فرار أهالي الموصل

 أعلنت السلطات العراقية أن 26 الف  شخص من سكان الجانب الغربى من مدينة الموصل فروا خلال الأيام العشرة الماضية من منازلهم، نتيجة المعارك الضارية بين القوات العراقية وتنظيم داعش.

وتشكل استعادة السيطرة على الجانب الغربى من الموصل، الذى يعد اخر اكبر معاقل تنظيم داعش فى العراق، نهاية التواجد الفعلى فى المدينة لما يسمى ب"الخلافة"، التى اعلنها زعيم التنظيم ابو بكر البغدادى من احد مساجد المدينة قبل أكثر من عامين.

ويدفع توغل القوات العراقية فى عمق الجانب الغربى إلى فرار أعداد كبيرة من المدنيين. وأعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقى جاسم محمد الجاف الأربعاء ، فرار 26 الف شخص من الجانب الغربى لمدينة الموصل، منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة هذا الجانب من قبضة تنظيم داعش قبل عشرة ايام.

وبدأت عملية استعادة الجانب الغربى من الموصل، الذى يعد اصغر مساحة من الجانب الشرقى لكنه اكثر اكتظاظا بالسكان، فى 19 فبراير، بعد الانتهاء من استعادة كامل الجانب الشرقى من المدينة. ويمثل هؤلاء جزءا صغيرا من حوالى 750 الفا يعيشون فى الجانب الغربى من الموصل، ويتوقع ان تتزايد اعدادهم بشكل كبير خلال الأيام والأسابيع القادمة.

وتقول كاثى بيكرى المديرة التنفيذية لمجموعة "ان واى سيه" الطبية التى تتولى تقديم الرعاية الطبية عبر عيادات متنقلة، أن رصاص القناصة يعد الأكثر خطرا فى المنطقة. وقالت فى تصريح لفرانس برس "نلاحظ وجود الكثير من المصابين بجروح بليغة برصاص قناصين". وأضافت ان "غالبية مرضانا مقاتلون، لكن المدنيين متضررون كذلك".

وتابعت "قبل يومين عالجنا عائلة من ام واب وولدهما وابنتهما"، مشيرة الى انهم كانوا "يحاولون الهرب من الموصل واستهدفوا برصاص قناصة ما أدى الى اصابة الطفلة البالغة خمس سنوات فى الحوض باصابة خطرة جدا". وذكر قائد بارز فى قوات مكافحة الإرهاب الأربعاء لفرانس برس ان القوات الامنية تواجه مقاومة "شرسة" فى القسم الجنوبى الغربى من الموصل.

وقال الفريق الركن عبد الغنى الأسدى قائد قوات مكافحة الارهاب فى معركة الموصل، لفرانس برس "ان منطقة (المأمون) مجمع شقق، تعتبر مهمة جدا للسيطرة على طريق بغداد والاحياء المحيطة بها". وأضاف أن "المقاومة عنيفة وشرسة لأنهم يدافعون عن هذا الخط، وهو فى تقديرنا الخط الرئيسى بالنسبة اليهم".

واصيبت منطقة المأمون باضرار كبيرة، فقد دمرت منازل كثيرة فيها والطرقات مليئة بالحفر بسبب انفجار الالغام بينما تراكم حطام السيارات فوق بعضه البعض. وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولى بقيادة واشنطن، من استعادة اغلب المناطق التى سيطر عليها الجهاديون (تمثل ثلث مساحة البلاد)، بعد هجومهم الشرس فى يونيو 2014.