بريطانيا تشاهد أول مسرحية خيال علمي
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

بريطانيا تشاهد أول مسرحية خيال علمي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - بريطانيا تشاهد أول مسرحية خيال علمي

لندن ـ وكالات

قبل بدء العرض بوقت قليل وصلت رسائل إلكترونية إلى جمهور مسرحية «مغادرة كوكب الأرض» في مهرجان «إدنبره»، مفادها: «الرحلة إلى الكوكب الجديد تنطلق الساعة الثامنة مساءً من أمام مركز أدنبره الدولي للمؤتمرات حيث ستقلكم الحافلات إلى هناك وتعيدكم مرة أخرى...». بدت الرسالة مشابهة لتلك الرسائل التي تبعث بها شركات السياحة العادية، خصوصاً عندما تسأل الفرقة المنتجة للعمل المسرحي «غريد آيرون» حملة تذاكرها، سكان الكوكب الجديد، عن تفضيلاتهم أثناء الرحلة وعن ذكرياتهم عن الكوكب العتيق بما يفيد مسار الرحلة المقبلة. قد يبدو هذا الكلام غريباً، لكنه مدخل للحديث عن أول عرض مسرحي من نوع الخيال العلمي، الذي قدّمته السينما والرواية طويلاً. يُستكمل هذا الإيحاء الذي يكسر الحاجز بين الخيال والواقع عند الوصول إلى مركز التسلّق المصطنع «راثو» الإسكتلندي، الذي تمت الاستفادة من تصميمه كخلفية لموقع العرض، واستغلال تفاصيل معينة مثل صخور ضخمة مُخصصة لهواة تسلق الجبال. فوجودها يوحي بأنها جزء من كوكب في المجرّة. وهناك تبدأ لعبة الوهم الأكبر، الجمهور ينزل درجات عدّة كأنه يغادر عبر مطار، ثم يصل إلى الموقع المُفترض. المسرحية ليست مسرحاً عادياً، فهي لم تكتفِ بالاعتماد على أداء الممثلين والتحكم بالإضاءة والمؤثرات الصوتية، بل استُخدمت فيها تقنيات رقمية هائلة على هذا المستوى، توحي للمتفرج بأنه وصل إلى كوكب جديد. شريط فيديو غير تقليدي يرحب بالزوار المسافرين ويعلن: «وقتكم على الأرض قد استنفذ»، وعليه يجب أن يبحثوا عن كوكب آخر يوفر لهم فضاء للسلام والسعادة... فالبشرية على شفا الكارثة فوق كوكب الأرض الذي يستعد للموت، وهذه المجموعة البشرية هي المتبقية والتي حظيت بفرصة مغادرته بالقفز من الكوكب المحتضر إلى الكوكب الجديد. يقوم جمهور كل عرض بدور آخر، دفعة من المهاجرين من الأرض بمساعدة «منظمة المستقبل للمجرات» وإشراف «فِلا» الاختصاصية العالمة بشؤون الكوارث التي أصبحت رئيسة للكوكب الجديد، وهي التي ستقود السكان الجدد إلى بناء مجتمع جديد من خلال مناقشة ماذا تركوا وراءهم أساساً في الكوكب القديم، وماذا تعني البداية من جديد والقطع مع الماضي، وما هي مواصفات «اليوتوبيا» التي يتطلعون للعيش في ظلها، وما مستقبل الديموقراطية، وشكل علاقتهم مع الكوكب الجديد وكيف يمكن أن يبنوه بطريقة لا تكرر مشاكل الكوكب القديم، وما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به البشر لبناء هذا المجتمع الجديد؟ يؤكد المخرجان حرصهما على التأكيد للجمهور أن الغرض ليس مشاركتهم في العرض بذاته، بقدر رغبتهم في أن يُعايشوا التجربة المسرحية والفكرة المستقبلية في التخلص من مآسي الأرض ومشاكلها، من خلال طرح الأسئلة على الجمهور وليس إعطائهم الأجوبة. أما الباحثة «فِلا» فتملك رؤية مستقبلية للمجتمع، لكنها لا تستطيع أن تتنبأ بردود أفعال البشر ومواقفهم إزاء الظروف الجديدة. اعتمدت المسرحية في نصها على مقالة نشرها كاتب إنكليزي وناشط بيئي وسياسي هو جورج مونبيوت، طرح فيها أسئلة عدة حول إمكان إنقاذ العالم من أزمته الاقتصادية، لأنه إذا استمرّ بالانحدار فإنّ كوكب الأرض سيتحول إلى عنصر قابل للتخلص منه عبر سكانه أنفسهم، وهي فكرة تتناقض مع النهاية الكارثية التي روجت لها سينما هوليود مثل تدمير كوكب الأرض على يد سكان مجرات أخرى، أو حصول كارثة تنهي الأرض تماماً بصورة مفاجئة. في هذا السياق، كان التحدي الكبير أمام الفرق، خصوصاً في مجال استخدام التكنولوجيا الرقمية وتمييزها عن التجارب السينمائية. مع التأكيد على عدم استخدام هذه التكنولوجيا مجاناً، بل للمساعدة فقط في سرد الحكاية وترك الفسحة لخيال الجمهور والثقة بهذا الخيال أيضاً. تعاونت كاترين ايفانز ولويس هثرينغتون على كتابة النص المسرحي والإخراج مدة ثلاث سنوات، ضمن فرقة مسرحية عرفت بجرأتها في التجريب المسرحي، وحصلت على 25 جائزة خلال ثماني عشرة سنة. كان هثرينغتون من عشاق الخيال العملي ومن متابعي مسلسل أميركي مميز استخدم هذا النوع بتفوق ليمارس النقد السياسي حيال حرب العراق. اتفقت الفرقة في البداية على أن يكون العرض المسرحي صغيراً وأن يُعرض على مسرح محدود، لكنّ النقاشات الدائمة بين الكاتبين والممثلين وبقية الفرقة ساهمت في تطوير المشروع وتوسّع طموح المُشاركين فيه. من ثمّ فكروا بضرورة تحريك الجمهور الذي سيأخذ دور المهاجرين، وكان يحتاج الأمر مكاناً فسيحاً يضمّ أبواباً للدخول والخروج، ومن هنا جاء اختيار «مركز التسلّق». وتمّ التواصل لاحقاً مع «مركز جامعة إدنبره للتصميم» في ما يخصّ التعاون معهم في ديكورات العرض ومؤثراته المختلفة. أما إدارة مهرجان أدنبره فرأت أنّ العرض يتوافق وعنوان معرض هذا العام الذي يحتفي بالتكنولوجيا ، فتعاقدت مع فرقة «غيلت آيرون» على أن تعرض لحسابها، وأن تكون ضمن برنامجها لعام 2013. كان العرض مثيراً بفكرته وسبره لنوع جديد في الفن المسرحي، فهو يجمع بين الخيال العلمي والمسرح في آن، وقد بيعت كل البطاقات الخاصة بعروض الأسابيع الثلاثة، بمجرد فتح باب الحجز في المهرجان قبل أشهر.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا تشاهد أول مسرحية خيال علمي بريطانيا تشاهد أول مسرحية خيال علمي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab