نجاح مهرجان صيف البحرين في نسخته العاشرة

 يعد مهرجان صيف البحرين مهرجانًا سنويًا ثقافيًا وتعليميًا وترفيهيًا تقيمه الهيئة الوطنية للثقافة والآثار منذ العام 2009، ويتميز المهرجان بفعالياته المتنوعة والتي تناسب جميع الأعمار وتتضمن فعاليات تعليمية وأخرى ثقافية، ويتم تخصيص مركز لفعاليات الأطفال سنوياً، هو "خيمة نخول".

وفي عامه العاشر الذي انطلق مساء الاثنين الموافق 18 يونيو 2018، ولمدة شهرين، جاء مهرجان صيف البحرين في عام 2018 متميزًا، حيث تضمن باقة متنوعة من البرامج التي تشمل مجالات الفن، الموسيقى، التشكيل والمسرح وغيرها الكثير من الفعاليات التي أقيمت في خيمة نخول بالقرب من قلعة عراد بمحافظة المحرق، وكان اختيار هذا الموقع له دلالة، حيث جاء متزامنًا مع الاحتفاء بالمحرق كعاصمةً للثقافة الإسلامية 2018.

وجاء مهرجان صيف البحرين هذا العام متزامنًا مع عقد الاجتماع الثاني والأربعين للجنة التراث العالمي في البحرين، وفي ظل جهود حثيثة للتأكيد على دور المملكة الرائد ثقافياً في المنطقة.

ونظرًا لهذا التميز الذي حظي به مهرجان صيف البحرين لم يكن غريبًا مطالبة العديد من الزوار تمديد وقت المهرجان طوال أشهر السنة وألا يقتصر على الصيف فقط لكي يتمكن الأطفال من تحقيق الاستفادة القصوى من ورش العمل وقضاء وقت ممتع ومفيد لهم في خيمة نخول، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته وكالة أنباء البحرين "بنا" لآراء الجمهور الذي حضر المهرجان.

وأصبح مهرجان صيف البحرين واحدًا من أكثر الفعاليّات المرتقبة في مملكة البحرين بفضل ما يقدّمه من فعاليّات كالعروض المباشرة والترفيه العائليّ متعدّد الثقافات، حيث سلّط المهرجان الضوء على الإرث الإنساني وسرد حكاياتٍ مرّت على أرض المملكة بأسلوبٍ مغاير ومميز للطفل والعائلة في خيمة نخول 2018.

وهناك العديد من المؤشرات على النجاح الكبير الذي حققه مهرجان صيف البحرين لهذا العام، أبرزها ذلك الحضور الغفير لفعاليات المهرجان والذي تجاوز 216 ألفًا بعد شهر من بداية المهرجان، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد الزوار ولا شك فإن هذا المؤشر هو المؤشر الأول للنجاح في تنظيم أي فعالية، حيث تقام لخدمة المواطن والمقيم في مملكة البحرين، والحضور الجماهيري دليل نجاح لا يقبل التأويل. وهذا العدد من الحضور يجعل المهرجان أكثر الفعاليات الصيفية إقبالاً في مملكة البحرين. وأنه الخيار الأمثل للمواطنين والمقيمين.

ولعل تمديد المهرجان ليكون شهرين بعد أن كان شهراً واحداً في السنوات السابقة دليل نجاح إضافي، وقرار صائب، حيث أصبح يغطي جل فترة الإجازة الصيفية حيث يتيح للأطفال والشباب البحريني أن يمضي وقت إجازته في أنشطة مفيدة يفيد بها نفسه ووطنه. ومثلت الأنشطة التي قدمها مهرجان الصيف وجهة ملائمة لجميع أفراد العائلة، حيث عبرت هذه الفعاليات العامة للجمهور عن نموذج متميز للتواصل الحضاري والتبادل الثقافي.

إلى جانب ذلك كان تسهيل دخول الزوار وتقديم كافة سبل الراحة لهم أحد أسباب النجاح ومؤشراته، فانطلاقا من رؤية هيئة البحرين للثقافة و الآثار؛ التي تسعى في خدمة أطياف المجتمع قامت بجمع اقتراحات الزوار من أجل تطوير آلية تسجيل الأطفال لدخول المهرجان، إذ أحرزت إنجازاً من خلال خاصية ( QR CODE) للتسجيل في هذا العام. وذكر المنظمون أن عملية التسجيل تبدأ من خلال أخذ البطاقة الذكية للطفل المراد تسجيله بالإضافة إلى اسم و رقم التواصل مع ولي أمر الطفل ، ثم يتم طباعة إسوارة يد والتي تحتوي على شفرة الـ( QR) وتتضمن على جميع المعلومات الخاصة بالطفل، وتعتبر وسيلة لدخول الطفل جميع فعاليات الخيمة بمرونة.

ومن عوامل النجاح الكبيرة في المهرجان أنه جاء محملاً بالعديد من الفعاليات التي جذبت الجميع، كالفعاليات الموسيقية، مثل عرض فرقة محمد بن فارس البحرينية والفرقة الموسيقية للشرطة وفرقة «موسيقيون بلا حدود» العالمية التي قدمت أجمل المقاطع الموسيقية العالمية المعزوفة على الآلات الوترية.

ومن أجل صناعة تواصل حضاري مع شعوب العالم، قدمت خيمة الفعاليات عروض الفلكلور الشعبي من دول مختلفة كعرض فرقة رضا من مصر وعرض رقصة الزابين الماليزية وعرض الفلكلور السوداني والفلكلور اليمني، حيث كان للأنشطة الاستعراضية والمسرحية نصيب من برنامج مهرجان صيف البحرين، حيث تقدم الخيمة بجانب قلعة عراد عرض الدمى وعرض الخدع البصرية ومن الولايات المتحدة الأميركية حضر إلى مسرح خيمة الفعاليات عرض «بينوكيو» والعرض الكوميدي المغربي «مقامات بديع الزمان الهمداني» والمسرحية المغربية «بولعيلات».

وعادت الشخصيات المحبوبة لمهرجان صيف البحرين "نخول ونخولة" إلى خيمة نخول التي أقيمت إلى جانب قلعة عراد وكان الأطفال وعائلاتهم على موعد مع الكثير من الفعاليات الممتدة على مدار شهرين كاملين كورش العمل الإبداعية والرياضية والأنشطة الفنية. وتم تقسيم ورش العمل على ثمانية أسابيع وتنوعت ما بين ورش عمل فنية لتعليم المشاركين أعمال التلوين والرسم، والنحت وإعادة التدوير والتصوير الفوتوغرافي وغيرها مثل ورش عمل مسرحية من الصالة الثقافية يقدمها مسرح «ميسول» حول الارتجال والدراما والتمثيل، وورش عمل موسيقية تهدف إلى تعريف الجمهور بمهارات العزف والغناء وورش عمل علمية وأدبية وغيرها الكثير.

كما تميز ركن أطفال الصغار هذا العام حيث قدم مهرجان صيف البحرين أنشطة اللياقة البدنية، وتجاوز عدد الأطفال المسجلون في الورش التابعة لركن الرياضة في خيمة نخول ما يقارب خمسة عشر ألف طفل حتى الأسبوع السادس وهو أكبر رقم يحقق في أي ركن من أركان الخيمة وازداد هذا العدد وسط إقبال منقطع النظير.

أيضًا ضم ركن الأطفال أنشطة الاهتمام بالبيئة وغيرها، كما تم تخصيص ركن للسوق الشعبي للأطفال ومن أجل تعريفهم بالتراث الأصيل لمملكة البحرين، حيث تعرف الصغار على عالم التجارة الذي مارسه أجدادهم من خلال تقمص شخصيات الحرفيين والباعة. كما تم تقديم معارض مختلفة للاطفال كمعرض الدمى الشعبية معرض الفنان الصغير ومعرض العلوم الطبيعية. ولصناعة تجربة ممتعة متكاملة للأطفال؛ قدم صيف البحرين ركن سينما الأطفال وفيه قدم نادي البحرين للسينما ومهرجان الشارقة الدولي لسينما الأطفال ومعده جوته مجموعة أفلام رسوم متحركة عالمية وأفلام قصيرة من صنع الأطفال وذلك على مدار شهري المهرجان. وحظي الأطفال الزائرون لخيمة نخول بفرصة قضاء وقت ممتع في ركن المجلات للأطفال، ركن الألعاب الترفيهية وركن الألعاب الشعبية.

وفي تنوع ملحوظ للمهرجان وتأكيدًا على الحس الإنساني الكبير ومن أجل التواصل مع كافة شرائح المجتمع، قدم مهرجان صيف البحرين هذا العام ركناً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة فيه تقدم ورش عمل مختلفة ملائمة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات الفن والمسرح والأدب وغيرها.

كما تميز المهرجان هذا العام بمشاركة أكبر من الجهات الحكومية التي حرصت على دعم المهرجان، حيث شاركت اثنتي عشرة وزارة ومؤسسة رسمية في برنامج المهرجان هي وزارة الداخلية، وزارة الشباب والرياضة، المجلس الأعلى للبيئة، نادي إنكيرو للأطفال، المؤسسة الخيرية الملكية، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مؤسسة المبرة الخليفية، جامعة البحرين، المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز عيسى الثقافية.

كما أن هناك مؤشر آخر على نجاح مهرجان صيف البحرين لهذا العام، برز في الإشادات التي حصل عليها المهرجان من قبل العديد من البعثات الدبلوماسية في مملكة البحرين التي حرصت على زيارة خيمة نخول والاطلاع على فعاليات المهرجان، معتبرة صيف البحرين عرسًا ثقافيًا بحرينيًا خليجيًا عالميًا وقد تم بمشاركة معظم السفارات الشقيقة والصديقة وبدعم من سفارات كل من مصر، المغرب، اليابان، ماليزيا، فلسطين، إندونيسيا، السودان، الولايات المتحدة الأميركية، اليمن وتركيا، منوهين بأن هذا الحضور المميز للمهرجان يدل على عظمة ومكانة الثقافة والتراث في مملكة البحرين، ويعكس الأمن والاستقرار في مملكة البحرين ويدل على المستقبل الواعد لمملكة البحرين، ولا شك فإن مثل هذه التصريحات تصب في تنشيط السياحة في مملكة البحرين وهو هدف تسعى له المملكة باعتبارها نقطة جذب سياحي في الخليج.