مسرحية الجذبة لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

مسرحية "الجذبة" لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - مسرحية "الجذبة" لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية

الرباط - وكالات

رغبات إنسانية تعبث بها ظروف واقعية إلى حد القسوة أجاد أعضاء فرقة مسرح الحال أداء أدوارهم في مسرحية «الجذبة» التي قدم عرضها الجديد ليلة السبت بمسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية. عبد الكبير الركاكنة في تجسيده لدورين متناقضين: دور دكتور في علم النفس، يقدم دروس التقوية لإحدى بنات نائب برلماني، ودور مهاجرة مغربية قادمة من ألمانيا تنتمي إلى عائلة البرلماني نفسه. هند ظافر في دور نوال بنت البرلماني والتي تعكس عقلية الجيل الجديد، المتمرد على التقاليد والأعراف. أحمد بورقاب في دور الطاهر برلماني وأب أسرة ضعيف الشخصية، وهاوي العزف على آلة العود. كنزة فريدو في دور زوزو الفخراني زوجة البرلماني، الفاعلة الجمعوية، المتسلطة، التي تضع الجانب المادي فوق كل اعتبار، والتي تصر على التنكر لماضيها لتجذير اتصالها بالمستوى المعيشي الراقي الذي بلغته، بعد اقترانها بزوج في منصب نائب برلماني. عزيز الخلوفي في دور الشاب المهاجر المرشح للزواج ببنت البرلماني. في هذه المسرحية التي وضع فكرتها وأخرجها عبد الكبير الركاكنة، وقام بتأليفها عبد الإله بنهدار، وأنجز سينوغرافيتها ممحد شريفي، يتجلى الصراع على أكثر من صعيد: صراع بين الزوج وزوجته في اختيار من هو الأجدر بالمصاهرة. صراع بين شابين وقعا في غرام فتاة بعينها، مما حدا بأحدهما إلى تقمص دور امرأة للحفاظ على خيط الاتصال بالفتاة بعد رفض والدتها له، وإبعاده من البيت، علما بأنه كان يقدم دروس التقوية للفتاة. ومن خلال مظاهر الصراع هاته، كانت تطفو على سطح مشاهد المسرحية، مواضيع وقضايا أخرى تتراوح بين الجد والهزل، مع ميل أكبر إلى الطابع الكوميدي في طرح هذه القضايا، التي لها ارتباط بالمعيش اليومي وحتى بمصير المواطن المغربي، ومن بين هذه القضايا، نستحضر على وجه الخصوص: إشكالية معاناة نساء ورجال التعليم، خصوصا بعد أن يتم تعيين الأزواج بعيدا عن زوجاتهم، تدني مستوى التعليم، عدم الثقة في التعليم الحكومي، أزمة الشغل، تأخر سن الزواج، تحقير اللغة العربية والتشكيك في قيمة وظيفتها، صعود أميين إلى البرلمان، شراء الأصوات الانتخابية، حيث يتم في هذا السياق ترديد القولة المأثورة: «اللي ما عندو فلوس كلامو مسوس»، غياب الضمير المهني لدى عدد كبير من البرلمانيين، حيث تقترن هذه المؤسسة بالنسبة إليهم بالرغبة في النوم، الأساتذة الذين يقدمون دروس التقوية لأبناء الأسر الميسورة، والذين يخونون الثقة التي وضعت فيهم، ويتحرشون ببنات هذه الأسر، كما هو الحال بالنسبة لميمون الذي لعب دوره عبد الكبير الركاكنة، ونوال التي جسدت دورها باقتدار الممثلة الصاعدة هند ظافر. التشكيك في جدوى المتعلمين والمثقفين، تغليب الثراء على العلم، التحول الذي طرأ على بعض المهن، كما هو الحال بالنسبة لعاملات البيوت، اللواتي أصبحن تحظين بحقوق اجتماعية، مثل أي موظف في أي قطاع آخر... ويتجلى من خلال عرض هذه المواضيع، بما فيها الموضوعان المركزيان المتمثلان في الصراع بين شابين حول الاقتران بفتاة بعينها، والأزمة الزوجية المطبوعة بتسلط الزوجة على الزوج وعجرفتها، وكذلك السلوك المنحرف لابنتهما، التركيز على المنحى الفكاهي، ولتحقيق هذا المنحى الصعب، لجأ المؤلف إلى طبع مجموعة من شخصيات المسرحية، بالتناقض، إلى حد العبث؛ فميمون الذي يجسد شخصية المثقف الحاصل على شهادة عليا، الدكتوراه في علم النفس، يبدو مثل طفل أبله، الأب البرلماني الذي من المفروض أن يتحلى بشخصية قوية وبسلوك متزن ووقور، حيث عادة ما يقترن البرلماني بصفة المحترم، يظهر على العكس من ذلك: ضعيف الشخصية، خنوع، غير متزن في سلوكه وتصرفاته. الزوجة التي تعاني من عقد نفسية، تجعلها تظهر بمظهر يبعث على الشفقة، إلى غير ذلك من المتناقضات التي تطفح بها هذه المسرحية، التي تدور وقائعها بالكامل في قاعة الضيوف بمنزل أسرة البرلماني، ويظهر من خلال هذا الجانب السينوغرافي، اجتهاد ملحوظ في تجسيد مختلف قطع أثاثه، مع توخي الدقة في بعض الجوانب، لمطابقة الواقع، مع ما يجسده ذلك من بذخ وثراء. بطاقة تقنية: مسرحية «الجدبة» من تأليف عبد الإله بنهدار؛ فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة؛ تشخيص كنزة فريدو، أحمد بورقاب، هند ظافر، عزيز الخلوفي وعبد الكبير الركاكنة. السينوغرافيا لمحمد شريفي؛ الملابس لمريم الزايدي. الإدارة التقنية: حسن المختاري؛ إدارة الخشبة: خالد الركاكنة؛ المحافظة: خالد المغاري؛ موسيقى: عدنان السفياني؛ الإدارة والكتابة: فتيحة شابو؛ أنفوغرافيا: بهاء الرينكة؛ تصوير: منير امحيمدات؛ إدارة الإنتاج: عزيزة الركاكنة. الاتصال والعلاقات العامة: الحسين الشعبي.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية الجذبة لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية مسرحية الجذبة لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab