بيروت -عمان اليوم
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في المؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة بمشاركة عدد من الرؤساء والحكومات، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وقال الرئيس، في نص كلمته: "بداية أتوجه بالشكر لصديقي العزيز فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، على المبادرة لدعوته لعقد هذا الاجتماع الذي يكتسب أهمية بالغة في ظل الظرف العصيب الذي يواجه الشقيقة لبنان، الذي جاء ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الأزمات المتتالية التي أحاطت بالشعب اللبناني الشقيق من مختلف الجوانب، ولعل في اجتماعنا اليوم ما يخفّف قدر من العبء الذي أثقل كاهل لبنان، وليبعث برسالة دعم قوية وواضحة للشعب اللبناني، وهو في أمس الحاجة إليها في هذا الوقت الدقيق الذي يمر به".
وأضاف: "إنني على يقين كامل من حرص الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان على بذل ما تستطيع للحفاظ على أمن واستقرار لبنان الشقيق ومساعدته للنهوض، ليعود مزدهرًا كما كان، ولقد تابعت مصر والعالم بأثره- بمزيد من الحزن والألم، في 4 من أغسطس- مشاهد الدمار الذي وقع في مرفأ بيروت، وعلى أثر هذا الحادث الأليم الذي أوقع العديد من الضحايا والمفقودين والمصابين شرعت مصر، شعبًا وحكومة، في تقديم يد العون للشعب اللبناني عبر جسر جوي محمل بمواد إغاثية والأطقم والمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدته على تداعيات الحادث".
وتابع: "كما فتح المستشفى العسكري المصري بلبنان أبوابه لتقديم الخدمات الطبية العاجلة يدًا بيد وكتف بكتف مع أبناء الشعب اللبناني الشقيق، ومن هنا فإن مصر تؤكد مجددًا على دعمها وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، وتعرب عن استعدادها التام لتقديم جميع أشكال الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة في هذا الصدد، إلى جانب تسخير إمكانياتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في إعادة إعمار المناطق المتضررة، خاصة من خلال إيفاد مهندسين وفنيين في مجالات إعادة تأهيل البنية التحتية وإصلاح محطات الكهرباء، كما تدعو مصر لإطلاق جهد دولي لإعانة ومساعدة الشعب اللبناني في تجاوز الآثار المدمرة للحادث وإعادة إعمار ما تعرض للهدم".
وتابع: "السيدات والسادة لا يخفى عليكم أن الظرف الاستثنائي الصعب الذي يواجه العالم جراء جائحة كورونا قد ألقى بأعبائه الثقيلة على كاهل العديد من الدول، خاصة تلك الدول التي تواجه تحديات اقتصادية كبيرة من الأساس ومنها لبنان الشقيق، الذي أضحى الآن وبعد هذا الحادث الأليم في موقف بالغ الصعوبة والتعقيد بفعل تلك العوامل مجتمعة، وهو ما يجعل تقديم الدعم الدولي للشعب اللبناني أمرًا حتميًا وعاجلًا لإعانته على الصمود أمام هذا التحدي الكبير، فضلًا عن دور المجتمع الدولي بتنحية الخلافات السياسية وعدم السماح باستمرار استخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الإقليمية مع مراعاة الحفاظ على السيادة اللبنانية".
واستطرد: "إنني أناشد الوطنيين المخلصين في لبنان على اختلاف مواقعهم النأي بوطنهم عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية اللبنانية وتلبية تطلعات الشعب اللبناني عبر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحتمية التي لا مجال لتأجيلها، بما يؤهل لبنان للحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية والدعم الدولي وفقا لقرارات مؤتمر سيدر لعام 2018، والأمر الذي سينعكس إيحابا على مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء".