احتجاجات في شمال وجنوب الجزائر على الوضع الاقتصادي
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

احتجاجات في شمال وجنوب الجزائر على الوضع الاقتصادي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - احتجاجات في شمال وجنوب الجزائر على الوضع الاقتصادي

الجزائر ـ وكالات

لم يخفف عيد النصر الذي تحتفل به الجزائر اليوم (اتفاق وقف إطلاق النار بين الجزائريين والفرنسيين) شيئا من حدة الاحتجاجات والإضرابات التي تعرفها قطاعات حيوية كالصحة والتعليم وبين الشباب العاطل عن العمل. ومع ذلك فإن التظاهرات التي بدأت في عاصمة النفط ورقلة (850 كلم جنوب شرق الجزائر العاصمة) والمسيرات التي عرفتها بعض مدن الشمال خاصة قسنطينة والجزائر العاصمة كانت مختلفة وأحدثت فارقا. ودعت "اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين عن العمل" في مدينة ورقلة الأسبوع الماضي إلى مسيرة في المدينة للمطالبة بمناصب شغل، واحتج الشباب على ارتفاع نسبة البطالة بينهم، رغم إقامتهم في عاصمة النفط الجزائري مطالبين بمناصب عمل في شركة سوناطراك النفطية. كما تظاهر سكان مدينة قسنطينة (الواقعة 450 كلمتر شرق الجزائر العاصمة) وأعلنوا الحداد فأضربوا في جميع مجالات النشاط التجاري والإداري، بعد تعرض الطفلين إبراهيم وهارون للاختطاف والقتل (10 سنوات) على يد بالغين بعد تعرضهما لاعتداء جنسي، يقول صحفيون جزائريون. أول خطوة ونجح المنظمون بجمع عدد كبير من المتظاهرين جاؤوا من مناطق وولايات جنوبية مختلفة. كما نجحوا في تنظيم تظاهرات صغيرة في مدن جنوبية صغيرة مثل حاسي مسعود. واعتبر المنظمون بأن جمع ألف متظاهر يعد حدثا نظرا لكبر مساحة المنطقة من جهة ولمحاولات قوات الأمن تعطيل وصول الشباب إلى مكان الاحتجاج في نقاط التفتيش. ويشكل احتجاج شباب الجنوب حساسية كبيرة للسلطات الجزائرية نظرا لأهمية المنطقة وقد جندت قوات مكافحة الشغب خلال التظاهرة دون تسجيل احتكاك بين الطرفين. وكانت تلك المرة الأولى التي يقوم فيها شباب الجنوب بالتظاهر والاحتجاج على أوضاعهم التي اشتكوا منها طويلا دون أن تحلها الحكومة. ولقيت التظاهرة صدى في الجانب الآخر من الجنوب الجزائري حيث تظاهر في اليوم الموالي شباب مدينة تندوف الحدودية (1750 جنوب غرب العاصمة الجزائرية). وسعت السلطات الجزائرية إلى إقناع الجهة المنظمة للتظاهرة بالتراجع عن موقفها أو تأخير الموعد وأوفدت لذلك عددا من أعيان المنطقة ونواب برلمانيين غير أن ذلك لم ينجح كما لم تفلح الاشاعات التي انتشرت بين الشباب حول قبول اللجنة تأجيل موعد التظاهرة يف ثنيهم عن حضور الموعد رغم بعد المسافة وحرارة الطقس. وطالب الشباب بالحديث إلى "أصحاب السلطة الفعليين، وهم بوتفليقة و السلطات العسكرية." كما قالوا لأن "الوزراء يملكون الوعود ولا يملكون تطبيقها" حسبهم. ووعد رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين عن العمل في حديثه للصحافة المحلية بأن تلك خطوة أولى محفزة وأن خطوات أخرى ستأتي. خلال ذلك كانت مدن الشمال تتقلب على صفيح الاحتجاجات والإضرابات لكن تعرض طفلين في سن العاشرة إلى الاختطاف والاعتداء عليهما جنسيا في مدينة قسنطينة شمال شرق الجزائر أثار غضب الأهالي. ولبى أهالي المدينة قبل يومين دعوات مجهولين لحداد عام والخروج في مسيرة حاشدة احتجاجا على انعدام الأمن الذي تعيشه المدينة. وأغلقت المحلات وتوقفت الإدارات العمومية عن العمل وتجمع السكان وسط المدينة ثم خرجوا في تظاهرة ظلت سلمية حتى وصلوا أمام مجلس القضاء حيث قام بعض المتظاهرين برشقه بالحجارة محدثين أضرارا مادية به وبممتلكات أخرى إضافة إلى إصابات بين قوات الأمن. سوء تسيير وقال رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان بوجمعة غشير لبي بي سي إذا كان ثمة ربط بين ما حدث في الجنوب والشمال فهي المعاناة من البطالة وانعدام الأمن. ورد المتحدث ذلك إلى سوء تسيير الدولة وعجز السلطة الجزائرية عن تقديم حكم راشد. ووصف رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان مدينة قسنطينة بمدينة أشباح يوم إعلان الحداد العام واعتبره دلالة على وعي مجتمعي بأن الطرق السلمية هي أحين وسيلة للاحتجاج. ولا يرى بوجمعة غشير أن لما حدث في الجنوب والشمال علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة بل إن الأمر حسبه يعود إلى الظروف التي يعيشها هؤلاء الشباب "فما حدث في ورقلة أعطى انطباعا بأن هناك نضج، فالشباب باتوا يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد والاتصال وهذه وسائل لم تكن متاحة لشباب الثمانينات." الكثير من المال وعن الوضع في الجزائر قال المتحدث إن "الاحتجاجات في الجزائر كثيرة ولم تتوقف، وقد طالت الإضرابات كل القطاعات وستتطور إذا لم تجد هذه الحركات لها آذانا صاغية." وأضاف قائلا " عندما بدأت أحداث الربيع العربي تهز المنطقة خرج المواطنون للاحتجاج وهو ما أصاب النظام الجزائري بالهلع ووعد الرئيس بإصلاحات لكنها لم تتحقق بل تم التراجع عن بعض المكتسبات. وقام الرئيس بإغداق الكثير من المال من خلال الزيادة في الأجور ووكالات تشغيل الشباب التي سمحت بتهدئة مؤقتة..لكن مفعول الحقنة المهدئة بدأ يتلاشى كما يبدو ولن يصمد أكثر من سنة أخرى." ويرى غشير أنه من الضروري أن تغير الحكومة طريقة عملها وتحقق نتائج على الأرض بدل من اكتفائها بالوعود التي لم تعد ترضي أحدا. وتعيش الحكومة الجزائرية تحت ضغط الشارع فبعد مساعيها باتجاه العاطلين عن العمل الغاضبين في الجنوب وفي مدينة أرزيو النفطية غرب الجزائر العاصمة واجتماعها لدراسة الوضع في ما حدث في قسنطينة خرج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء ليؤكد عزم الدولة على ملاحقة كل الفاسدين، بعد فضائح الفساد التي هزت قطاع النفط مؤخرا وغيره من القطاعات وجاء فيها ذكر بعض الوزراء.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتجاجات في شمال وجنوب الجزائر على الوضع الاقتصادي احتجاجات في شمال وجنوب الجزائر على الوضع الاقتصادي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab