نظام إجازات فريد في السويد يسمح للموظفين بإنشاء مشاريعهم الخاصة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

نظام إجازات فريد في السويد يسمح للموظفين بإنشاء مشاريعهم الخاصة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - نظام إجازات فريد في السويد يسمح للموظفين بإنشاء مشاريعهم الخاصة

السويد
ستوكهولم - العرب اليوم

قررت جانا كاجين , تأسيس شركة الخاصة للأثاث، وذلك عندما زارت متاجر "ايكيا" في ستوكهولم مع خطيبها لشراء أريكة جديدة ,حيث لاحظت أن تشكيلة قوائم الأرائك والمقاعد المعروضة محدودة للغاية,وساعدها في ذلك موافقة الشركة التي تعمل بها كأخصائية نفسية، على منحها إجازة غير مدفوعة الأجر أسهمت في خروج هذا المشروع إلى النور

وتقول "بحثنا عن موردين وحاولنا لفت أنظار الصحف للكتابة عن مشروعنا، ثم شرعنا في تأسيس موقعنا على الإنترنت". وقبلت إحدى المؤسسات طلبهما لتمويل شركتهما الناشئة ودعمها بالمشورة والتدريب.

وتضيف كاجين: "لولا تفرغي للمشروع لما تمكنت من استيفاء الإجراءات للحصول على التمويل من البرنامج".

و ساعدتها إمكانية الحفاظ على وظيفتها وضمان حقها في العودة إليها في حال فشل المشروع في التخفيف من حدة المجازفة المالية والتهوين من تبعاتها، بخاصة أن خطيبها كان موظفًا مستقلًا.

وتقول كاجين: "لم أتوقع أن أصبح رائدة أعمال، لكن هذا النوع من الأمان الوظيفي ووجود مصدر دخل تركن إليه في وقت الأزمات شجعاني على خوض التجربة".

ولم تعد كاجين إلى وظيفتها, وبعد ست سنوات، تطورت شركتهما المتخصصة في التجارة الإلكترونية، وتبيع الآن قوائم الأثاث والمقابض وأرفف المكتبات عبر الإنترنت، وتصل منتجاتها إلى 30 دولة، وتضم ستة موظفين يعملون بدوام كامل.

ويبدو أن كاجين  ليست الموظفة الوحيدة في السويد التي حصلت على إجازة من دون راتب للتفرغ لإنشاء شركتها الخاصة، فقد سبقها إلى ذلك الكثيرون، وإن لم تحقق جميع مشروعاتهم نفس النجاح.

اقرا  ايضَا:

الفرنسيون الأكثر حماسًا في أوروبا لزيادة "ضرائب الإنترنت والمعلومات"

 

و أصبح في العقدين الماضيين،  من حق الموظفين الذين يشغلون وظائف دائمة وبدوام كامل في السويد، الحصول على إجازة لمدة ستة أشهر للتفرغ إما لتدشين شركة، أو للدراسة أو رعاية أحد الأقارب. ولا يجوز للرؤساء رفض الإجازة إلا لدواع إدارية ملحة، إذا كانت مصالح الشركة ستتعطل بغياب الموظف، أو إذا رأت الإدارة أن الشركة التي ينوي تأسيسها ستكون منافسًا مباشرًا للشركة التي يعمل لحسابها. ويحق للموظفين العودة إلى نفس المنصب الذي كانوا يشغلونه قبل الحصول على الإجازة.

حصل ماكس فريبرغ على إجازة من دون راتب من وظيفته في إحدى شركات الاستشارات العالمية للتفرغ لتأسيس مشروعه الخاص

تقول إنغرام بوغوس، وهي باحثة في مجال ريادة الأعمال ونظم المعلومات في كلية الاقتصاد بستوكهولم، إن "السويد هي الدولة الوحيدة، على حد علمي، التي يكفل فيها القانون الحق في الحصول على إجازة تفرغ لإقامة مشروعات. وقد التقيت الكثيرين من الموظفين الذين أقاموا مشروعاتهم الخاصة أثناء تأديتهم لوظائفهم، بعد الحصول على موافقة أرباب العمل. وبعد تدشين المشروع، حصلوا على إجازات بدون راتب لتقييم احتمالات نجاحه. وهذا الأمر شائع، لاسيما بين مؤسسي الشركات التقنية".

وآثر ماكس فريبرغ، البالغ من العمر 31 عامًا، الحصول على إجازة بمن ون راتب من شركة الاستشارات العالمية التي يعمل بها بدلًا من الاستقالة، ليتفرغ لتطوير منصته الرقمية التي كان قد عكف على تأسيسها في أوقات فراغه منذ ما يزيد على عام، رغم أنه كان واثقا من نجاح المشروع.

وكان فريبرغ يرى أن هاجس فقدان الوظيفة والمركز الاجتماعي لا يقل أهمية عن انعدام الأمان المالي. لكن إمكانية الحصول على إجازة والاحتفاظ بالمنصب هدأت مخاوفه.

ويقول: "اجتهدت كثيرا لأحصل على هذه الوظيفة وبذلت قصارى جهدي للحفاظ عليها والترقي، وكثيرا ما تساءلت: 'هل يستحق المشروع هذه المجازفة؟'، لكن إمكانية العودة إلى منصبي شجعتني على المضي في تنفيذ المشروع".

اشتهرت السويد، التي لا يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة، في الآونة الأخيرة بأنها أحد أكثر البلدان الأوروبية ابتكارًا. ويعتقد الكثيرون أن ازدهار قطاع الشركات الناشئة في السويد وتطوره بهذه السرعة يعود إلى قوة بنيتها التحتية الرقمية، وثقافة التعاون والتواضع السائدة بين السويديين وأنظمة التأمين الخاصة ضد البطالة، التي توفر شبكة أمان اجتماعي أوسع نطاقًا مقارنة بغيرها في الكثير من البلدان الأخرى، وبأقساط ميسرة.

و يكون من الصعب قياس مدى إسهام نظام الإجازات غير مدفوعة الأجر في نمو قطاع الشركات الناشئة، لكن أكاديميين واتحادات عمال وأرباب عمل لاحظوا تزايد إقبال الموظفين على إنشاء شركاتهم الخاصة بخاصة في مجال التقنية.

وتشير إحصاءات إلى أن زيادة الطلب على جميع أنواع إجازات التفرغ، بما فيها إجازات الأمومة والأبوة، تقابلها زيادة في أعداد الشركات الناشئة التي يؤسسها سويديون.

يُطبّق في السويد نظام إجازات فريد من نوعه يجيز للموظفين الحصول على إجازات تفرغ لإنشاء مشاريع الخاصة

وأشار مكتب الإحصاءات السويدي إلى أن عدد الموظفين الحاصلين على إجازات تفرغ، من سن 25 إلى 54 عاما، وصل إلى 175,000 في عام 2017، بزيادة نحو 10,000 موظف عن عام 2007. وذكرت دائرة تسجيل الشركات السويدية أن عدد الشركات محدودة المسؤولية التي سُجلت في عام 2017 بلغ 48,542 في عام 2017، مقارنة بنحو 27,994 في عام 2007.

إذن ما الذي قد تتعلمه سائر الدول من نظام الإجازات غير مدفوعة الأجر السويدي؟

تقول كلير إنغرام بوغوس، وهي باحثة في كلية ستوكهولم للاقتصاد، إن قوانين العمل الصارمة في هذا البلد الشمالي تكبل أيدي رؤساء العمل وتعوقهم عن تسريح الموظفين. وترى أن هذا يشجع بعض الموظفين على التمسك بالوظيفة الثابتة التي توفر لهم الأمان والاستقرار بمجرد شغلها.

وتقول: "ربما هذا يذكرنا بتملك منزل أو شقة، فأنت لن تتخلى عنه بسهولة بمجرد حيازته".

ويقول صامويل إنغبلوم، وهو رئيس قسم السياسات بالاتحاد السويدي للموظفين ذوي الخبرة والمؤهلات، إن الحكومة واتحادات العمال وأرباب العمل في السويد أيدوا هذا الحق في الحصول على إجازة تفرغ كوسيلة "لتعزيز مرونة انتقال العمال في سوق العمل".

ويرى تينغ زو، وهو أستاذ مساعد بجامعة فيرجينيا، أن إتاحة الفرصة للموظفين للحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر قد يغذي نمو قطاع المشروعات، حتى في الدول التي تخضع أسواق العمل فيها لقوانين أقل صرامة.

وأشار إلى دراسة أجراها مشروع (فيس) الذي تموله المفوضية الأوروبية لتشجيع رواد الأعمال على مواجهة الخوف من الفشل، في عام 2016. وخلصت الدراسة إلى أن المخاطر المالية تصدرت قائمة المخاوف التي تؤرق رواد الأعمال، وتليها مخاطر فقدان الوظيفة.

ويقول: "قد يحجم الكثير من الناس عن إقامة مشروعات خوفا من فقدان الوظيفة الثابتة في حال فشلت مشروعاتهم. وتدعم الكثير من البلدان رواد الأعمال من خلال إتاحة التمويل المدعوم من صناديق حكومية بأسعار فائدة منخفضة، في حين أن تهدئة مخاوف الموظفين بشأن مستقبلهم المهني قد لا يقل أهمية عن تقليل المخاطر المالية".

وقد شارك زو في فريق للبحث عن سبل تحسين نظام إجازات الأمومة والأبوة في كندا بهدف إطالتها من بضع شهور إلى سنة كاملة، ولاحظوا أنه كلما طالت فترة الإجازة الممنوحة للأمهات، زاد إقبالهن على إقامة مشروعات بعد خمس سنوات.

ويقول: "هذه النتائج تؤكد أن تهدئة المخاوف بشأن المستقبل المهني قد تشجع رواد الأعمال على إقامة مشاريعهم الخاصة".

درست كلير إنغرام بوغوس، الباحثة في كلية استوكهولم للاقتصاد، نظام إجازات التفرغ لإقامة مشاريع في السويد

يرى بعض المراقبين أن تطبيق نظام إجازات التفرغ لإقامة المشروعات قد لا يكون سهلا خارج السويد، لأن الموظف الذي يعود لمنصبه القديم بعد تدشين مشروعه الخاص قد يواجه التحيز والتمييز فيما يتعلق بفرص الترقي وزيادة الراتب. لكن في السويد هذا الشكل من التحيز يتعارض مع القانون.

تقول إنغرام بوغوز: "لا ينظر السويديون للموظف الذي يعود لمنصبه بعد إجازة التفرغ نظرة سلبية. بل قد يرون ذلك أمرا إيجابيا، لأن هذا الموظف خاض تجربة جديدة ولكنه فضل العودة إلى وظيفته".

وترى أن حرص السويديين الشديد على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية قد يكون أحد أهم العوامل التي تسهم في نجاح هذا النظام للإجازات في السويد. وتقول إن هذا التوازن يمتد بين الحياة العملية وبين كل ما يمثل أهمية لهم أو يساعدهم على الترقي والتطوير، مثل بدء مشروع جديد.

وحققت جيسيكا بيترسون أقصى استفادة من مزايا نظام الإجازات غير مدفوعة الأجر, فعندما أوشكت إجازتها التي أمضتها في تدشين مساعد افتراضي للمؤسسات الخيرية على الانتهاء، قررت بيترسون العودة إلى وظيفتها الدائمة بمؤسسة غير ربحية، على أن تواصل العمل في مشروعها لكن بوتيرة أبطأ.

وتقول بيترسون: "أنا لا أجني ما يكفي من المال من الشركة، وأريد أن أشتري شقة في أقرب وقت، ولهذا رأيت أن أعود إلى وظيفتي لأحصل على راتب ثابت شهريا. وقد رحب المديرون بعودتي، وأسندوا لي مشروعات جديدة حتى لا أشعر بالإحباط الوظيفي الذي عانيت منه قبل الإجازة".

ونبّه صامويل إنغبلوم إلى أن بعض أصحاب الشركات قد يواجهون صعوبات مالية وإدارية شديدة لسد الفراغ الذي سيتركه هذا الموظف أثناء غيابه.

ويقول: "إن غياب الموظف قد يعني لصاحب الشركة فقدان شخص قادر على النهوض بمهام الوظيفة، بخاصة إذا عجزت الشركة عن إيجاد بديل له نظرًا لنقص العمال المهرة في مجاله."

ويرى أن هذه الصعوبات قد تكون أشد وطأة على الشركات في الاقتصادات الأقل استقرارا من السويد.

لا شك أن مزايا الإجازات غير مدفوعة الأجر سيستفيد منها الموظفون إذا كانوا معينين بعقود دائمة. في حين أن بعض المحللين والخبراء لاحظوا أن أعداد العمال المستقلين والموظفين المعينين بعقود مؤقتة في السويد قد زاد في السنوات الأخيرة، بخاصة بين العمال الأصغر سنًا.

وتقول إنغرام بوغارتس: "هذه المشكلة تعاني منها السويد مثل الكثير من البلدان الأخرى حول العالم، ولن يؤثر نظام الإجازات غير مدفوعة الأجر على الموظفين المؤقتين أو العاملين المستقلين، بل قد يسهم في اتساع الفجوة بينهم وبين نظرائهم المعينون بعقود دائمة".

وتراقب الجهات التشريعية هذا الاتجاه عن كثب، وكُلفت لجنة حكومية بالبحث عن سبل تحسين الأمان الوظيفي لهؤلاء العاملين.

ويبدو أنه لا نية في الوقت الحالي لإلغاء نظام الإجازات غير مدفوعة الأجر في السويد، بل في المقابل أبرمت عدة اتحادات عمال عقودا مع أصحاب الشركات لزيادة عدد أيام الإجازات التي يحق للموظفين الحصول عليها لخوض تجربة إقامة مشاريع جديدة لتصبح 12 شهرا بدلًا من ستة فقط.

وتقول إنغرام بوغارتس، إن إقامة مشروع جديد يظل محفوفا بالمخاطر، فأنت تتخلى عن وظيفة ثابتة بمرتب مجز، لتبدأ مشروعا تتساوى فرص نجاحه مع فرص فشله وربما تحصل من ورائه على مبلغ أقل من المال. لكن نظام الإجازات غير مدفوعة الأجر يتيح للموظفين الفرصة للاستمتاع بمزايا الوظيفة الثابتة والاستفادة من الانقطاع عن العمل لتحقيق تطلعاتهم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- 6.5 مليار دولار استثمارات بالبنية التحتية في القارة السمراء

- قوة الاقتصاد الأميركي تضمن رفع أسعار الفائدة مرة أخرى خلال 2019

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام إجازات فريد في السويد يسمح للموظفين بإنشاء مشاريعهم الخاصة نظام إجازات فريد في السويد يسمح للموظفين بإنشاء مشاريعهم الخاصة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab