روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس

موسكو ـ وكالات

في لقاء ضم عددا كبيرا من الشخصيات السياسية والدبلوماسيين الروس والعرب ، بينهم وزير الخارجية الاسبق ايغور ايفانوف وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي وفيتالي ناؤومكين مدير معهد الاستشراق، جرى يوم 12 مارس/آذار حفل تقديم كتابين يتعلقان ببلدان العالم العربي . والكتاب الاول بعنوان" الشرق الاوسط واليقظة العربية وروسيا : ماذا بعد ؟" والثاني بعنوان " الطائفة المارونية – (التقاليد والتأريخ والسياسة)". وركز الخطباء وبينهم سفراء سابقون لروسيا في الاقطار العربية على ان ظاهرة "الربيع العربي" هي جزء من عملية تأريخية ذات أبعاد داخلية وخارجية للتحولات في المجتمع العربي، وللأسف فإن تداعياتها مؤلمة بالنسبة الى الشعوب العربية. وأعرب احد الخطباء عن قناعته بأن شعوب المنطقة قد تشهد " فتنة كبرى" أخرى تذكر بالفترات المظلمة من تأريخ شعوب المنطقة. وأكد ايغور ايفانوف على ان روسيا واجهت دوما عراقيل ودسائس تستهدف ابعاد روسيا عن المنطقة. لكن السياسة الخارجية الروسية تتوجه دوما نحو التقارب مع بلدان العالم العربي. ويعتبر كتاب " الشرق الاوسط واليقظة العربية وروسيا : ماذا بعد ؟" الذي شارك في اعداده فريق كبير من الباحثين والمستعربين المعروفين من أهم الكتب الصادرة بالروسية في الفترة الاخيرة والتي تتناول موضوع روسيا والعالم العربي. فكتب د. فيتالي ناؤمكين في مقدمة الكتاب وعنوانها " بدلا من المقدمة - دوامة اليقظة العربية " يقول ان هدف الكتاب هو استكناه مغزى الاحداث التي بدأت بصورة مفاجأة وتتواصل حتى الآن والمعروفة بتسمية " الربيع العربي". علما ان الباحثين يطرحون وجهات نظر متباينة بصدد الاحداث الثورية في بلدان العالم العربي وعلاقاتها مع روسيا . فبعد ان اجتازت الشعوب العربية فترة حركات التحرر الوطني ونالت استقلالها ، واجهت في الفترات اللاحقة حركات ثورية هدفها تعزيز العامل القومي في الستينات والسبعينيات بينما شهدت اعوام الثمانينات وبعدها انتفاضات الجياع للمطالبة بتحسين الاحوال المعيشية كما جرى في الاردن ومصر والجزائر وتونس. واليوم بدأت حركات ثورية تستخدم فيها وسائل جديدة مثل مواقع التواصل الاجتماعي والمساجد للمطالبة بتغيير الانظمة الشمولية وتكريس الديمقراطية. وظهر بشكل بارز "دور الشارع " في تغيير الانظمة ، علما ان حركات الاحتجاج هذه موجهة الآن بصورة رئيسية ليس ضد الامبريالية واسرائيل بل ضد الحكام المستبدين. ويقول السياسي المخضرم الاكاديمي يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي الاسبق في مقالة بعنوان " نهج روسيا في الشرق الاوسط : المراحل التأريخية" ان الشرق الاوسط كان وسيبقى تأريخيا ضمن مجال مصالح روسيا الخاصة . وكانت هذه المنطقة تأريخيا بمثابة "خاصرة" روسيا ولهذا لا معنى لأستغراب بعض السياسيين الامريكيين وكذلك الروس من موقف روسيا النشيط من الاحداث الجارية في منطقة الشرق الاوسط. ويمكن القول ان اهتمام روسيا بهذه المنطقة يشبه مثلا اهتمام الولايات المتحدة بالاوضاع في امريكا اللاتاينية. طبعا ان دوافع سياسة روسيا في الشرق الاوسط تتغير مع التغيرات الجارية في المنطقة والتحولات الداخلية في روسيا نفسها . ويستعرض المؤلف مراحل تطور العلاقات الروسية – العربية خلال العهود الماضية منذ انهيار الامبراطورية العثمانية ونشوء الدول العربية المستقلة ومقاومتها للاستعمار ثم قيام دولة اسرائيل والحروب العربية – الاسرائيلية وتقديم الاتحاد السوفيتي الدعم الى دول المواجهة العربية. ويشير المؤلف الى ان موسكو دعمت حركات التحرر الوطني دائما لكنها لم تستغل الاسلاميين – كما فعلت الولايات المتحدة من أجل تحقيق اهدافها السياسية. علما ان الامريكيين دفعوا لاحقا ثمن سياستهم هذه في دعم التنظيمات الاسلامية المتطرفة مثل " القاعدة" التي انقلبت عليهم واصبحت اليوم تشكل خطرا على المصالح الأمريكية في كل مكان. وتحدث بريماكوف ايضا عن الغزو الامريكي للعراق وتدخل الناتو في ليبيا وتداعيات الاحداث في سورية التي تركت وتترك آثارا سلبية على الاوضاع المعيشية للسكان واقتصاد هذه البلدان والبنية التحتية فيها. كما أكد على ان عملية تحول المجتمعات العربية الى المسار الديمقراطي لن تكون سهلة .ولا ريب في ان "الربيع العربي" سيغير العالم العربي.وسيكون من الصعب بالنسبة الى الحكام الجدد وكذلك القدامى عدم التجاوب مع مطالب الناس الحيوية في التحرر السياسي وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية. والوضع العام في الشرق الاوسط يتطلب اكثر من أي وقت مضى توحيد جهود كافة البلدان المعنية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ولا بد ان يكون ذلك عاملا هاما يحدد سياسة روسيا الشرقأوسطية في المرحلة الراهنة. ويتضمن الكتاب مقالات عدد من الباحثين المختصين بدراسة البلدان العربية المختلفة منها مقالة الكسندر فيلونيك " حول الربيع العربي: العمليات الاقتصادية والاجتماعية " ومقالة أ. باكلانوف " منظومة الامن في الشرق الاوسط- الفرص الضائعة" ومقالة إ.ميرسكي " "الربيع العربي بين امريكا والقاعدة " ومقالة و. بافلوف " اسباب التحالف بين الغرب والاسلام المتشدد". ويتضمن الكتاب عدة مقالات عن الاوضاع في تونس والجزائر وليبيا واليمن وسورية والاردن والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية والمغرب في العامين 2011 – 2012. ويشار ايضا الى موقف روسيا من احداث اليقظة العربية في عدة مقالات بقلم أ. زفياغيلسكايا حول " تعامل روسيا معه الاحداث في العالم العربي(من مثال الوضع في سورية )" وي. زينين "الربيع العربي في اجندة الاوساط العلمية الروسية " وف. بوبوف " الحوار بين الحضارات في الشرق الاوسط"وف. شوفايف " التقييم الروسي للوضع في العراق" وف. تشاموف " المأساة الليبية: رؤية دبلوماسي روسي".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab