الدوحة - بنا
طالبت دولة قطر المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته من أجل الضغط على إسرائيل لتلتزم بقرارات الشرعية الدولية ، والإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بمن فيهم البرلمانيون ، مشددة على ضرورة طي الخلافات بين كافة الفصائل الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام، وإتمام عملية المصالحة الوطنية الفلسطينية بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني عامة.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها السيد محمد بن مبارك الخليفي رئيس مجلس الشورى ، والذي يترأس وفد الدولة خلال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في دورته التاسعة والمنعقد حاليا في العاصمة الإيرانية طهران.
وقال "إن العالم الإسلامي يمر بظروف بالغة الدقة، حيث تقتضي الأوضاع الراهنة تعزيز الجهود المبذولة لمجابهتها"، مشيرا إلى أن جدول أعمال المؤتمر يحتوي على بنود مهمة تتطلب الوقوف عندها بموضوعية ، ومن ثم التوصل إلى نتائج عملية تعمق التضامن الإسلامي صونا لمقدرات الامة الاسلامية وحماية لمقدساتها.
وأضاف "ان هذا الاجتماع ينعقد وإسرائيل مازالت سادرة في غيها تمارس أبشع أساليب القتل والتنكيل، فضلا عن تدمير المنشآت وهدم المنازل، والمضي في سياسة بناء المستوطنات، واستمرار فرض الحصار الظالم على قطاع غزة، ناهيك عما يجرى في مدينة القدس من تعدٍ صارخ بطرد سكانها، وسحب الهويات المقدسية منهم لتفريغ المدينة من أهلها، وتغيير معالمها من أجل تهويدها، وحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك في تحدٍ سافر للقانون الدولي ولكافة المواثيق والأعراف الدولية".
وتطرق الخليفي إلى الوضع الكارثي في الصومال الذي يعاني من استمرار النزاعات المسلحة مؤكدا ان الأمر يتطلب مد يد العون للشعب الصومالي بتقديم المساعدات الإنسانية له، مشيرا إلى أن الأوضاع المأساوية الأليمة التي يتعرض لها المسلمون الروهنجا في ميانمار تقتضي التصدي بقوة للدفاع عن قضيتهم ومساندتهم، وتقديم كل المساعدة لهم للتخفيف من معاناتهم الإنسانية.
وأشار إلى ما يتعرض له المسلمون في جمهورية إفريقيا الوسطى من مذابح دموية وحرب إبادة عرقية وممارسات لا إنسانية خلفت وراءها آلاف القتلى، وشردت مئات الألوف منهم، داعيا إلى الوقوف بجانبهم ، والعمل على وضع حد لهذه المأساة الإنسانية لوقف هدر دماء الأبرياء، والتحرك سريعاً لتقديم الدعم اللازم لهم ومناصرة قضيتهم.
وطالب بأن تتضافر كل الجهود في العالم لتجفيف منابع الإرهاب هذا الخطر الداهم الذي لا دين له ولا وطن ولا جنسية.. داعيا في هذا الإطار إلى التفريق بين المقاومة والكفاح المشروع وبين الإرهاب .. مبينا أن المقاومة هي نتيجة كل عدوان أو احتلال ضد الشعوب.
وأكد رئيس مجلس الشورى على حق كافة الدول الإسلامية الثابت في امتلاك الطاقة النووية من أجل استخدامها في الأغراض السلمية لما تتيحه من بدائل لتلبية متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي الوقت ذاته التأكيد على ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل بما فيها إسرائيل منعا لازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.
ودعا إلى تبني الحوار أسلوباً ومنهجاً لتقارب الشعوب من أجل البناء، وبث روح التسامح والتآلف والتعايش السلمي ومناهضة التعصب والتمييز العنصري انطلاقاً من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف، مؤكدا أن الحوار البناء بين الحضارات يتحقق باحترام قيم الآخرين.. مشيرا إلى أن دولة قطر استضافت العديد من المؤتمرات التي تصب في صالح القضايا الإسلامية، ومن بينها مؤتمر حوار الأديان والحضارات؛ بغية تعزيز أواصر التعاون بين مختلف الشعوب على أساس الاحترام المتبادل والفهم المشترك.
أرسل تعليقك