يواصل «تنظيم الحمدين» خطواته العبثية، غير آبهٍ بدعوات العودة بإمارة قطر إلى الحضن العربي، ويسير نحو تعميق الشروخ مع أشقائه العرب، حيث وصل مؤخراً سفير الدوحة الجديد، الذي تم تعيينه حديثا بأعلى مرتبة دبلوماسية في مراتب السفراء المتعارف عليها دولياً.
وفى يونيو الماضي عين النظام القطري سفيراً في إيران بأعلى مرتبة دبلوماسية في مراتب السفراء المتعارف عليها دولياً، وأصدر تميم بن حمد آل ثاني، مرسوماً أميرياً بتعيين محمد حمد سعد الفهيد الهاجري سفيراً «فوق العادة» مفوضاً لدى إيران، بعد أن شغل المنصب سابقاً في كل من اليمن وليبيا واليونان.
ووفق تقرير نشرته «اليوم السابع» المصرية، أمس، استهل السفير القطري مهامه في طهران، بلقاءاته الرئيس حسن روحاني، الذي أكد على أن الشعبين الإيراني والقطري لديهما عزيمة راسخة في توطيد العلاقات الشاملة، ووصف روحاني، خلال استقباله السفير القطري الجديد لدى طهران، محمد حمد سعد الفهيد الهاجري، العلاقات بين البلدين بالحميمة والحارة خلال الأعوام الأخيرة.
وفى أغسطس 2017، استغل نظام الملالي حالة التراجع التي تعيشها الإمارة للتغلغل داخلها، واتخاذها مدخلاً لمنطقة الخليج العربي، والتوسع وزيادة النفوذ على حساب القوى الكبرى في المنطقة وأمنها القومي، وزيادة حجم التبادل التجاري معها.
وكشف رئيس اللجنة الزراعية بغرفة التجارة الإيرانية صادقيان «تصدير 200 طن من البضائع الإيرانية، تشمل الفاكهة والخضراوات وأولى شحنات الألبان من مدينة شيراز إلى الدوحة خلال الأيام الأولى لأزمة قطر، كما كشف رئيس الدائرة التعاونية لمنتجي المواد الغذائية في إيران، مهدي كريمي تفرشي، ارتفاع صادرت إيران من المواد الغذائية إلى قطر بعد الأزمة الخليجية من 200 إلى 300 مليون دولار في عام 2017، بعد أن كان حجم الصادرات الإيرانية لقطر في عام 2016، لا يتجاوز 18 إلى 20 مليون دولار.
تقارب
واعتبر روحاني أن أفكار ووجهات نظر البلدين حيال مختلف المجالات، لا سيما الإقليمية، تقاربت أكثر مما مضى، وينبغي تعزيز هذا المسار، وزعم أن بلاده تريد إرساء الأمن والهدوء الكامل في هذه المنطقة.
وأعرب روحاني عن ترحيبه لإقامة علاقات وثيقة بين طهران والدوحة « ونأمل بتمتين الأواصر المهمة للغاية بين إيران وقطر، على مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والمصرفية والسياحية والسياسية والثقافية، أثناء مهمتكم الجديدة».
من جهته، أشار السفير القطري الجديد لدى طهران، محمد حمد سعد الفهيد الهاجري، عقب تسليمه أوراق اعتماده، إلى أهمية توطيد العلاقات مع إيران، مؤكداً على بذل بلاده المساعي للارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين، في سياق الحفاظ على مصالح شعبيهما.
دلالات
يأتي تعيين قطر سفيراً جديداً بأعلى مرتبة دبلوماسية في إيران في هذا التوقيت، حيث يواجه نظام الدوحة اتهامات دولية بدعم الإرهاب، ورفض المطالب الـ 13 للرباعي العربي، التي كانت قد حددت في يونيو 2017، ليعمق الشرخ ويؤزم المقاطعة العربية، لاسيما وأن مطالب الرباعي شددت على ضرورة أن تعلن قطر رسمياً خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق البعثات الدبلوماسية الإيرانية في قطر، وطرد عناصر الحرس الثوري من قطر، وقطع أي تعاون عسكري مشترك مع إيران، ولن يُسمح إلا بالتبادل التجاري مع إيران، بشرط ألا يعرّض ذلك أمن دول مجلس التعاون للخطر، وقطع أي تعاون عسكري أو استخباراتي مع إيران"، لعودة العلاقات الدبلوماسية.
خطوة قطر الأخيرة، تشير إلى أن الدوحة تواصل بث رسائل تعكس جديتها في الانسلاخ من محيطها الخليجي والعربي، والارتماء في أحضان ملالي طهران، ما دفع المراقبين للتأكيد على أن سحب السفير في يناير عام 2016، كان مجرد مسرحية، جاءت في إطار الرياء والكذب المفضوح، الذي تمارسه الدوحة تجاه أشقائها في الخليج، وهو ما ظهر بقوة في علاقاتها مع إيران، التي تُعد مصدر تهديد للأمن القومى العربي.
علاقات مشبوهة
الخطوة العبثية لقطر، مؤشر أيضاً على تنامي العلاقات المشبوهة بين البلدين على مدار السنوات الماضية، منذ عهد حمد الوالد، الذي التقى المرشد الإيراني في 2010، ثم تميم، والتي وصلت إلى ذروتها السنوات الأخيرة، وتم توثيقها باتفاقيات أمنية مع الحرس الثوري في 2015، رغم تهديد الأخيرة للأمن القومى العربي في الخليج، ويرى مراقبون أن هذه القوات ستحكم الإمارة، بعد أن ينتهي النظام في الدوحة.
وفي 26 أغسطس 2017، استأنفت قطر العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأعادت سفيرها "علي بن أحمد علي السليطي"، وذلك بعد 20 شهراً من سحبه في يناير 2016، إلى جانب عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، بعد اعتداء متظاهرين إيرانيين على مبنى السفارة السعودية وقنصليتها في مدينة مشهد، وإحراق مبنى السفارة.
أرسل تعليقك