أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"أمية" للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "أمية" للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية

دمشق ـ سانا

رقصات في غاية الأناقة قدمتها فرقة أمية للفنون الشعبية بعد غياب عن برامج المسرح القومي لسنوات عدة مكرسة أصالة التراث الصوفي العربي في سورية عبر أمسية لافتة أحيتها أمس الأول على مسرح الحمراء الدمشقي الذي استقبل جمهور هذا النوع من الأداء الراقص بحفاوة بالغة وليكون أمام لوحات تضج بطقوس الحضرة والمولوية وأناشيد الذكر والعرفان. افتتحت أمية حفلها الذي حضرته الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة بمقطوعة سماعي نهاوند بالتعاون مع فرقة نزيه أسعد الموسيقية التي رافقت الرقصات المقدمة بشفافية خالصة نقلت عبرها روحانية صوفية شديدة التأثير على القلوب والعقول في آنٍ معاً لتنتقل بعدها أمية إلى لوحتها رقصة على إيقاع موشح إملالي الأقداح حيث برزت شخصية خاصة لكل أعضاء الفرقة في انسجامهم مع تقاليد الحضرات الصوفية وطريقة أدائها المعبرة عن أهمية الموسيقا العرفانية في الحياة الثقافية الجديدة. وقسمت أمية لوحاتها المتميزة بدقتها وانسيابها فمن لوحة النوبة الشاذلية مروراً بمقطوعة ابتهالات دينية نجح الموسيقيون في نقل كثافة الحالة الصوفية من الأداء الحركي التلقيني إلى رحابة العرض ليمتد تقديم هذه المشاريع في إطار خطة مديرية المسارح التي تدأب يومياً لإعادة الثقافة المحلية الأصلية إلى واجهة الحياة؛ بعيداً عن فرق الرقص السياحي ومهرجاناتها الدولية كفرقة وطنية لها تاريخ فني امتد من ستينيات القرن الفائت بعد صدور مرسوم شرعي خاص بكيانها الوظيفي حقق لفناني أمية فرصة كبيرة لخوض العروض في العالم العربي والعالم متنقلةً من مهرجان إلى مهرجان على خشبات مسارح العالم. كما تميزت أمسية أمية التي نظمتها مديرية المسارح والموسيقا بلوحة النوبة الشاذلية التي أداها أكثر من ثلاثين راقصا وراقصة على خشبة الحمراء بمرافقة قرابة 25 موسيقيا ومنشدا ومنشدة إذ تجلى في هذه اللوحة فهم خاص للفنان تيسير علي في إدارة مجاميعه الراقصة وتحريكها من أقصى الوجد الصوفي إلى أقصى الدراما المسرحية البحتة مستعيناً بإيقاعية متصاعدة رسمت حركياً مساراتها في وضع عرفاني محض أبرز عبره فنانو الفرقة طواعية الجسد الإنساني ليسير في درب معرفة الخالق كون هذا الرقص يجسد تسامي الروح وخلاصها كلما اقتربت من باريها في لقاء تتوحد فيه الأرواح وتسقط الرغبات الدنيوية من خلال الطواف الذي تحاكي فيه هذه الرقصات حركة النجوم والمجرات في دورانها وطوافها الكوني الأوسع. وقال تيسير علي مدير فرقة أمية إن هذا العرض تطلب ثلاثة أشهر من البروفات المتواصلة ليتبين لي مدى استجابة فناني أمية لتوقيت التدريبات وحبهم ورغبتهم في إعادة مجد اسم الفرقة إلى مساحات المهرجانات الدولية كفرقة سورية تحمل في برامج حفلاتها جماليات التراث السوري وثراءه الأخلاقي والمعرفي والحضاري فأمية في ذاكرة الكثيرين من أولى الفرق التي أخذت على عاتقها توثيق التراث الشعبي في الوطن ولهذا سترى اليوم عرضاً يتناسب مع تاريخ طويل من الهواجس الإبداعية لكل مشارب وألوان الثقافة السورية الغنية بمفرداتها الشعبية وجملها الراقصة وأهازيجها من الشرق وأعلى الجزيرة العربية إلى ساحل المتوسط ومن شمال الوطن في حلب وإدلب مروراً بحماة وحمص ودمشق حتى جبال العرب جنوباً. وأضاف الفنان علي في حديث خاص لسانا: أتمنى في هذا الحفل أن أكون قد حققت القليل من طموحات الفنانين الذين اشتغلوا معي على مدار الفترة الماضية فسورية بلد عريق يتألق دوماً من خلال انفتاحه على الآخر وثقافاته المتنوعة ولذلك نقدم هنا تلك النكهة الخاصة رقصاً وإنشاداً وغناءً بعيداً عن كليشيهات الأداء المعهودة في الرقص الشعبي بل بالتركيز أكثر فأكثر على طاقة الراقص وخبرته مع هذه الطاقة على المسرح وفق عمارة حركية متزامنة مع توزيع متقن وموءثر للفنان نزيه أسعد الذي بذل هو الآخر مع أفراد فرقته الموسيقية جهداً طيباً في إغناء طبيعة الحركة الراقصة ودفعها نحو انسيابية الجسد وشاعريته التي أصبو إليها. وأوضح مدير الفرقة أن لكل إنسان طريقا يسلكه من أجل الوصول إلى رضا الخالق من خلال الذكر والابتهال والتذلل للواحد الأحد والرقص الصوفي هو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الزوايا الصوفية التي اشتهرت بها دمشق وسورية عموماً عبر التاريخ حيث يسمى هذا الفن أحياناً رقص سماع ويكون بالدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به من يسمون بالدراويش بهدف الوصول إلى مرحلة الكمال التي يهدفون من خلالها إلى كبح شهوات النفس والرغبات الشخصية عبر الاستماع إلى ذكر الله والتفكر به. يذكر أن الأمسية أتت برعاية وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا وهي في إطار الحفلات التي تنظمها المديرية لإعادة وترميم الفرق الموسيقية والفنية الراقصة لدعم الحركة الفنية وتطويرها نحو منافسات إبداعية تحترم عقل الجمهور وقلبه لحماية الذائقة لديه في زمن توحش الميديا وطغيان أثر وسائلها على جوارح المتلقي وكيانه الشخصي. 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab