ليل لأطراف الدنيا للروائي المصري أحمد الشريف
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"ليل لأطراف الدنيا" للروائي المصري أحمد الشريف

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "ليل لأطراف الدنيا" للروائي المصري أحمد الشريف

القاهرة ـ العرب اليوم

عناوين قليلة هى التي تحمل في باطنها جوهر العمل الروائي أو القصصي فكثيرا من العناوين تحمل ترجمة سطحية للنص دون أي استبطان جوهري للعمل السردي ومن هؤلاء الكتاب الذين يختارون عناوين أعمالهم بعناية للتعبير، عن جوهر العمل، الروائي المصري احمد الشريف الذي يُسْكِنِ داخل العنوان كل الدلالات، التى تنفجر داخل النص الروائي أو النصوص، القصصية التى تكون بطبيعتها أقرب للمتوالية مثلاً هنالك، 'مسك الليل' الصادرة عن دار ميريت للنشر والتوزيع. عنوان مجموعته القصصية تعبير فاضح عن أهواء ومشاعر وأفكار وأحلام، شخوص المجموعة عن الليل/ السحر / الليل الحنون / الليل، اللذة، والمتع / الليل المرتبط بالمسك، الذي ينتج دلالات عدة، فالمسك ينثر بعبيره روائح ذكية، فيخفف من قتامه الواقع، وينعش الروح ويضفى مشاعر إنسانية شفافة ويقلل من السأم الذي تعانى منه الشخوص في صراعها اليومي في عالم قاسي يموج بالعنف والقسوة ومحاولات دءوبة لكسر روح الانسان البسيط، وشخوص الشريف شخوص بسيطة، تلهث وراء لقمة العيش لا يهمها شيء سواء البقاء الصمود وعدم السقوط هذا لا يعني إنها محاربة، أبدا فقط تريد أن تمضي هذه الحياة في هدوء لذلك تهرب إلى جغرافيات واسعة / القاهرة / الفيوم / الإسكندرية /. المسك مسحوق للطهارة والخصب وشوق الإنسان للفرح فهو، في الحلم بستان أو طفل أو ثراء فاحش، المسك حبيب أو جارية، أو مغامرة في رحاب الليالي الألف وحلم الانتقال الجغرافي، إلى بلاد، وجزر، وحبيبة، وغناء، ورقص، ومغامرات وفعلاً أن مجموعة 'مسك الليل' هى مرحلة الحلم والمواجهة والرغبة في تغيير الواقع، لذلك شخوص هذه المجموعة، قادرة على تغيير مصائرهم، رغم الواقع القاسي والمحاولات الدءوبة للإجهاد فهى تمارس حياتها، رغم كل ابتذال الواقع القبيح، فهو يحمل بين ثناها روح المحب، لذلك جاءت لغة المجموعة رائقة وشفافة، وكأنه يقول أنه رغم كل هذا، أتعالى على خراء هذا العالم، وأعيش واحلم واغني أغنيتي، وفى روايته التالية يحمل الليل وكأنه قدره لأطراف الدنيا في روايته، ليل لأطراف الدنيا، الصادرة عن دار الدار للنشر والتوزيع، وهل يستطيع أن يحيا، الشريف غريباً ،فى مدينة لا يعرف فيها أحد سوي، صديق يبحث عنه دون ليل، يتدثر به، يكون رحم يسكنه، ويجدد روحه المظلمة، لاحظ، أن لأحمد رواية قصيرة، أسمها وكأنه نهار، صحيح ليس نهار بالنسبة لمحدودي الحال في المدن الكبري، بل ماكينة لسحق البشر، ولذلك يقرر الهجرة واعتقد أنه خروجه من هذا المكان مرغم فلم يحقق نفسه فيه، رغم مثابرته وتعدد الأعمال، الذي مارسها فيستسلم للهجرة من المكان لأطراف الدنيا، بالنسبة له شبه مفلس، يدخل المدينة ويذهب لبيت الشباب، وعندما لا يجد الموظف المختص، يذهب لوجه أخر من الليل، أنه البحر، اليم، مرادف آخر، من مترادفات الحرية والرغبة في الإنعتاق، مستسلماً، ينظر إلى النهر ويري نفسه يطفو على سطح البحر مستسلما ً للموج يضرب فيه يميناً ويساراً دون أي رغبة في المقاومة أو السباحة ضد التيار أن يترك نفسه لمصيرها 'البحر شاسع هادئ ومريح في البعيد سفينة تسير بهدوء هل هي في الطريق الي المدينة أم الي خارجها؟ كان يجب أن انتظر حتي يأتي الموظف المختص بإجراءات التسجيل في بيت الشباب بالشاطئ بدلا من الجلوس داخل البيت تركت حقيبتي وتوجهت للبحر لقد تركت القاهرة بعد سنوات من التخرج في كلية العلوم شعبة الفلك المنفرد وبعد عدة أعمال متقطعة وعشوائية : ينام في بيت الشباب، منتظر صديقه سعد الذي يأخذه ليعيش معه وليقرر أن يكون في حالة، أن لا يتورط مع أحد في شيء، يغلق على ذاته، يذهب إلى العمل الذي وجده له صديقة وهو حمل الأنابيب رغم أن العالم مفتوح إمامة ولا يجد مبرراً لهذا الخوف، فالنساء متاحة وسهلة ولا يفصلهم غير جدار، ورغم ذلك يقرر أن لا يتورط، حتى تقوم الجارة هى بالفعل والمغامرة واقتحام غرفته فيفرح ويعبر عن فرحه الكهرباء لم تنقطع عن كل الشوارع، حاليا لا يهمنى، ولا اهتم بالكهرباء أحس بالتناغم الخفي بيني وبين الظلام، ساعتها يتذكر حلمه، البحر، ساعتها لا يخاف المغامرة، حتى العلاقات الإنسانية، الجيران، بل يهلع عندما يقترب منه حسن الحرامى رغم أن حسن ليس عدوانياً بل أنه مكسور أخر، حتى صديقة في البيت ليس هناك علاقة حميمة معه، مجرد وجوه يلتقيها، ترصدها عين كسولة، عين تتبع الطرائف والشخوص الكاريكاتيرية للتسلية، فقط دائرة ضيقة مجبر عليها هم صحبة العمل، يقوم بكل الأشياء الذي يطلبونها، اختيار الأماكن، الأكل، الحكي، المرة الوحيدة، الذي فعلها واخذ بادرة الفعل، وهذه البادرة تكشف، عن عمق جوهر ما يريد، 'اقترحت عليهم أن نتمشي على البحر ووافقوا ونحن سائرون، بموازاة الأمواج، كنا نري سفنا تضيء من بعيد ،فجأة خرج علينا جنديان معهم كشاف وشاهر السلاح: هناك مشهدان للسفن في حياة الراوي المشهد السابق ومشهد ظهر في أول الرواية، 'البحر شاسع هادئ ومريح في البعيد سفينة تسير بهدوء، هذا التكرار ليس وليد الصدفة بل هى الرغبة العميقة في التحرر والانعتاق والحل يجده في هذه السفن أو السفينة الذي تسير بهدوء على سطح البحر، نعود للانعتاق من الجغرافيا / السجن / الجندي الشاهر السلاح / البحر الحاجز، والبوابة للانفلات والتحرر، والذي يسبب له نوع من الهوس و وهذا الحوار دلالة أخري على مأزق الراوي - لا مش عاجبني، وأنا بصراحة، خايف على الرجل ده - ابتسمت وقلت أنني في حالى ولا اختلط بأحد ألا للضرورة - كل المشاكل سببها حكاية الضرورة، دي - سيبك منى ومن البيت أحكى لنا عن البحر الأحمر دع عنك عن هذا الوصف الشاعري للبحر والصيادين والمراكب والقلاع والسماء الصافية الذي تعكس حلم الراوي، أن أحمد الشريف لا يدعى شيئاً بل يكتب ذاته فقط مستفيداً من السيرة الذاتية في بناء عالم روائي آثر ومعقد رغم بساطته الظاهرة 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليل لأطراف الدنيا للروائي المصري أحمد الشريف ليل لأطراف الدنيا للروائي المصري أحمد الشريف



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab