توظيف الحيوان في شعر البحتري كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"توظيف الحيوان في شعر البحتري" كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "توظيف الحيوان في شعر البحتري" كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية

دمشق ـ سانا

اختارت الباحثة ريمة ابراهيم المسعود في كتابها توظيف الحيوان في شعر البحتري أسلوب الوصف والتحليل والتعمق في النفس وتطلعاتها الاجتماعية بغية اصطياد العلاقات الجمالية للوصول إلى ما تصبو إليه في دراستها لشعر البحتري وهذا يعتبر أسلوبا بحثيا جديدا يتناول عالم الحيوان والطبيعة وربط هذه العناصر بما قدمه البحتري في شعره. وتمكنت الباحثة من خلال كتابها بيان أهمية الحيوان في البيئة العربية إذ أنه كان حاضراً في شتى مجالات الحياة اليومية المعيشة فمنه يأكلون ويشربون وعليه يركبون ويرتحلون وهو أنيسهم في الوحدة والاسفار ووسيلتهم في طلب النجاة وبلوغ الانتصار. كما تعرج الباحثة على دور الحيوان في الحياة الأدبية والفكرية وأهمية وجوده في جذب الباحثين للغوص في المعاني المتوارية خلف الحيوان وتجلياتها فالحيوان ماثل في المعتقدات والأساطير والخرافات والسير فضلاً عن الأمثال والشعر. وترى المؤلفة أن التعبير في استخدام الحيوان كرمز هو أحد الأساليب الفنية التي توكأ عليها الشعراء والأدباء قديما وحديثا ليغنوا إبداعاتهم ونتاجاتهم أو ليكشفوا عن معان ومرام متخذين منها ستارا يتخفون وراءه إلا أنهم قدموا صوراً إبداعية أخاذة خلال عملهم على رصد حركة الحيوان وإسقاط هذه الحركة على المساحة الذهنية للمتلقي عندما يقرأ مثل هذه التعابير الجديدة. واعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على كثير من المصادر المحققة التي اهتمت بالحيوان كالقران الكريم وديوان البحتري لحسن كامل الصيرفي وكتب الأمثال ودواوين شعراء كثيرة مع كل الحرص على التوثيق التاريخي للرواية وربطها بالمنهج العلمي. وقسمت مسعود البحث إلى مقدمة وفصول وخاتمة فالفصل الأول للحيوان وعلاقته بالواقع المعيشي والفصل الثاني للحيوانات التي تضمنها شعر البحتري والمستويات اللغوية والثقافية والدينية التي طرحها من خلالها. ثم انتقلت إلى الدراسة التطبيقية في شعر البحتري فعرضت في الفصل الثالث كيف وظف البحتري الحيوان في الموضوعات الشعرية وخصصت لكل موضوع مبحثاً واحداً فجاءت الموضوعات موزعة على مباحث عديدة. وعرضت في الفصل الرابع أهم الدلالات التي كشف عنها توظيف البحتري الحيوان في الموضوعات الشعرية وقد جعلت هذا الفصل في أربعة مباحث بينت فيها أهم المظاهر السياسية والاجتماعية التي سادت الدولة العباسية في القرن الثالث الهجري وكشفت كثيرا من المؤثرات التي بدت خلال الحراك الاجتماعي وفق تبادل العلاقات الاجتماعية وأثر البيئة وما ينجم عن الظروف القائمة التي يعيشها موضحة أن ما ظهر من وصف وجماليات أخاذة في شعر البحتري هو انعكاس للحيوات التي عاشها فسكنت مخيلته وامتزجت بثقافته. وخصصت الفصل الخامس لدراسة توظيف الحيوان في الصورة الفنية عند البحتري حيث تحدثت عن أنماط الصورة الفنية وعلم البيان فدرست الصورة التشبيهية واتخذت من أداة التشبيه ووجه الشبه أساسا في تقسيم الصورة التشبيهية وتحدثت عن أنواع هذه الصورة حيث استفاد البحتري من عملية التشبيه التي أخذت أكثر من شكل واتجاه في خلق مناخ نفسي يؤدي إلى ربط ما أتى به الشاعر في الحياة الاجتماعية ومدى استفادة المتلقي مما أتى به هذا الشاعر ومن الأشياء التي يرمي إليها. كما قامت بفهرسة الشعراء والأعلام الذين اعتمدت عليهم كما اعتمدت في شرح المفردات على الشروحات الواردة في دواوين الشعراء مع الرجوع أحيانا إلى معاجم اللغة بغية تقديم بحث منهجي علمي تطبيقي يأخذ مكانته في المكتبة العربية بشكل لائق. يذكر أن الباحثة ريمة ابراهيم المسعود فقدت بصرها وهي لم تكمل سنواتها الخمس الأولى من العمر فدرست ببصيرتها وتعمقت فامتلكت ثقافة واسعة وكونت منظومة ثقافية لا يمتلكها المبصرون ومن يطلع على معطيات البحث لا يمكن أن يدرك أن الباحثة مصابة بعاهة صحية لقد أدت دورها مضيفة ما لم يتمكن من إضافته المبصرون إذ أنها اشتغلت على البحث المنهجي التطبيقي والأسوب التعبيري الأدبي وقدمت وثيقة أدبية تاريخية. 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توظيف الحيوان في شعر البحتري كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية توظيف الحيوان في شعر البحتري كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab