التقارب المصري التركي وأثره على اقتصاديات المنطقة العربية
آخر تحديث GMT12:02:06
 عمان اليوم -

التقارب المصري التركي وأثره على اقتصاديات المنطقة العربية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - التقارب المصري التركي وأثره على اقتصاديات المنطقة العربية

القاهرة ـ وكالات

في إطار التغيرات التي تشهدها الخريطة الاقتصادية الدولية، حيث برز دور الدول الصاعدة، فإن الخرائط الاقتصادية لأقاليم العالم هي أيضًا بصدد تغيرات تُعيد تركيبة القوى الاقتصادية. وقد لوحظ أن تركيا في ظل تولي حكومة حزب العدالة والتنمية قد اتخذت مسارًا جديدًا تجاه المنطقة العربية، يعتمد على زيادة حجم تعاملاتها التجارية والاقتصادية بدول المنطقة. ويفسر هذا في الإطار الاقتصادي على أنه تغير في تركيبة التعاملات التجارية والاقتصادية لتركيا، لتتخلص من عقدة مركزية أوضاعها الاقتصادية والتجارية مع الاتحاد الاوروبي وأمريكا. ومن شأن هذا التوجه أن يقلل من خسائر الاقتصاد التركي في ظل الأزمات الاقتصادية التي تلاحق شريكيها الرئيسيان وهما الاتحاد الأوروبي وتركيا. وعلى الرغم من توجه تركيا مبكرًا صوب الدول العربية، إلا أن التركيز على التعاون مع مصر كان ملحوظًا، من خلال زيادة وتيرة حجم التبادل التجاري، وكذلك تواجد الاستثمارات التركية بمصر. مظاهر التقارب المصري التركي: كانت الخارجية التركية حريصة على التقارب مع مصر، بعد ثورة 25 يناير، وذلك من خلال زيارة رئيس تركيا لمصر في مارس 2011 ليكون أول رئيس يزور مصر بعد الثورة، وكذلك تمت زيارة الوزراء التركي في نوفمبر 2012، وحرصت تركيا على دعم مصر اقتصاديًا من خلال تقديم قرض للبنك المركزي المصري بنحو مليار دولار، ونحو مليار أخر يضخ في شكل استثمارات تركية في مشروعات البنية الأساسية. وأدى تكوين الوفد المرافق لرئيس الوزراء التركي (6 وزراء ونحو 250 رجل أعمال) إلى الدخول في مشاورات للتعاون بين الجانبين في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، وكذلك تقديم الدعم الفني لمصر في كيفية الاستفادة بشكل أكبر في التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي. كما تم توقيع اتفاقية للتعاون بين بورصتي البلدين. وأعلن أثناء زيارة رئيس الوزراء التركي لمصر في نوفمبر 2012 عن عزم البلدين على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليار دولار خلال عامين، إلا أن تقديرات الرئيس المصري د. محمد مرسي خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس التركي في ختام أعمال القمة الإسلامية بالقاهرة ( 6 و7 فبراير الحالي) رفعت من هذا التقدير ليصل إلى 10 مليارات دولار خلال الأعوام القادمة. وحسب بيانات المركز الإسلامي لتنمية التجارة، فإن حجم التبادل التجاري للبلدين بلغ في عام 2011 نحو 4 مليار دولار، مقارنة 3.2 مليار دولار في عام 2009، مع الأخذ في الاعتبار بأن الميزان التجاري لصالح تركيا دومًا. كما يقدر عدد الشركات التركية العاملة في مصر بنحو 200 شركة، وتوجد استثمارات تركية أخرى تعمل بشكل فردي تقدر بحوالي 70 مستثمر، ويصل عدد العمالة المصرية بالشركات التركية في مصر لحوالي 50 ألف عامل. حجم التبادل التجاري التركي مع المنطقة: اتجهت تركيا لتوقع العديد من اتفاقيات مناطق التجارة الحرة مع العديد من الدول العربية، كما سمحت لدخول رعايا دول عربية عدة إلى أراضيها دون الحصول على تأشيرة الدخول، ويقدر حجم التجارة بين الطرفين بنحو 33 مليار دولار في عام 2010، وعند مقارنة حجم التبادل التجاري بين تركيا والدول العربية في عام 2010، وما كان عليه الوضع في عام 2002 نجد تحسنا كبيرا، حيث كان حجم التبادل التجاري بين الطرفين في عام 2002 بحدود 6.6 مليار دولار، أي أنه تضاعف في عام 2010 بنسبة 5 أضعاف. ولكن يظهر تواضع هذا الرقم إذا ما قورن بحجم التبادل التجاري للصين مع الدول العربية، والذي قارب الـ 200 مليار دولار. ولكن عند النظر إلى السلع التركية المصدرة للمنطقة العربية نجد أن الدول العربية تستورد نحو 50 % من إنتاج الحديد التركي. كما أن الصادرات التركية شهدت تطورًا نوعيًا على مدار السنوات الماضية، حيث تحتل صادرات السيارات وقاطرات السكك الحديدية والترام الصدارة في سلم الصادرات التركية وبنسبة 11.7 % من إجمالي صادرات تركيا في عام 2011، كما أن الآلات والأجهزة الميكانيكية تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 8.6 %، وتوفر تركيا قطع الغيار لهذه المنتجات، وهو ما يعني أن الصادرات التركية خرجت من طور الصادرات التقليدية في المنسوجات والصناعات الكهربائية التجمعية. ويمثل هذا التوجه أحد الآليات التي من شأنها أن تمثل نقلة نوعية في العلاقات التجارية مع المنطقة العربية، فبيانات التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2012 ذكرت أن واردات الدول العربية من السلع الصناعية في عام 2011 مثلت نسبة 19.3 % من إجمالي الواردات، وأن الآلات ومعدات النقل مثلت نسبة 28 %، وتغطية تركيا خلال الفترة المقبلة لهذه المتطلبات العربية من السلع الصناعية أو المعدات والآلات سوف يزيد من روابط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين. آثار التقارب: - يتسم كلا الاقتصادين المصري والتركي بكونهما من الاقتصاديات المتنوعة، فضلًا عن تمتع البلدين بناتج محلي إجمالي يقترب من نسبة 50% من الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية في عام 2011، ومن شأن هذا التنوع أن يتيح مساحة أكبر لتعامل كل من مصر وتركيا في تعاملاتها مع باقي اقتصاديات المنطقة، حيث لا تزال الاقتصاديات الكبرى بالمنطقة تعتمد على النفط كمصدر رئيس في اقتصاداتها ( دول الخليج وليبيا والجزائر). ومن إيجابيات وسمات الاقتصادين المصري والتركي وصفهما بالتنوع، أى أنهما لن يكونا في وضع تنافسي مع الاقتصاديات النفطية، بل بالعكس فكلا الدولتين بحاجة ماسة إلى الطاقة والوقود الذي توفره الدول النفطية بكثرة. وإن كانت تركيا قد خطت خطوات جيدة نحو الطاقة الجديدة والمتجددة في مجالات الطاقة الشمسية وتدوير المخلفات الطبيعية لتوليد الطاقة.  ويكتسب التقارب المصري التركي ملمحًا اسلاميًا يحظى بتأييد شعبي في دول المنطقة، وبخاصة أن المشروعات الإقليمية البديلة، لم ترق لشعوب المنطقة، فمنها ما مثل البعد العربي وحقق إخفاقًا على مدار نحو 6 عقود ماضية، ومنها ما يرتبط بحضارات خارج المنطقة مثل مشروع الأورومتوسيطة، أو ما يمثل عداءً لشعوب المنطقة مثل أطروحة مشروع الشرق أوسطية التي تحاول أن تزرعه إسرائيل في جسد المنطقة. وإن كان خطاب التعاون المصري التركي لا يزال يدور في فلك ثنائي، ولم يُعلن عن هوية إسلامية، وإن كان كل من تركيا ومصر من الدول ذات الثقل الاقتصادي بمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم نحو 57 دولة إسلامية.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقارب المصري التركي وأثره على اقتصاديات المنطقة العربية التقارب المصري التركي وأثره على اقتصاديات المنطقة العربية



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

مسقط - عمان اليوم

GMT 10:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 عمان اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 عمان اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 07:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 عمان اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab