الدوحة_ قنا
فاز مبنى كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بجائزة مهرجان الفن المعماري العالمي، وهو حدث دولي كبير أقيم بدولة سنغافورة، ويحتفي بالإنجازات المعمارية المميزة، وذلك بحضور نحو 2000 مهندس معماري في أكثر من 60 دولة.
وجميع المباني التي فازت في الفئات المختلفة قد تأهلت أيضاً للفوز بجائزة أفضل مبنى لعام 2015، وقد حصل مبنى مؤسسة قطر على تقدير عال من لجنة الحكام. ويعتبر مبنى كلية الدراسات الإسلامية في قطر، الذي افتتح رسمياً في شهر مارس من العام الجاري، واحداً من 338 مشروعاً من 46 دولة تأهلت للائحة النهائية في فئات عدة. كما أنه واحد من 3 مشاريع تم اختيارها من دولة قطر، ومن بين عشرة تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي.
وخلال عملية التأهل، طُلب من لجنة التحكيم اختيار مشاريع تجمع ما بين التصميم النوعي، والابتكار، والتفكير المبدع، والتعبير الفريد، فضلاً عن الإسهام الفاعل في مجال الهندسة المعمارية. وهدفت مؤسسة قطر من خلال هذا المبنى إلى إحياء منظومة "المدرسة" في المعمار الإسلامي القديم، حيث تجتمع العبادة والتعليم في مكان واحد، ومن هذا المنطلق تم إنشاء مبنى واحد لجامع المدينة التعليمية وكلية الدراسات الإسلامية في قطر، عضو جامعة حمد بن خليفة.
وعلى الرغم من حداثة اللغة المعمارية لهذا المبنى، الذي فاز بفئة "المباني المكتملة –الاستخدام الديني"، إلا أنه مستند على قيم و مبادئ المعمار الاسلامي التقليدي، إضافة إلى عناصر عديدة ترمز للإسلام حضارة و جمالاً .
ويستند الجامع على سبيل المثال على خمسة أعمدة ضخمة تمثل أركان الإسلام، ويحمل كل عمود منها آية من آيات القرآن الكريم ترمز للركن نفسه. ويعكس هذا المبنى التزام مؤسسة قطر الراسخ بالفرادة والابتكار، في إطار سعيها نحو تحقيق رسالتها الرامية إلى بناء مجتمع متطوّر فخور بتقاليده العربية والإسلامية، إلى جانب الحفاظ على التراث القطري والهوية الوطنية.
كما يعتبر مبنى كلية الدراسات الإسلامية في قطر منشأة فريدة من نوعها، تتخللها الإضاءة الطبيعية من كل مكان، وتنضح جدرانها باللون الأبيض، لتعكس مشاعر النقاء والسكينة. كما يتميز المبنى بوجود أربعة أنهار تمر في داخله ومن حوله، وترمز إلى أنهار الجنة الواردة في القرآن الكريم. ويتمتع المبنى بكافة المرافق الحديثة التي تراعي أرقى المعايير، فضلاً عن كونه تحفة فنية تجسّد جمال الديانة الإسلامية ووسطيتها. وحول المشروع الفائز، علّقت أمينة أحمدي، مديرة الشؤون الفنية في إدارة المشاريع الرئيسية في مؤسسة قطر، قائلة: "يوضح هذا المبنى أن قيم العمارة الإسلامية ثابتة لكن ترجمتها في إطار ملموس يمكن أن تتم في قوالب متعددة، حيث يمنح المبنى فرصة اكتشاف لجماليات مختلفة، وتعبير عن التواصل مع الذات والبيئة المحيطة في الوقت ذاته، والفوز بهذه الجائزة هو تقدير للابتكار في مساحات التعليم والعبادة".
وأضافت الأحمدي "هذا إنجاز عظيم لمؤسسة قطر ولدولة قطر بأسرها، ونحن نفخر بهذه الفرصة لتسليط الضوء على هذا المعلم القطري البارز في محفل عالمي، وعلى جهود مؤسسة قطر في بناء مجتمع يحتفي بالثقافة القطرية ويسمح للعالم بالانفتاح على القيم الإسلامية". ولتسليط المزيد من الضوء على هذا المعلم، ومباني مؤسسة قطر الفريدة الأخرى، تنظم المؤسسة مؤتمرا في 27 و 28 من الشهر الجاري تحت عنوان "لمحات من المدينة التعليمية" حيث تتم استضافة عدد من المعماريين والمفكرين العالميين المرموقين للحديث عن العمارة والتعليم.