بكين - العرب اليوم
دافع محافظ بنك الشعب الصينى، (البنك المركزى)، تشو شياو تشوان، عن الإرشادات السياسية الصينية للاستثمارات الخارجية، قائلا، إن "تلك الخطوة ضرورية لكبح أى تحرك يتسم بعدم العقلانية فى أى قطاع استثمارى".
وقال تشو، فى مؤتمر صحفى عقده، اليوم، على هامش فعاليات افتتاح الدورة الجديدة للمجلس التشريعى الصينى، إن البلاد تشهد الآن تسارعا محموما فى الاستثمارات الخارجية بشكل أكبر مما ينبغى فى صناعات مثل الرياضة والترفيه التى تعود بفوائد قليلة للاقتصاد الصيني، ولا تجد ترحيبا كبيرا فى الخارج.
وتعهد ببذل الجهود لكبح هذا التيار، مجددا موقف الحكومة من دعم وتشجيع الأعمال لتعميق التعاون المشترك بين الصين والدول الأخرى، حيث تشير الاحصاءات الرسمية الى توسع الاستثمارات الخارجية المباشرة للصين خلال السنوات الأخيرة، وازدادت الاستثمارات الصينية الخارجية المباشرة غير المالية بنسبة 44.1% لتصل إلى 170 مليار دولار أمريكى خلال عام 2016.
ومن جانب اخر، وصف محافظ البنك المركزى ب"الظاهرة الطبيعية"، انخفاض احتياطى النقد الاجنبى للصين مسجلا أكثر قليلا من 3 تريليون دولار بحلول نهاية الشهر الماضى بعد ان كان يقارب الـ4 تريليونات دولار فى عام 2014، مضيفًا أنها وبالرغم من هذا الانخفاض إلا إنها لا تزال المالكة لأكبر مخزون احتياطى للنقد الاجنبى فى العالم.
ووفقا لوكالة الانباء الصينية الرسمية، أكد تشو، أن العملة الصينية ستكون مستقرة "تلقائيا" هذا العام بفضل الاقتصاد الثابت وثقة العالم بآفاق النمو فى البلاد. وقال المحافظ، إنه لن تكون هناك تغيرات كبيرة فى سياسات البنك المركزى فى عام 2017 حيث سيكون التركيز بشكل اكبر على تنفيذ السياسات والمراقبة. مشيرا إلى أن عدم القدرة على التنبؤ فى سوق صرف العملات عائد إلى حالة عدم اليقين فى الداخل والخارج، لافتا إلى أن التقلبات ستكون طبيعية.
وأضاف ان الصين تنفذ سياسة نقدية حكيمة ومحايدة، داعيا الى عدم الإفراط فى تفسير كل عملية سوق مفتوحة وتغيرات الأسعار فى هذه العمليات. وتابع:"إننا نستخدم أدوات السياسة النقدية التى نملكها لإرشاد أسعار السوق والتوقعات"، مؤكدا أن السيولة النقدية الزائدة ستكون مضرة للاقتصاد.
وقال إنه إذا مالت السياسة النقدية الحكيمة إلى الحيادية بشكل أكثر، فإن هذا سيكون فى صالح الإصلاح الهيكلى لجانب العرض. واكد محافظ البنك المركزى، أن الصين ستواصل فتح سوق السندات الخاص بها للمستثمرين الأجانب تدريجيا، وذلك تماشيا مع تدويل عملتها الوطنية اليوان "الرنمينبى".
وذكر أن سوق السندات الصينية دائما ما كانت مفتوحة للمستثمرين الأجانب، مشيرا الى ان التقدم المحرز فى تدويل الرنمينبى فى العام الماضى عززت من اهتمام المستثمرين الأجانب بشكل خاص.
بدوره، قال بان قونج شنج، نائب محافظ بنك الشعب الصينى، حتى الآن، يوجد نحو 400 مستثمر من المؤسسات الخارجية التى تملك سندات بقيمة أكثر من 800 مليار يوان (حوالى 115.74 مليار دولار أمريكي) فى السوق الصينية، وهى مدعومة بسياسات البنك المركزى.
وأضاف أن الرقم يمثل زيادة بأكثر من 100 فى عدد المستثمرين ونحو 150 مليار يوان فى حجم الاستثمار عن العام الأسبق. وأردف أن الحكومات والمؤسسات والشركات الأجنبية أصدرت أكثر من 60 مليار يوان من السندات، أو "سندات الباندا" فى الصين حتى نهاية العام الماضى.