الشارقة ـ العرب اليوم
يتلقى مستشفى الجامعة في الشارقة يوميًا عددًا كبيرًا من المرضى الذين يعانون من مشكلات في العضلات والعظام ناتجة عن التدريب الخاطئ.
وأكد استشاري جراحة المفاصل والعظام في مستشفى الجامعة في الشارقة الدكتور أحمد عبعوب، أنه "رغم تعدد مسببات الإصابات الرياضية، فإن الكثير من المرضى يمارسون الرياضة كوسيلة للاستجمام دون إشراف تدريبي ملائم، ومن أكثر إصابات مفصل الركبة، قطع وتمزق الغضاريف الهلالية، وتمزق الرباط الصليبي".
وأوضح الدكتور عبعوب أن "الثقافة السائدة في صالات الألعاب الرياضية تتمثل في تشجيع ممارسي الرياضة على بذل جهد شديد يفوق الحد، فالعديد من ممارسي الرياضة يتبعون شعار لا فائدة من التدريب ما لم تشعر بالألم"مبينًا أن المشكلة تكمن في بذل جهد كبير لبناء العضلات خلال فترة قصيرة.
وأضاف "من هنا يجب اختيار المدربين القادرين على إعداد جرعات تدريبات مناسبة واستخدام تقنيات ملائمة دون أي إفراط في التدريب"، موضحًا أن الإصابات الرياضية باتت مشكلة كبيرة، حيث يستقبل مستشفى الجامعة في الشارقة يوميًا نحو 20 مريضًا يعانون من هذه الإصابات.
وتستقبل وحدة جراحة العظام في المستشفى عددًا من المرضى المسنين الذين يعانون من مشكلات في الركبة، حيث يؤدي ضعف وتآكل الغضروف مع مرور الزمن إلى تمزقه واهترائه.
وبيّن الدكتور عبعوب، المتخصص في جراحة عظام الركبة والكتف بالمنظار، أن الكثير من المرضى من الأعمار المتوسطة يراجعون الطبيب فقط عندما تصل المشكلة إلى المرحلة النهائية، وعندها يكون الحل الوحيد تغليف الركبة التالفة باستخدام مفاصل حديثة.
وتميل النساء بشكل خاص إلى إهمال المشكلة لفترة طويلة، ما يؤدي إلى إطالة وقت الجراحة عند اللجوء إلى الحل الجراحي. فالركبة الاصطناعية تساعد في تحسين نوعية حياة المسنين.وكذلك تتعامل وحدة جراحة العظام في مستشفى الجامعة بالشارقة مع العديد من حالات كسر الورك، وهي من الإصابات الشائعة في مراحل متقدمة من العمر.
ويجب اتخاذ تدابير وقائية مبكرًا ومنها إجراء الفحص الدوري لنقص فيتامين "د"، أو مشاكل الغدة الدرقية، ولاكتشاف أي حالات هشاشة عظام، والتي تجعل العظام ضعيفة وأكثر عرضة للكسر. ويمكن حدوث هشاشة العظام لدى المرضى في كافة الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا لدى النساء المتقدمات في العمر. كما أن مناطق الوركين، والرسغ، والعمود الفقري هي أكثر عرضة للكسر.
وأشار الطبيب بأن نقص فيتامين "د" يمثل مشكلة عالمية، ولاسيما في هذه المنطقة، بسبب ميول الناس لتجب أشعة الشمس التي تُعتبر المصدر الطبيعي لفيتامين "د" الذي لا بد منه لأجل عظام قوية.
وينبغي فحص مستويات فيتامين "د" بشكل دوري كل ستة أشهر، في بداية من العشرينات من العمر، كما يجب على النساء فحص نقص الفيتامين بانتظام في منتصف العمر، حيث تجد العديد من النساء مع دخول مرحلة سن اليأس بأن الهرمونات الطبيعية لديهن لم تعد قادرة على حمايتهن، كما أن البدانة وزيادة الوزن لها تأثير على وظائف الركبة. لذلك يجب المحافظة على الوزن بحدوده الصحية لتفادي إصابات المفاصل.