صناعة الآلهة يرصد أدوات السحر في الدعاية السياسية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"صناعة الآلهة" يرصد أدوات السحر في الدعاية السياسية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "صناعة الآلهة" يرصد أدوات السحر في الدعاية السياسية

القاهرة ـ وكالات

يرصد الكاتب المصري محمد فتحي يونس ما يسميه أدوات الساحر التي يستخدمها قادة وأنظمة سياسية بهدف تسويق مشاريع سياسية أو الإقناع بأيديولوجيات أو بأشخاص يصبحون بمرور الوقت فوق الشعوب. ويقول إن عملية الدعاية السياسية تشبه عمليات السحر الفولكلورية في الهدف النهائي وهو السيطرة على الجموع والاستحواذ على مزيد من الأتباع الذين يحتاج إليهم القائد السياسي عبر عملية تنتهي به "إلى ما يشبه إله يوناني ينسب الأتباع إليه الخوارق" ولكن الخديعة لا تستمر طويلا. وفي كتابه "صناعة الآلهة.. دراسة في أساليب الدعاية للقادة السياسيين" يستعرض وسائل الدعاية السياسية أو "أدوات الساحر" ومنها "عربة الفائز" من خلال الإيهام بالفرص الكبيرة لفوز حزب أو مرشح فيلجأ المترددون إلى الانضمام إليه وتأييده. ومن هذه الأساليب أيضا التحدث إلى البسطاء بلغة غير متعالية تتوافق مع مستوى ثقافتهم وحدود إدراكهم مستشهدا بخطابات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر للجماهير وخصوصا أهالي مدينة بورسعيد التي واجهت ببسالة العدوان الثلاثي (الإسرائيلي-البريطاني-الفرنسي) عام 1956 حيث بدأ عبد الناصر خطابه إليهم قائلا "إخواني أهل بورسعيد الأمجاد" بما يوحي إليهم بأنه واحد منهم. والكتاب الذي يقع في 175 صفحة كبيرة القطع أصدرته الهيئة العامة لقصور الثقافة ويقع في ثلاثة فصول هي "من هو الساحر.. القيادة والزعامة والكاريزما" و"أدوات الساحر.. أساليب الدعاية السياسية" و"قاموس الساحر" ويضم معجم الكلمات والمصطلحات التي حرص على استخدامها الرئيس السابق حسني مبارك حتى في خطاباته الأخيرة خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل عامين ونجحت في اسقاطه. ويقول يونس إن صناعة عدو وهمي من أقوى أساليب الدعاية تأثيرا إذ يرتبط ذلك بإثارة الكراهية لأعداء أو خصوم وهذا مفيد في "اختراع كبش فداء يتم توجيه الاتهام إليه بأنه مصدر جميع الشرور" ويؤدي هذا الأسلوب الدعائي إلى زيادة تماسك الجمهور المستهدف وتخليصه من الإحباط. ويضيف أن أسلوب إثارة الكراهية استخدمه الأمويون في صراعهم السياسي مع علي بن أبي طالب "عندما ادعوا إيواءه لقتلة عثمان بن عفان" كما استخدمه الزعيم النازي أدولف هتلر في التعبئة النفسية للشعب الألماني ضد بعض الإثنيات. وأضاف هتلر إلى هذا الأسلوب أنواعا أخرى منها اختلاق أكاذيب مثل نشر معلومات عن جرائم ارتكبت في حق الأقليات الألمانية تمهيدا لغزو تشيكوسلوفاكيا وغيرها. ويرى يونس أن الاستغلال السياسي للدين يعمد إلى تقديم المادة الدعائية على أنها جزء من التعاليم الدينية وأنه "يزداد التمسح بالدين والقيم الدينية من قبل النظم السياسية كلما اشتد التأزم الذي تواجهه" موضحا أن هذا الاسلوب الدعائي استخدم في اليونان وفي الحروب الصليبية واستخدمه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد غزو الكويت عام 1990 حيث أطلق على الأسلحة "أسماء إسلامية" مثل صاروخ الحسين الذي يشير الى التضحية. ويقول يونس إن الاستغلال السياسي للدين يرتبط بامر آخر هو التخويف من خلال حاجة الإنسان إلى الأمان موضحا أن "الخوف من أشد الأشياء قضاء على العقل" ويسهل على السياسي الزعم بوجود مؤامرة خارجية تستهدف الشعب وأمنه لكي تلتف حوله الجماهير وتنسى مشكلاتها الداخلية.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الآلهة يرصد أدوات السحر في الدعاية السياسية صناعة الآلهة يرصد أدوات السحر في الدعاية السياسية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab