الرياض - عمان اليوم
لم يكن الأهلي السعودي يستطيع تحقيق ما وصل إليه من البطولات والإنجازات، أو أن يطرق أبواب عصره الذهبي إلا بعدما حظي بشرف انضمام الأب الروحي للنادي الأمير عبد الله الفيصل، وكان ذلك بتاريخ 25/6/1369 هـ، ولا يذكر اسم النادي الأهلي إلا ويذكر اسم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز، منذ أن استقال سموه من عمله كوزير للداخلية، وهي الفترة التي عُرف فيها النادي الأهلي على ساحة البطولات، ولقد مثلت محبة الأمير عبد الله الفيصل للأهلي نموذجًا فريدًا ورفيعًا في العطاء، فقد وجد الأمير عبد الله نفسه بشكل إيجابي داخل هذا النادي الراقي الكبير ومع أعضائه وأبنائه، وكان يرى أَّن غرسه يثمر ودعمه يؤتي أكله، وأصبح النادي محببًا إلى نفسه لما وجده في أبنائه من العطاء والبذل والتضحية، ولما لمس فيهم من الالتفاف والوفاء والحب، وهو ما كان يبحث عنه، فكانوا أوفياء معه بما آل إليه مصير النادي على كافة الأصعدة وفي كل الألعاب بتحقيق البطولات وتمثيل الوطن خير تمثيل بما يحقق طموح سموه الذي أراد للأهلي أن يكون بهذه الصورة النموذجية، وقبل هذه الصورة وصف سموه النادي الأهلي بالبيئة التي تقوم على أسس رياضية ومفاهيم نبيلة وقال ما نصه : (كنت أنشد نادياً نموذجياً في كل شيء، مثالياً في كل صورة، فبعد أن استقلت من وزارة الداخلية وابتعدت عن المجال الرياضي بالصفة الرسمية، أصبح المجال أمامي واسعاً للتحرك بجدية في نطاق طموحاتي الشخصية فكانت بيئة النادي الأهلي تجذبني إليها بقوة، لأنها تقوم على أسس رياضية ومفاهيم نبيلة، بالإضافة إلى أنه كانت تربطني بالأهلاويين صداقات حميمة، ومثبتة، فتقربوا إلي أكثر، وتقربت أنا إليهم).
وبدأت علاقة الأمير عبد الله الفيصل بالنادي الأهلي منذ عام 1369 هـ وبالتحديد في 10 جمادى الأولى، عندما حضر مباراة الأهلي مع فريق جون هاوارد، وفاز فيها الأهلي 4/ صفر، وعندما سجل الأهلي هدفه الأول انتفض الحب الكامن في وجدان الأمير لهذا النادي، الذي لم يكن قدر سار على طريق المجد والبطولات بعد، ككل الأندية الأخرى، لعدم وجود بطولات تتنافس عليها الأندية والفرق، غير مباريات ثنائية أو كؤوس مقدمة لمباريات بين فريقين أو أكثر لا تستمر عادة.
يعد الأمير عبد الله الفيصل من المؤسسين الفعليين للنادي ورمزه بسبب تطويره للنادي في أغلب نشاطاته المختلفة، وكان له اليد العليا فيما وصل النادي إليه الآن، أحضر الأمير عبد الله الفيصل مشاهير كرة القدم العالمية في تلك الفترة للعب للنادي الاهلي من مدربين ولاعبين على سبيل المثال احضر المدرب العالمي ديدي وهو أول مدرب برازيلي يدرب نادي سعودي وأيضاً الداهية البرازيلي المدرب تيلي سانتانا الذي درب منتخب البرازيل لكرة القدم في كأس العالم لكرة القدم 1982 وحقق فيها المركز الثاني ثم أتى بعد البطولة لتدريب الأهلي وتحقيق البطولات معه ثم عاد مجدداً لتدريب المنتخب البرازيلي في مونديال كأس العالم 1986، وأحضر الأهلي أشهر لاعبين العالم على الإطلاق دييغو مارادونا لليوبيل الذهبي بعد مرور خمسين سنة على تأسيس النادي عام 1408 هـ أحضر منتخب البرازيل لكرة القدم أبطال العالم للعب مع النادي الأهلي. زار النادي في تلك الفترة مشاهير العالم كرئيس الاتحاد الدولي السابق جواو هافيلانج ومشاهير آخرين كانوا في ضيافة الأهلي.
ثم توالت ريادة الأهلي في إقامة المباريات ضد فرق أجنبية، واستعان الثغر في بداية عهده بلاعبين من جمهورية مصر العربية ليعزز قدراته الفنية واستقدم كلا من عبد رب النبي وتوتو وزكريا وعلي شرف ليشكلوا مع إخوانهم من لاعبي الأهلي قوة كروية ضاربة، كما كان للأستاذ عبد الرحمن بن سعيد الذي تولى رئاسة الأهلي في أوائل عام 1378 هـ تقريبا الذ نجح مع المخلصين من أبناء الأهلي في استقدام لاعبين من هلال الرياض الذي كان يرأسه الأستاذ عبد الرحمن بن سعيد أيضا، للمشاركة في المباريات الهامة للثغر ليعودوا بعد المباراة إلى الرياض ومن هؤلاء اللاعبين مبارك عبد الكريم وصالح أمان والكوش.
وثيقة سفير الوطن
في تاريخ النادي الأهلي طوال خمسة وسبعين عامًا شواهد متفردة على تميز هذا النادي بين أقرانه إلا أن اليوم الأبرز والأغلى والأجمل في تاريخ النادي الأهلي وهو اليوم الذي لا ينسى عند عشاقه فقد كان يوم الجمعة العاشر من شهر رجب عام 1430 هـ الموافق الثالث من شهر يوليو 2009 م حينما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ رؤساء وأعضاء شرف النادي الأهلي ومجلس إدارته ولاعبيه نظراً لحصول النادي الأهلي على أربع بطولات خارجية في موسم واحد وهي بطولة آسيا لكرة اليد وبطولة الخليج لكرة اليد وبطولة الخليج لكرة القدم وبطولة الخليج لكرة الطائرة ومنح النادي أعلى درجة تكريم حيث قدم له درع خادم الحرمين الشريفين للتفوق الرياضي ولقبه بسفير الوطن عبر وثيقة ملكية خاصة.. كانت صفحةً جميلةً وضاءةً زادها بريقًا مصدر التكريم ومكانه وزمانه.. أما النادي الأهلي فلا غرو اليوم أنه النموذج الحي في كتابة التاريخ الذهبي المضيء للرياضة السعودي.
قد يهمك أيضا:
إنهاء مشكلة الجزائري بلايلي مع الأهلي السعودي قبل المهلة المحددة