عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان
آخر تحديث GMT14:44:24
 عمان اليوم -

عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان

مواجهة بين متظاهرين والشرطة
بيروت - العرب اليوم

تبدي الحكومة اللبنانية عجزا كاملا عن حل ازمة النفايات المستمرة منذ اكثر من شهر على الرغم من تصعيد ناشطي المجتمع المدني تحركهم الاحتجاجي ضد الشلل الحكومي والفساد.
ودخل عشرات الناشطين الثلاثاء الى مقر وزارة البيئة في وسط بيروت واعتصموا داخلها لمدة ثماني ساعات مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، متهمين اياه بالفشل في التعامل مع ازمة النفايات. واخرجتهم القوى الامنية بالقوة.

وبدأ الناشطون منذ حوالى الشهر سلسلة تحركات احتجاجية بينها تظاهرات حشدت للمرة الاولى في تاريخ لبنان الاف الاشخاص لدوافع مطلبية، معبرين عن استياء جماعي من شلل المؤسسات العامة وفساد السياسيين والعجز عن معالجة مطالب حياتية اساسية ابرزها جمع النفايات المكدسة في الشوارع وتنظيم التيار الكهربائي وغيرها من الخدمات.

ولم يتمكن مجلس النواب اللبناني الاربعاء للمرة الثامنة والعشرين من انتخاب رئيس للجمهورية، فيما المنصب شاغر منذ ايار/مايو 2014، ما يشكل دليلا اضافيا على الشلل والانقسام السياسي في البلد حول كل القضايا من اصغرها الى اكبرها. وارجئت الجلسة التي لم يكتمل نصابها القانوني الى 30 ايلول/سبتمبر.
وعبر الناشطون الذين اعتصموا الثلاثاء في اروقة وزارة البيئة والمنتمون بغالبيتهم الى حملة "طلعت ريحتكم"، عن تصميمهم على المضي قدما في تحركاتهم.

وقال احد اركان الحملة اسعد ذبيان لوكالة فرانس برس "كل الخيارات مفتوحة"، مضيفا انه سيتم الاعلان مساء عن "مبادرات جديدة"، و"سندعو كل المناطق اللبنانية الى الاستنفار والتحرك".
وبدأت حملة اخرى بعنوان "بدنا نحاسب" تجمعا الساعة 18،00 من مساء اليوم (15,00 ت غ) في ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة "للتأكيد على رفض قمع السلطة وتجديد المطالبة بمحاسبة الطبقة السياسية"، بحسب بيان صادر عنها.

وقال ذبيان من جهته ان "الحكومة مصرة على تجاهل مطالب اللبنانيين"، مضيفا ان "المسؤولين في حالة افلاس سياسي، وهم عاجزون عن اتخاذ اي قرار".
واشار الى ان احتلال الوزارة "سجل نقطة تصعيدية في التحرك"، ولو ان الوزير لم يتجاوب مع الدعوات الى الاستقالة.

وبدأ حراك المجتمع المدني بعد ان غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق اخرى في ازمة نتجت عن اقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وعن انتهاء عقد شركة مكلفة جمع النفايات من دون التوصل الى ابرام عقد جديد.

ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى في اماكن عشوائية من دون معالجة وفي شروط تفتقر الى ادنى معايير السلامة الصحية. ولم تتوصل الحكومة الى حل للازمة بسبب انقسام السياسيين، وسط تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وارباح من اي عقود مستقبلية.

واضيفت ازمة النفايات الى الازمة السياسية الناجمة عن شغور في موقع رئاسة الجمهورية، وعن توترات امنية متقطعة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، ما اعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته للمرة الثانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 حتى حزيران/يونيو2017.

وقالت مهى يحيَ من مركز كارنيغي للابحاث في الشرق الاوسط لوكالة فرانس برس "الامر لا يتعلق بالنفايات فحسب، بل بالادارة"، مشيرة الى ان السياسيين "يتعاملون مع البلد كأنه شركتهم الخاصة حيث يتقاسمون الارباح في ما بينهم".

واضافت "في مسألة النفايات، الناس يتوقعون نتائج في اسرع وقت. هناك خطوات يمكن للحكومة القيام بها ستجد صدى في الشارع. الا انهم لا يريدون مواجهة الوقائع بان التحرك عفوي ناتج عن عدم قدرة الناس على التحمل بعد الآن".
ويطالب المتظاهرون بحل دائم لمشكلة النفايات. كما يطالبون باجراء انتخابات نيابية، وبمحاسبة المسؤولين عن استخدام العنف مع المتظاهرين.

وعقد وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا اقر فيه بحصول "افراط في استخدام القوة" في تظاهرة حصلت في 22 آب/اغسطس، مشيرا الى "احالة ضابطين الى المجلس التاديبي وانزال عقوبة مسلكية بستة عسكريين" نتيجة ذلك.
الا انه جدد التاكيد على ان "اي اعتداء على مؤسسة عامة سيتم حسمه من اللحظة الاولى (...) وبالقوة اذا لم يستجب المعتصمون".

بدورها، قالت الناشطة نعمت بدرالدين ان "المرافق العامة هي ملك الشعب اللبناني".
واضافت ان "الشعب اللبناني اكثر حرصا على هذه المرافق (من الحكومة.) سننزل ونكون حريصين. الغضب الذي راه وزير الداخلية نهاد مشنوق لم يبدا بعد. الوزير هو المسؤول ويجب محاسبته".

ويرى خبراء ان على الناشطين ان يحصروا مطالبهم من اجل حصد نتيجة.
وقالت سحر الاطرش من "مجموعة الازمات الدولية" (انترناشونال كرايزيس غروب) "لا شك ان هذه التظاهرات تضع ضغطا حقيقيا على الحكومة".
واضافت "في مواجهة حكومة تقود المؤسسات من شلل الى آخر"، كسر التحرك "الخمول السائد داخل المجتمع اللبناني".

الا انها اشارت الى ان المطالبة باستقالة وزير قد تثير انقساما بين المحتجين "ولن تحل اي مشكلة".
واستغرق تشكيل الحكومة الحالية تسعة اشهر بسبب عمق الانقسامات بين الاطراف اللبنانيين، وهي تضم ممثلين عن مجمل الاطراف، وشكلت بتوازن دقيق بين هذه الاطياف.

وعبرت الاطرش عن املها "في ان تحصل تعبئة هادفة وواقعية للمطالبة بحل لازمة النفايات (...)، لان الحركة قد تخسر من اندفاعتها اذا لم تحقق اهدافا ملموسة في المدى القريب".

المصدر أ.ف.ب

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
 عمان اليوم - المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 16:54 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab