في مقام العشق حالة صوفية تبحث عن الذات المفقودة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"في مقام العشق" حالة صوفية تبحث عن الذات المفقودة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "في مقام العشق" حالة صوفية تبحث عن الذات المفقودة

القاهرة ـ وكالات

لم تكن تجربة الكتابة ضمن مخططات الروائية الشابة "زينب محمد"، فهي بالكاد تحاول الانتهاء من رسالتها للماجستير التي يدور موضوعها حول "التشكيل الفني للتصوف في الرواية المصرية المعاصرة"، ولكن شيئًا ما جعلها تركت كل شيء لتتفرغ لكتابة روايتها الأولى "في مقام العشق" بالاشتراك مع الكاتب الشاب "يوسف نبيل".. هكذا تحدثت إلينا "زينب" عن روايتها التي حملت تقنية جديدة ربما تفتح أمام الرواية المصرية والعربية آفاق متعددة. وتتابع "زينب" الحكي قائلة "بدأ الأمر حين التقيت بالروائي "يوسف نبيل" وأعجبت بطريقته في الكتابة، وكنت قبلها قد حاولت الكتابة في تجربة مشتركة مع صديقة لي ولم تكتمل، وأسعدني أن اقترح عليّ "يوسف نبيل" الكتابة المشتركة خاصة مع احتياج فكرة روايته الجديدة إلى صوت أنثوي. وتقول زينب "مفهوم العشق ينتمي إلى شقين إلهي وإنساني وما يفصلهما هي تلك الحجب التي صنعتها عقول البشر، وقد حاولنا من خلال السرد أن نعرض لتلك الهوة ونحلل الحجب النفسية والروحية التي تزيد منها، لنتجاوزها إلى منطقة رحيبة من الحب وقبول الآخر. كما تعرضنا لأفكار كثيرة حول الدين والتصوف والجنس حتى ما ينكر المجتمع وجوده من شذوذ أنتجته الرهبة، ورصدنا حالات الهلع والخوف الناتجة عن كبت الحقائق ورصدنا أيضًا بعض مشاكل الأقليات في مصر مثل البهائيين وتحول سياسات الجماعات السلفية في مصر من تقويم المجتمع على المستوى الأخلاقي إلى مهادنة الحاكم. وضيف "كان منطلقنا الروائي يعتمد على تلاقينا حول مفهوم رحب للتصوف يبدأ بتعرية الذات والكشف عن مكنوناتها، وفي تلك المنطقة يكتشف الإنسان ظلامه الدامس وخوفه من الصدام مع المجتمع، ويبدأ بطلي الرواية من نفس النقطة برغم اختلاف انتماءاتهما ومعتقداتهما رحلة كشف الذات والتعرية التي تنتهي بالالتقاء في تجربة شخصية وحميمية مع الله، وسرعان ما يكتشف البطلان حقائق جديدة تؤدي بهما إلى رحلة كشف جديدة وفي بداية رحلة البطلان يتم الاصطدام بعدة مفاهيم أهمها مفهومي الطهر والشهوة وكيف يتم تقسيم الحياة إلى طريقين لا ثالث لهما؛ إما نسك "يقوم على التراث الديني الشرقي التوحيدي"، وإما انغماس في اللذة "يقوم على القالب اليوناني"، يحاول البطلان إيجاد ذلك التوازن لذلك قد يتفاجأ القارئ ببعض مشاهد تجمع بين ما يعتقد دنسه مع طهره في لحظة واحدة. وعن هذه التجربة الجديدة، قال الناقد الدكتور "هيثم الحاج علي" أن رواية "في مقام العشق" تطرح رؤية تفكيكية للعالم، حيث ساعد وجود كاتبين لها على وجود بؤرتين للسرد، ومن ثم طرح وجهتي نظر وبالتالي رؤيتين للعالم، ومن خلال تلك التقنية لجأ الكاتبان إلى التفكيك بدلاً من صنع حبكة ذات تصاعد درامي للأحداث وهو ما يتناسب مع الأفكار التي تطرحها الرواية. كما استوقف الدكتور هيثم دلالات الأسماء بدءًا من أسماء المؤلفين (زينب) بما يحمله من مرجعية دينية – صوفية (زينب أم العواجز) و(يوسف)، ذلك الاسم الذي يحيلنا إلى قصة يوسف القصة السردية الكاملة في القرآن، وكذلك كثرة أسماء من اشتهروا في عالم الكتابة بهذا الاسم (يوسف السباعي – يوسف إدريس – يوسف جوهر). بالإضافة إلى إشارته إلى أن اسم الرواية (في مقام العشق) يحيل القارئ فورًا إلى فكرة المقامات الصوفية، كذلك الرواية صادرة عن دار التجليات بما تحمله من دلالة صوفية. وذكر الحاج علي أن الكاتبين اعتمدا على اللغة التي تتصف بالشاعرية، والتي ناسبت حالة الرواية المتأثرة بالحالة الصوفية، مشيرًا إلى أن الرواية تنتمي إلى العمل التجريبي بما تحمله من تقنية جديدة تفتح للرواية العربية أبعادًا نقدية أخرى. أما الروائية والصحفية "بهيجة حسين" أعلنت منذ بداية قرآتها للرواية محاولاتها للبحت عن الراوي أو البحث عن الجزء الذي ينتمي ليوسف والآخر الذي ينتمي لزينب، إلا أنها بعد عدة صفحات وجدت نفسها أمام أسلب غاية في التمازج. وأكدت بهيجة أن ما يشغل الرواية بوضوح هو سؤال الجيل في البحث عن الهوية. تلك الأسئلة التي أوضحت فارقًا كبيرًا بين ما شغل جيلاً سابقًا وما يشغل الجيل الحالي. وأشارت بهيجة إلى أن الرواية قد طرحت رؤية حقيقية للجيل، فقد كان الهم الشاغل لأجيال سابقة يكمن في عدو واضح (عدو للمجتمع للأرض)، أما هذا الجيل فقد وجد نفسه في حيرة من أمره وجد نفسه في حيرة للبحث عن الهوية أولاً ثم التعرف على العدو واكتشافه لعجزه ثانيًا. كما أشارت إلى مفهوم الألم في الرواية ومفهوم الخوف من الآخر (الآخر الديني بصفة خاصة - البهائي - المسيحي - المسلم...)، مؤكدة أن هذه الرؤي قد جاءت بمعالجة جريئة لتلك القضايا التي تبحث للمجتمع عن هوية يتخبطها الخوف والألم.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مقام العشق حالة صوفية تبحث عن الذات المفقودة في مقام العشق حالة صوفية تبحث عن الذات المفقودة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab