مسلسل صرخة روح

على الرغم من اقتراب الأدوار النهائية في المونديال والتي عادة تجذب جميع المتابعين، إلا أن الأحاديث حالياً لدى السوريين تدور عن أحداث المسلسلات والمقارنة بينها ومتابعة وإهمال البعض منها.
الواقع الفني الدرامي فرض نفسه في منازل السوريين وشد المتابعين إليه شكل تعدد مسلسلات البيئة الشامية التي يتم عرضها في رمضان على القنوات الفضائية "المنقذ" بالنسبة للكثير من الزوجات السوريات، واعتبرت ربة المنزل تغريد محمد إن المسلسلات برمضان أنقذتها من هوس زوجها بالمباريات ومتابعتها إضافة إلى متابعة التحليلات والأخبار الرياضية لمعرفة المستجدات كافة.
وتقول ضاحكة إن "رمضان جلب لي السلام التلفزيوني إلى جانب السلام الروحي ... لم أعد مضطرة إلى مشاهدة مباريات لا أفقه بها شيء، أما المسلسلات فيمكن متابعتها حتى لو اختلفت الذائقة تجاهها".
وعلى الرغم من تعدد مسلسلات البيئة الشامية التي يتم عرضها في رمضان الحالي على القنوات الفضائية، فإن مسلسل "باب الحارة" بجزئه السادس يلقى متابعة واهتماما واضحين في الشارع السوري برغم اختلافات الآراء حوله، حيث يعتبر غياث الحبوش أن جرعة "الفانتازيا" التي يتضمنها المسلسل أكثر بكثير من مواصفات البيئة الشامية "الدمشقية" ، من حيث الأحداث والحبكة والمغالاة في أداء الشخصيات.
لكن رغم ذلك فإن والدته ما تزال من أشد المتابعين للمسلسل، وكانت بانتظاره على أحر من الجمر قبل رمضان، ولدى سؤالها عن ذلك، تقول بعفوية "نريد أن نعرف كيف سيرجع أبو عصام".
المسلسلات الاجتماعية المعاصرة، كان لها بصمة واضحة، فقد حظي مسلسل "قلم حمرة" بانتقادات إيجابية حتى الآن، بيد أن الانتقاد السلبي الوحيد، وفقاً لرهام، هو عرضه على قناة واحدة فقط كونها المنتجة له وهو للكاتبة السورية الشهيرة يم مشهدي والتي غالبت تتحدث فيه عن تجربتها كأنثى وتجارب نسائية جريئة خارج المألوف في المجتمعات العربية من تجاوز الممنوعات والتمرد على التقاليد.
وتضيف رهام :"أما مسلسلات صرخة روح وخواتم و/لو/، فقد طالهم نقد لاذع، من ناحية الترويج لأخلاق وعادات غير مقبولة اجتماعياً، كالخيانة والخروج عن العادات والتقاليد، رغم جرأتهم الواضحة، لاسيما مسلسل /لو/ مع أداء فني عالي من قبل فريق التمثيل حتى الآن".
الكوميديا
الكوميديا كان لها نصيب من المتابعة، لا سميا النقدية منها، حيث حظيت لوحات بقعة ضوء بمتابعة جيدة نسبياً، رغم أن مشاهدين أخذوا عليها محاولة تعليب الأزمة وجعلها سلعة يستفاد منها في كادر اللوحة، بما أنها ليست من أساسها.
مع ذلك فإن الواقع الفني الدرامي فرض نفسه في منازل السوريين وشد المتابعين إليه، رغم ظروف الحرب القاسية التي تعانيها البلاد منذ أكثر من 3 سنوات، ما جعله متنفسا للكثير من السوريين الذين سئموا الموت ويتطلعون للحياة.