دمشق - العرب اليوم
حذرت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، غير الحكومية العاملة فى المجال الطبى والإنسانى، من أنه فى الوقت الذى يتكثف فيه القتال من أجل السيطرة على مدينة الرقة السورية، فإن على أهل الرقة من الفارين من العنف سواء من المدينة أو القرى المحيطة بها أن يقرروا ما إذا كانوا سيبقون تحت القصف العنيف أو يغادرون المدينة من خلال عبور الخطوط الأمامية وحقول الألغام.
وقال بوك ليندرس منسق الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود - فى تقرير للمنظمة صدر اليوم الأحد بجنيف "إنه على الأباء فى الرقة وحولها أن يتخذوا قرارا مستحيلا، فإما أن يبقوا فى الرقة ويخضعون أطفالهم لتقبل زيادة العنف والضربات الجوية أو يأخذون أبناءهم إلى خط المواجهة للهرب، بالرغم من أنهم سيحتاجون إلى عبور حقول الألغام، مشيرا إلى أنه من الممكن كذلك أن يجدوا أنفسهم وقد علقوا فى تبادل لإطلاق النار".
وأوضح أنه حتى فى حالة اتخاذ قرار المغادرة، فإن الهروب من الرقة (المعروفة بمعقل تنظيم داعش الإرهابي) يبقى محفوفا بالمخاطر، حيث يعاقب من يحاولون الفرار ولا يتمكنوا فى الأغلب من القيام بذلك إلا من خلال دفع رشاوى ضخمة.
ولفتت المنظمة إلى أن العديد من هؤلاء الفارين من الرقة يتوجهون شمالا بحثا عن الأمان باتجاه (عين عيسى، ومنبج، ومحمودلى، وتل أبيض)، وكل هذه المناطق داخل دائرة نصف قطرها 120 كيلومترا من المدينة، فيما يتوجه البعض الأخر إلى المنطقة الحدودية مع الأردن حيث لا توجد مساعدات إنسانية تقريبا.
وأوضح ت المنظمة أن بعض الذين غادروا الرقة خلال الأسابيع الأخيرة يقيمون فى مخيمات العبور، فى حين يعيش البعض الأخر فى ضواحى مدن منبج وتل أبيض، منوهة بأنها أقامت عيادات فى مخيمات النازحين، كما تعمل فى عدد من المستشفيات بمحافظة الرقة وحولها بما فى ذلك منبج وتل أبيض وعين العرب كوبانى، كما تقوم الفرق بتوفير الرعاية الطبية الطارئة للأشخاص الفارين من الرقة وأماكن أخرى، فضلا عن تطعيم الأطفال لحمايتهم من الأمراض التى من الممكن أن تتفشى نتيجة هذا الوضع الإنساني.
وعت أطباء بلا حدود جميع الأطراف المتحاربة إلى ضمان حماية المدنيين فى الرقة، وأن يكون الذين يفرون من المدينة قادرين على الوصول إلى مناطق أكثر أمنا دون تعريض حياتهم للخطر، كما دعت الدول المحيطة بسوريا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الى داخل سوريا.