طرابلس ـ العرب اليوم
أحيت منفذية الشوف في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ذكرى غياب مؤسس الحزب وزعيمه أنطون سعادة، الذي يصادف في 8 آذار، بمهرجان حاشد أقيم في قاعة "مجمع الشوف السياحي" في بعقلين، حضره: ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون و"التيار الوطني الحر" غسان عطالله، رئيسة "حزب الديمقراطيين الأحرار" ترايسي شمعون، بسام حلاوي ممثلا "الحزب الديموقراطي اللبناني"، أحمد الحاج ممثلا حركة "أمل"، يونس بركات ممثلا "حزب الله"، غازي عويدات ممثلا "المؤتمر الشعبي اللبناني"، صلاح قاسم ممثلا "التنظيم الشعبي الناصري"، حسام الحجار عن "حزب الاتحاد"، جمال رمضان عن "الحزب العربي الديموقراطي"، اضافة إلى ممثلين عن منظمة "الحزب الشيوعي اللبناني"، "حزب البعث العربي الاشتراكي"، وكالة داخلية الشوف في "الحزب التقدمي الاشتراكي"، مؤسسة العرفان التوحيدية، مؤسسة الشيخ أبو حسن عارف حلاوي، كما حضر عدد من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية في الشوف.
وحضر من الحزب القومي: رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، رئيس مجلس العمد نائب الرئيس توفيق مهنا، عميد الاقتصاد الأمين فارس سعد، عضوا المكتب السياسي زهير فياض وغسان حسن، المندوب السياسي في الجبل حسام العسراوي، منفذ عام الشوف نسيب أبو ضرغم وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من أعضاء المجلس القومي وحشد من القوميين الاجتماعيين والمواطنين.
افتتح المهرجان بالنشيد الوطني ونشيد الحزب القومي، ثم ألقى ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية الشوف حسام أبو ذياب كلمة رحب في مستهلها بالحضور، وتحدث عن معاني الذكرى "باعتبارها ذكرى الفداء القومي في زمن نحن أحوج ما نكون فيه الى معاني الثامن من تموز في ظل أخطر هجمة تتعرض لها أمتنا وتحمل عناوين مختلفة ومتعددة".
وبعد عرض فيلم من وحي الذكرى، ألقت الطالبة سحر أبو ذياب كلمة الطلبة القوميين الاجتماعيين في منفذية الشوف، تطرقت فيها الى دور الطلبة "في حركة النضال القومي الاجتماعي باعتبارهم نقطة ارتكاز في العمل القومي الاجتماعي".
وبعد قصائد من وحي المناسبة ألقاها عضو المجلس القومي سعيد أبو وادي، ألقى منفذ عام الشوف الدكتور نسيب أبو ضرغم، كلمة أكد فيها على "معاني الثامن من تموز وعلى رمزيتها في تاريخ أمتنا القديم والحديث". ورأى أن "المؤامرة الدولية- الصهيونية الكبرى التي قتلت سعادة، هي نفسها تطل برأسها اليوم تحت عناوين مختلفة بهدف تفتيت الأمة وتقسيمها من جديد، عن طريق إثارة العصبيات الطائفية والمذهبية المدمرة لوحدة المجتمع ولعمق نسيجه الشعبي الواحد، معتبرا أن "ما يحدث في العراق والشام ولبنان ليس إلا حلقات في سياق هذه المؤامرة المرسومة لضرب وحدتنا وسلمنا الأهلي والمجتمعي".
ودعا "كل القوى السياسية في الجبل، إلى التلاقي والحوار والتفاعل الإيجابي، لأن الخطر الإرهابي والتكفيري داهم وهو يطال الجميع، والمرحلة تقتضي التعاون وتضافر كل الجهود لتخطي أخطارها وتحدياتها التي تلوح في الأفق". كما دعا "القوميين الاجتماعيين إلى اليقظة ومد جسور التفاعل مع كل أبناء المجتمع، لنشكل جميعا صمام أمان للسلم الأهلي في مجتمعنا وأمتنا".
مهنا
وألقى توفيق مهنا كلمة مركز الحزب، وقال فيها: "نلتقي اليوم في بعقلين لنحيي ذكرى الثامن من تموز، ذكرى استشهاد الزعيم أنطون سعادة، ولنستعيد معا المعاني العميقة لهذه الذكرى التي تسكن عقولنا والوجدان، وفي الوقت ذاته لنجدد العهد، عهد الوفاء لصاحب الذكرى أننا سنبقى أوفياء لرسالته، لخطه، لفكره، لعقيدته التي تمثل عقيدة الحياة لأمة اعتقد أعداؤها أنها انقرضت. ولنستعيد معه القيم النبيلة السامية، والمفاهيم التموزية الخالدة في تراث أمتنا، مفاهيم الفداء القومي من أجل عزة وفلاح وحياة هذه الأمة وهذا المجتمع القومي الوحدوي".
أضاف: في الثامن من تموز قتلوك يا سعاده جسدا، ولكنهم عجزوا ويعجزون عن قتل الفكر، وعن قتل التعبير، فهل تستطيع سلطة ظالمة مستبدة في هذا العالم أن تقتل روح التغيير وإرادة التعبير عن روح الأمة وعن توقها إلى التحرر والاستقلال والوحدة والنهوض؟
في الثامن من تموز قتلوك بعد أن خافوك. وخافوا على سلطانهم الباهت من السقوط تحت أقدام أبناء الحياة الذين آمنوا بفكرك ومبادئك المحيية للإنسان والمجتمع.
قتلوك يا سعادة لأنهم أرادوا وبمؤامرة مركبة خارجية صهيونية- يهودية رجعية محلية أن يقضوا على إرادة الحياة والنهوض في طريق بناء المجتمع الواحد، والدولة القومية الواحدة الوحدوية الحاضنة لمواطنيها على قاعدة المواطنة والمساواة والهوية القومية الواحدة الجامعة لكل أبناء الوطن".
وتابع: "نلتقي اليوم في قلب هذا الجبل الأبي لنعلن أننا ماضون على خطى الثامن من تموز، حيث يخوض القوميون الاجتماعيون إلى جانب كل القوى الحية في هذا المجتمع وإلى جانب كل الشرفاء، معركة المصير القومي على كل الجبهات من العراق إلى فلسطين، من مواجهة الخطر الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين والجولان وجنوب لبنان إلى العراق مرورا بالشام، حيث نحن جزء لا يتجزأ من هذه المعركة القومية الكبرى دفاعا عن الدولة المدنية القومية، ودفاعا عن العمق القومي الذي شكل على الدوام مظلة لكل قوى المقاومة على مدى أمتنا، وعلى مدى الهلال السوري الخصيب بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد. أجل، نحن منخرطون في هذه المعركة على كل الجبهات دفاعا عن الهوية والوجود في هذا الزمن الداعشي الصعب.
نخوض هذه المعركة على قاعدة الوضوح في الرؤيا والأهداف والمضامين الصراعية، حيث أنها معركة حياة أو موت".
وخاطب مهنا من أسماهم "أرباب النظام الطائفي في لبنان"، متسائلا عن "إنجازات هذا النظام ونتاجه على مدى أكثر من نصف قرن"، ومحملا "هذه الطبقة السياسية مسؤولية الكوارث والمآسي التي نعيشها اليوم وعلى كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية".
وتابع سائلا: "ماذا جلب لنا هذا النظام الطائفي البائس في لبنان إلا الويلات، حيث الفراغ على مستوى المؤسسات وحيث سياسة النأي بالنفس، هذه السياسة الخرقاء البلهاء التي لا ترى الخطر الآتي من خلال الهجمة على بلادنا تحت مسميات داعش وغيرها، سلطة قاصرة بدلا من أن تمد جسور التعاون والتواصل مع دول المحيط القومي وعلى رأسها سوريا، لمعالجة القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما المسائل المتعلقة بالنازحين، بدلا من المتاجرة الرخيصة بهذه المأساة الإنسانية المستمرة نتيجة الأحداث في سوريا، فإذا بها تدفن رأسها في الرمال تحت مسمى "النأي بالنفس" وتخضع للإملاءات الأجنبية في عدمية قاتلة للإرادة الوطنية والمفاهيم الحقيقة للسيادة والاستقلال".
وأردف بالقول: "إنه النظام الفاسد المعطل غير القابل للإصلاح، وها ثمرته دولة فاشلة، يملأ الفراغ مؤسساتها، دولة مفلسة إلا من النهابين والمافيات والاحتكارات، يسرقون قوت الشعب ويدفعون ثمن سياساتهم ومصالحهم للفقراء والمتعبين والموظفين وذوي الدخل المحدود، انه النظام الطائفي الذي يقتل اللبنانيين ويدفعهم دفعا إلى الفتنة أو الهجرة والاغتراب قسرا.
نظام مفلس لم يبن دولة المؤسسات والإنتاج. وها موظفو القطاع العام يستشعرون خطر انقطاع الرواتب، وها واقع الكهرباء والماء حيث نتغنى بالثروة المائية، ولكن العطش يقتحم كل بيت ومنزل.
ها واقع الجامعة اللبنانية التي أردناها جامعة وطنية تضم طلاب لبنان لتصنع هوية وطنية، تئن من المحسوبيات والزبائنية السياسية.
هذا نظام غير صالح، والمحاولات الجارية لإصلاحه التي تعتمد القواعد نفسها لا تخرج عن دائرة تجميل وجه هذا النظام القبيح".
ورأى ان "نتاج هذه الأنظمة السياسية التي حكمت بلادنا هي "الداعشية"، هذه الظاهرة الإرهابية التكفيرية التي سنعمل بكل ما أوتينا من قوة وإرادة وفعل على دحرها وإسقاطها لتحيا أمتنا عزيزة حرة كريمة موحدة تحت راية العز القومي، والمصير القومي الواحد".
وقال: "يتحدثون اليوم بمنطق إذكاء العصبيات الجزئية المدمرة، فتارة يحكى عن هلال شيعي هنا، وتارة أخرى عن هلال سني هناك، أما نحن فنقول لا هلال شيعيا، ولا هلال سنيا في بلادنا، بل هلال سوري خصيب ممتد من بلاد الرافدين إلى بلاد الشام وحتى فلسطين، ونحن مصممون على أن نسقط بالنضال والإرادة والعزيمة كل هذه العصبيات الجزئية لتحيا الأخوة القومية، ولنعيد إحياء مضامين الانتماء الحقيقي إلى الأمة في واقعها التاريخي والجغرافي والحضاري".
وختم مهنا كلمته ب"تجديد العهد لشعبنا: اننا سنبقى أوفياء لقضاياه الوطنية والقومية الكبرى"، كما عاهد صاحب الذكرى "أننا لن نحيد عن خط العمل من أجل الوحدة والتكامل الاقتصادي والسياسي والأمني على مدى كل كياناتنا السياسية، وصولا إلى تحقيق الوحدة القومية الناجزة".
وفي ختام المهرجان، تم توزيع أوسمة "الواجب والصداقة" على عدد من المحازبين والمناصرين وأصدقاء الحزب.
المصدر: ننا
أرسل تعليقك