- يحتفل العالم الجمعة باليوم الدولي للقضاء على الفقر الذي حددته الجمعية العامة للامم المتحدة في 17 من اكتوبر من كل عام بموجب قرارها (196/47) وحملت الامم المتحدة لهذا العام عنوانا عريضا لهذا اليوم وهو (لاتتخلوا عن احد..فكروا وقرروا واعملوا معا للقضاء على الفقر المدقع).
وتوجز وكالة الانباء الكويتية (كونا) الاعمال والجهود الى جانب الافكار والقرارات التي بذلتها دولة الكويت للقضاء على الفقر المدقع في انحاء مختلفة حول العالم وسعيها الدائم في هذا المجال منذ استقلال البلاد سواء عبر جهود أهلية شخصية لمواطنين كويتيين كالمرحوم عبدالرحمن السميط او عبر جهود حكومية عبر العديد من الاجهزة والمؤسسات العامة.
وتعددت الاجهزة الحكومية التي تعتبر اداة تنفيذية كويتية لمكافحة الفقر حول العالم ويتصدرها الدور الكبير للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كذراع رئيسي وجهاز تنفيذي للكويت في مواجهة افات الفقر والبطالة ومساعدة البشرية لتحقيق حياة كريمة انطلاقا من فطرة سليمة جبل عليها الشعب الكويتي مدفوعا بتعليمات الشريعة الاسلامية السمحاء.
وتقدر المنظمات الدولية عدد الفقراء في العالم بحوالي مليار نسمة الامر الذي تبنى معه المجتمع الدولي جملة مبادرات مهمة لتخفيض نسبة الفقر هذه حيث تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر عام 2000 اعلانا عرف باسم اعلان الالفية شمل ثمانية اهداف للعمل علي تحقيقها بحلول العام 2015 في مقدمتها استئصال الفقر المدقع والجوع.
وبالرغم من الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد وفي مقدمتها جهود الكويت وجهود المؤسسات التنموية الوطنية والإقليمية والدولية والمنظمات غير الحكومية في مساعدة الدول النامية لتحقيق هذه الاهداف الا ان النتائج وان دلت على تقدم محرز نحو تلك الاهداف الا ان هناك تفاوتا بين الاقاليم والدول.
ويستخلص من تجارب الجهود المبذولة في سبيل تحقيق الاهداف الإنمائية للألفية ان ازمة الغذاء العالمية التي نشبت خلال عامي 2007 و2008 والازمة المالية العالمية التي تلتها في اواخر العام 2008 لعبت دورا في ابطاء التقدم نحو انجاز اهداف الالفية الا ان تجارب الماضي دلت على ان تحقيق اهداف التنمية لابد من ان تتوافر له المقومات اللازمة والتي لا غنى عنها بما فيها توفير الاستقرار السياسي والابتعاد عن الصراعات والحروب المدمرة.
من جهة اخري فان تقديم المساعدات الانمائية والالتزام بحجمها ونوعيتها لتمويل الاولويات الانمائية هي احدي المقومات الضرورية للسير قدما نحو اهداف التنمية المستدامة.
وبالنسبة لدور الكويت في مكافحة الفقر فان جهودا ومبادرات عدة ومتنوعة بذلت في هذا الصدد اسهمت في دعم التنمية في اكثر من 101 دولة حول العالم عبر جهود الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي تأسس قبل اكثر من نصف قرن لتقديم هذه المساهمات بطريقة منهجية ومؤسسية ووفقا لاطر وضوابط ودراسات جدوي علمية واقتصادية.
وحسب بيانات وارقام للصندوق الكويتي حصلت عليها وكالة الانباء الكويتية (كونا) فقد اثمرت مساهمات الصندوق في النهاية عن تمويل مشروعات عديدة في المجالات الانمائية كافة كالزراعة والصناعة والنقل والمواصلات والكهرباء والطاقة وصولا الي التعليم والصحة وكل هذا من شأنه ان يساهم في دعم اقتصاديات الدول النامية والفقيرة من خلال اقامة مشروعات تنموية مهمة بقروض ميسرة.
وحول جهود مكافحة الفقر تحديدا فقد اسهمت الكويت في هذا الجانب من خلال العديد من المبادرات المهمة كان من بينها مبادرة الكويت في عهد سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح بتخفيف عبء المديونية عن كاهل الدول الفقيرة.
وعلى مدى السنوات الثماني الماضية وتحديدا منذ تولي سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمدالجابر الصباح بدأت الكويت عهدا جديدا من المبادرات التي من شانها المساهمة المباشرة في تخفيف الاعباء عن الدول الفقيرة والنامية وذلك تفاعلا مع الازمات والاحداث الدولية.
وتتجلى تلك الجهود في مبادرة سموه بتأسيس صندوق الحياه الكريمة برأسمال قدره 100 مليون دولار اذ يقدم هذا الصندوق مساعداته لمواجهة ارتفاع اسعار الاغذية وعدم توافر المحاصيل الضرورية لتحقيق الامن الغذائي في الدول الفقيرة.
كما اطلق صاحب سمو الامير العديد من المبادرات الرامية لتخفيف حدة الفقر عن الدول النامية والفقيرة اذ استفادت من هذا الصندوق حتى الان 22 دولة حسب البيانات الصادرة عن الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية.
وفي السياق ذاته اعلن سمو الامير عن تبرع دولة الكويت لبرنامج الاغذية العالمي بمبلغ 500 مليون دولار وهي مبادرة لاقت استحسانا واشادة من المجتمع الدولي لاسيما الامم المتحدة فقد جاء هذا التبرع في وقت تتفاقم فيه أزمة الغذاء العالمية على نحو ينذر بالمخاطر الفادحة.
وبالنظر الى معاناة الشعب السوداني وجه الصندوق الكويتي جهوده لتقديم الدعم والدعوة لعقد مؤتمر دولي لتقديم الدعم والعون والسعي الى اعادة الاعمار في شرق السودان تخفيفا لمعاناة الاشقاء هناك حيث اعلن صاحب السمو امير البلاد عن تبرع الكويت لتنمية الاقليم بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي.
كما اعلنت دولة الكويت عن دعمها لشباب العالم العربي من اجل حل مشكلة البطالة التي تثقل كاهل ميزانيات الدول النامية عبر انشاء صندوق لدعم المشروعات الصغيرة بمبلغ ملياري دولار تساهم الكويت في هذا الصندوق بمبلغ نصف مليار دولار.
واعتبرت تلك المبادرة "فريدة على المستوي العربي" كونها تسهم في تحسين اقتصاديات الدول العربية وتخفف من معاناتها وتساعد اقتصادياتها على النهوض والتطور.
وتفاعلا مع معاناة الشعب السوري التي تفاقمت ازاء الاوضاع الراهنة ونزوح ملايين اللاجئين وجه سمو الامير الى عقد مؤتمرين دوليين للمانحين كانا بمثابة اكبر حشد دولي وعربي لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية وأعلنت الكويت وقتها عن تقديم مساهمة اجمالية بلغت 800 مليون دولار للنازحين السوريين (300 مليون دولار في المؤتمر الأول و 500 مليون دولار في المؤتمر الثاني).
كما ساهمت الكويت عبر صندوق التنمية في دفع الجهود الدولية الداعمة للتنمية من خلال دعم ميزانيات العديد من المنظمات والجهات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالتنمية ومكافحة الفقر والاوبئة والامراض فضلا عن مساهماتها العديدة في تخفيف معاناة المواطنين في الدول التي عانت من الزلازل والكوارث الطبيعية.
واثر هذه الجهود والمبادرات الكويتية للقضاء على الفقر حول العالم كرمت الامم المتحدة التي ستحتفل الجمعة باليوم العالمي للقضاء على الفقر صاحب السمو امير البلاد بتسميته (قائدا للعمل الانساني) واطلاق مسمى (مركز العمل الانساني) على دولة الكويت
أرسل تعليقك