يرى أن "العامية" هى اللغة الأم المظلومة

كتاب (خرابيش.. تأملات عن المحروسة فى زمن الهوجة)
القاهرة ـ العرب اليوم

فى سنة 2013 كتب الدكتور السيد نصر الدين السيد يصف حالة المجتمع المصرى قائلا: تمر الأمة المصرية بحالة استثنائية يطلق عليها المشتغلون بـ"علوم التعقد" اسم حالة "حافة الكيوس" ويطلق عليها بعض أهل السياسة اسم "الفوضى الخلاقة"، أما عموم المصريين فيسمونها "الهوجة"، جاء ذلك فى مقدمة كتاب (خرابيش.. تأملات عن المحروسة فى زمن الهوجة) والصادر عن دار العين.

وفى مقدمة الكتاب يرى "نصر الدين" أن هذه الحالة المرتبكة تنشأ فى الأساس، نتيجة لإحساس أفراد المجتمع بوطأة "الفرق" المتزايد والمستدام، بين ما "تتطلع" إليه أغلبيتهم من "رفاه" وما هو متحقق فعلا على أرض الواقع، فعندما يتجاوز هذا الفرق بين "المأمول" و"المتحقق"، حدّا معينا يصعب على أفراد المجتمع تحمله، يبدأون فى الخروج على القانون وفى تحدى المؤسسات القائمة بكل أشكالها، وهكذا تزيد كمية الفوضى فى المجتمع وتتجاوز حدودها المعتادة ليبدأ فى التحول والانتقال من حال لحال، ومن نظام "قديم" فقد شرعيته إلى نظام "جديد" يؤسس لشرعية جديدة. أى أنها الأوقات التى تمتزج فيها "المصادفة" بـ"القانون" و"الفوضى" بـ"النظام".

ويحتوى الكتاب عددا من المقالات التى تعلق على حالة المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة، فتحت عنوان "كلمة دفاع عن مصرية المصريين" يرى أن المجتمع المصرى يعانى منذ عدة عقود من مرض مزمن لا نجد له اسما أفضل من "تسيد ثقافة الملة"، وهو مرض تتنوع أعراضه ما بين مناوشات كلامية على الإنترنت واحتقانات طائفية على أرض الواقع ما نكاد نتجاوز أحداث واحدة منها حتى تدهمنا أحداث واحدة أخرى، وسبب هذا المرض فهو ما يتبناه البعض من نظرة تجزيئية أو تقطيعية لتاريخ الوطن والتى تنظر إليه وكأنه سلسلة من الحقب المنفصلة عن بعضها بعضا كل منها مقطوع الصلة بمن يسبقه، ولا تأثير لأى منها على ما يعقبه.

ويذهب السيد نصر الدين إلى أن الاعتراف بـ"مصرية المصريين" لا يعنى "الفرعونية" أو إعادة إنتاج إحدى مراحل التاريخ المصرى القديم أو الاستعلاء على الآخر والتفاخر الكاذب والمضلل، أو الانعزال عما يدور فى المنطقة من أحداث والانكفاء على نفسها، لكنه يعنى أهمية الأخذ فى الاعتبار ثراء وتنوع مكونات الكيان المصرى.

والكتاب يثير قضية فى بالغ الخطورة إذ يذهب إلى أن اللغة العربية هى اللغة الثانية لمصر يعرفها نحو 60% من الشعب المصرى، وهى تأتى ثانية لما يطلق عليه "اللغة الأم" وهى "العامية المصرية"، ويرى الكتاب أن "العامية" هى جزء لا يتجزأ من "الهوية المصرية" والانتقاص من قدرها هو انتقاص من هويتنا ذاتها، ويرى السيد نصر الدين  فى المقالة التى تأتى بعنوان "لغتنا الجميلة ومين ياخد باله منها؟" أن الفصحى تهتم بها الدولة ومؤسساتها بينما العامية لا تجد من يهتم بها، ويطالب الكتاب بـ"حقوق الملكية" للعامية أو اللغة الأم على حد وصف الكتاب.

ومن ناحية أخرى يختصر الكتاب ما حدث فى مصر فى السنوات الأخيرة بأنه أحد أشكال الصراع الذي بدأ فى الديار المصرية منذ نحو 150 سنة، إنه الصراع بين "قوى التقليد" و"قوى التجديد" للفوز بعقل وقلب المجتمع المصرى، أو بعبارة أخرى على "ثقافته الحاكمة"، وتتمثل "قوى التقليد" في تيار الإسلام السياسى، أما قوى التجديد فتتمثل فى "التيار العلمانى" بشتى طوائفه من يساريين وقوميين وليبراليين.     

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب خرابيش يرى أن العامية هى اللغة الأم المظلومة كتاب خرابيش يرى أن العامية هى اللغة الأم المظلومة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab