القاهرة - محمد عبد الحميد
يعمل الاتّحاد الدولي للسيارات "فيا" على خطّة لاعتماد حدٍّ أدنى لوزن السائق في بطولة العالم للفورمولا واحد، بدءًا من 2019 لضمان عدم تأثّر السائقين الأثقل.
ويتمّ اعتماد وزنٍ أدنى للسائق ومقعده يُقدّر بـ80 كلغ، إذ يتضمّن ذلك أوزانًا إضافيّة محدّدة بشكل خاص لتتواجد أسفل المقعد، بينما سيزداد وزن السيارة والسائق بستّة كيلوغرامات ليُصبح 740 كلغ.
نتيجة لذلك يجب أن تزن السيارة 660 كلغ عند احتساب وزنها لوحدها.
وطفت الفكرة على السطح خلال الاجتماع السابق للمجموعة الاستراتيجيّة، وعلى إثر محادثات مجموعة العمل التقنيّة فقد تمّ إعلام المجموعة الاستراتيجيّة بالتقدّم الذي تمّ إحرازه في هذا الجانب خلال اجتماع هذا الأسبوع.
وعلى إثر المحادثات الإضافيّة التي سيتمّ خوضها في الاجتماع المقبل لمجموعة العمل التقنيّة، سيتمّ تقديم مقترح نهائي مفصّل للحصول على الموافقة النهائيّة.
وبات وزن السائق مسألة أساسيّة خلال حقبة محرّكات "في8" السابقة عندما كانت السيارات عند الحدّ الأقصى ما دفع الفرق لتشجيع سائقيها على خفض أوزانهم لتنجم عن ذلك مخاوف بشأن صحّتهم.
لكنّ تلك المشكلة باتت أقلّ حدّة مع بداية حقبة المحرّكات الهجينة، بالرغم من أنّ السائقين الأثقل وزنًا تواجدوا مرّة أخرى في موقع ضعف بالنظر إلى أنّ مجال تعديل الأوزان الإضافيّة على سياراتهم كان محدودًا أكثر.
وازدادت أوزان السيارات العام الماضي نتيجة الإطارات والهياكل الأعرض، نتيجة لذلك ارتفع الوزن الأدنى للسائق مع السيارة إلى 728 كلغ لموسم 2017.
وبإضافة تصميم الطوق في 2018 فإنّ الوزن الأدنى سيرتفع إلى 734 كلغ.
لكنّ الفرق اكتشفت أنّ وزن الطوق ونقاط تثبيته يصل إلى 15 كلغ، ما يعني أنّه في بعض الحالات ستتبخّر فرصة استخدامهم لأوزان إضافيّة متفرّقة على السيارة، بل هناك إمكانيّة لتجاوز السيارات مع السائقين الأطول والأثقل للحدّ الأدنى.
ومع حصول الفرق على المزيد من المعلومات بخصوص متطلّبات تثبيت الطوق فقد تمّ إعلام بعض السائقين في وقتٍ متأخّر من نهاية الموسم المنقضي بأنّ أوزان أجسامهم ستمثّل مشكلة مرّة أخرى ما أدّى إلى مخاوف بشأن صحّتهم ولياقتهم البدنيّة مجدّدًا.
وبشكل جوهري فإنّ حدّ الـ80 كلغ الجديد يعني أنّ سائقًا يزن 70 كلغ سيتطلّب 10 كلغ من "الوزن الإضافي للمقعد"، بينما يحتاج سائقٌ يزن 75 كلغ إلى 5 كلغ إلخ.. وتنصّ الخطّة على أن يتواجد الوزن الإضافيّ ضمن قالب المقعد الذي تنصّ عليه "فيا" مثلما يظهر من الأعلى.
ووافقت المجموعة الاستراتيجيّة على أنّ مستوى الـ80 كلغ يُعدّ حدًا واقعيًا بالنسبة إلى سائقي الفورمولا واحد الحاليّين، وأنّ أيّ سائق يزن أكثر من ذلك سيبقى على الأرجح في موقع ضعف.
وإلى جانب حلّ مشكلة الجانب الصحيّ ومقاربة مستوى الأداء بين السائقين الأثقل وزنًا مع بقيّة منافسيهم فإنّ هذه الخطوة تسهّل مهمّة المهندسين بالنظر إلى معرفتهم المسبقة بهدف الـ 660 كلغ بالنسبة لسيارات 2019 بصرف النظر عن وزن السائق مع المقعد.
ويُعدّ ذلك مفيدًا على وجه الخصوص في حال توجّه فريقٌ ما إلى الفترة الشتويّة من دون إتمام تشكيلة سائقيه، كما أنّ ذلك الهدف سيكون ذاته بالنسبة لكلا السائقين وهو ما لم يكن كذلك حتّى الآن.
وقال بادي لوي المدير التقني لفريق ويليامز بخصوص ذلك لموقعنا "موتورسبورت.كوم": "مثّل ذلك موضوعًا متداولًا على مدار عدّة أعوام في الحقيقة، ليس ذلك بالأمر الجديد".
وأضاف: "في حال عدت بضع سنين إلى الوراء فلم يكن وزن السائق مدرجًا في وزن السيارة على الإطلاق. لكن تمّ إدراجه مع وزن السيارة قرب منتصف التسعينات ليُصبح وزنًا إجمالياً".
وأردف: "لكن لا تزال هناك مشكلة حول إدارة الوزن مثلما يرى البعض بمن فيهم عددٌ كبيرٌ من السائقين، إذ إنّ ذلك قد يؤثّر عليهم شخصيًا في بعض الأحيان بشكلٍ كبير".
وتابع: "أعتقد بأنّ ذلك قد يؤدي إلى مشاكل صحيّة بالنسبة إلى السائقين الشبان على وجه الخصوص وذلك نتيجة هذا الدفع المتواصل لتخفيض الأوزان ما قد يوصلهم إلى مستويات غير صحيّة".
واختتم حديثه بالقول: "أعتقد بأنّ هذا المقترح سيكون جيّدًا للرياضة، وهو ما طالب به العديد من السائقين منذ عدّة أعوام، أي استبعاد عامل الوزن وفق حدٍ معقول".