استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مساء اليوم بفندق الريتز كارلتون عددا من كبار رجال الأعمال والسياسة والشخصيات الإعلامية والثقافية البارزة في المجتمع الألماني وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها سموه.
وتم خلال اللقاء تبادل الأحاديث والآراء في عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل.
وعقب ذلك حضر صاحب السمو أمير البلاد المفدى مأدبة العشاء التي أقيمت بهذه المناسبة حيث ألقى سموه كلمة ، أعرب فيها عن سعادته بلقاء النخبة الاقتصادية والثقافية والإعلامية في ألمانيا ، معبرا عن تقديره لحسن الاستقبال والأجواء الإيجابية التي سادت هذه الزيارة ، والتي من شأنها أن تساهم في توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين.
وأضاف سموه أن قطر تعلق أهمية كبيرة على العلاقات التي تربطها بجمهورية ألمانيا الاتحادية ، والتي توطدت في السنوات الأخيرة وخاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري بشكل واضح.
وأكد سمو الأمير سعيه لتعزيز العلاقات على صعيد التشاور السياسي وباقي الموضوعات التي تهم قطر مثل التعليم والصحة والثقافة والمجتمع ، وقال "نحن مدعوون إلى توطيد التعاون في هذه المجالات ونتطلع إلى التعاون مع ألمانيا في مجالات الطاقة البديلة".
وأوضح سموه أن دولة قطر تنشغل بجد ونشاط في تطبيق خطة التنمية الشاملة ، رؤية قطر الوطنية 2030 . وهي تشمل تطوير المجالات كافة ، بما فيها تنويع مصادر الدخل وإرساء البنى التحتية، وتندرج من ضمنها استعداداتنا لاستضافة مباريات كأس العالم للعام 2022 ، كأول دولة عربية وشرق أوسطية تستضيف هذه الألعاب.
وأكد سمو الأمير المفدى أن دولة قطر منذ نشأتها وستظل داعية للسلام ، وداعمة للتنمية .. وهي تخصص جزءا من ميزانيتها لدعم جهود التنمية التي استفادت منها 110 دول في العالم حتى الآن .. "وقد أسسنا تقليدا في التوسط في حل النزاعات الإقليمية والدولية التي يقوم على إيماننا بالطرق السلمية الاستباقية بدل الحرب الاستباقية".
وأضاف سموه أن هذا لا يمنعنا من اتخاذ مواقف ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل آخر قضية استعمارية في العالم ، وضد العدوان على غزة وقتل المدنيين بالجملة بالقصف من الجو بعد حصار جائر وغير مفهوم مستمر منذ سنوات طويلة" ، مشددا على أن قطر اتخذت مواقف مؤيدة لحق الشعوب العربية بالحرية والكرامة "ولم نشعر أن من حقنا التدخل لفرض نظام حكم على الآخرين .. ونحن ننصح بالإصلاح والتحول التدريجي وليس بالثورة".
وتابع سموه أن دولة قطر عبرت عن موقف واضح حين انتقلت أنظمة حكم محددة إلى ارتكاب مذابح حقيقية ، كما جرى في سورية التي بدأت ثورتها سلمية بعد أن انسدت طرق الإصلاح .." لقد حذرنا منذ سنوات مما يمكن أن يتدهور إليه الوضع في سورية إذا لم يضع المجتمع الدولي خطوطا حمراء واضحة".
وبين سموه أن دولة قطر جزء من الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب أيضا ، مشيرا إلى أن الإرهاب عدو الشعوب التي ينشأ في كنفها ، وعدو الدين والمدنية في الوقت ذاته ولابد من محاربته دون هوادة .
وعبر عن ايمانه بالجيل العربي الشاب الذي أراد التغيير بصدق ، وعبر عن إرادته بطرق حضارية وسلمية ، لافتا إلى أن هذا الجيل ما زال موجودا وكذلك آماله وتطلعاته ، فالاستبداد والفساد والإرهاب لا يقدمون إجابات على تساؤلاته ومطالبه العادلة .
وأكد أن دولة قطر تؤمن بحتمية توفير العيش الكريم للناس في مجتمع آمن يدعم النمو والحداثة والتسامح ، وبأن مستقبل العالم العربي يكمن في النمو والتنمية البشرية ، التي هي أساس ضمان عيش كريم للإنسان وحمايته من التأثيرات الاجتماعية السلبية والمتطرفة .. "ونحن نرحب بالشراكة مع ألمانيا في هذه الجهود".
أرسل تعليقك