أعلن ثلاثون من نواب "نداء تونس" الذي يشغل أكثرية المقاعد في البرلمان تعليق عضويتهم في هذا الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي، مهددين بالاستقالة والانسحاب من كتلته البرلمانية "في حال تواصل الوضع على ما هو عليه" داخل الحزب الذي يشهد انقسامات عميقة قد تؤدي الى تفككه.
وقال النواب في بيان "نعلن عن تعليق عضويتنا (..) الى حين اجتماع المكتب التنفيذي" المقرر في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري و"نؤكد ان هذا القرار ستتبعه استقالتنا من الحزب وانسلاخنا عن كتلته النيابية في حال تواصل الوضع على ما هو عليه".
ولفتوا الى حالة "التصدع التي آل اليها الحزب وتفاقم الخلافات والتجاذبات داخله (...) ومحاولة الانقلاب على هياكله الشرعية" منددين بـ"أحداث العنف" التي حالت دون عقد مكتبه التنفيذي اجتماعا كان مقررا الاحد الماضي بفندق في مدينة الحمامات (شمال شرق).
ويشهد نداء تونس منذ انتخاب مؤسسه الباجي قائد السبسي رئيسا لتونس في اواخر 2014 واستقالته من الحزب، صراعا على مواقع القرار وحرب زعامات ومصالح.
ويتنازع على القرار داخل "النداء" الامين العام الحالي للحزب محسن مرزوق (يساري) ونائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الذي يتهمه خصومه في الحزب بالسعي إلى "خلافة" والده في الرئاسة.
وتبادل الجانبان اتهامات بتجنيد "ميليشيات" واستعمال العنف الاحد الماضي في فندق بمدينة الحمامات كان يفترض ان يستضيف اجتماع المكتب التنفيذي للحزب، ما ادى الى إلغائه.
ويضم نداء تونس الذي تأسس منتصف 2012 يساريين ونقابيين ورجال أعمال واعضاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس بن علي (1987-2011).
وعندما كان الباجي قائد السبسي يتولى رئاسة نداء تونس، استطاع المواءمة بين المكونات المختلفة للحزب الذي تأسس بهدف إزاحة "الترويكا" التي قادتها حركة النهضة الاسلامية من الحكم.
وحكمت الترويكا تونس من نهاية 2011 حتى مطلع 2014 قبل ان تستقيل لانهاء ازمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال اثنين من معارضي الاسلاميين.
وحتى اليوم لم يعقد نداء تونس مؤتمره التأسيسي الذي يفترض ان تنبثق عنه هياكل منتخبة وقوانين داخلية.
والثلاثاء عقدت "الهيئة التأسيسية" للحزب اجتماعا غاب عنه عدد من مؤسسي نداء تونس، وقررت وفق بيان اصدرته في ختامه "الاجتماع مرة اخرى يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 لافساح المجال للمساعي التوافقية ولتفعيل القرارات الخاصة بعقد المؤتمر (التأسيسي) قبل نهاية السنة الحالية".
وقال النواب الذين علقوا عضويتهم في نداء تونس ان "اجتماع الهيئة التاسيسية للحزب (..) في غياب ابرز اعضائها المؤسسين لا يلزم الا من حضرها" معتبرين "ما صدر عنها من قرارات لاغيا ولا يعمل به".
واثارت ازمة نداء تونس مخاوف لدى انصاره من تفكك كتلته البرلمانية مما قد يجعل حركة النهضة الاسلامية القوة الاولى في مجلس نواب الشعب (البرلمان).
وحركة النهضة هي ثاني قوة في البرلمان بـ69 مقعدا وراء نداء تونس (86 مقعدا).
ا ف ب
أرسل تعليقك