مدريد - لينا العاصي
على مدار الشهور الماضية، قدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم ريال مدريد الإسباني، الصورة التي يتمناها كل لاعب، ولكنه قدم أيضا الصورة التي يرغب كل لاعب في تجنبها. ويبدو رونالدو هو المرشح الأقوى للفوز، الاثنين، بجائزة "الأفضل" التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لأفضل لاعب في العالم في 2017 .
وأكد رونالدو جدارته بالجائزة، حيث أثبت أنه بطل حقيقي من خلال الفوز مع الريال بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، ليكون اللقب الرابع له في دوري الأبطال علما بأن أحد هذه الألقاب كان مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ورغم كل هذا الأداء الراقي الذي يقدمه رونالدو على أرض الملعب، مثل اللاعب أمام القضاء الإسباني في 31 يوليو/تموز الماضي بتهمة التهرب الضريبي لعدم سداده 14.7 مليون يورو (16.7 مليون دولار) قيمة الضرائب المستحقة عليه عن دخله من حقوق دعائية.
وقال رونالدو (32 عاما)، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم أربع مرات سابقة: "ما يزعج الناس هو سطوعي، الحشرات فقط تطارد الأضواء الساطعة". وذكرت تقارير صحافية قبل أيام أن رونالدو لم يتصالح مع وزارة الخزانة الإسبانية، وسلطات الضرائب، ورفض سداد الضرائب المستحقة عليه، وهو ما يهدده بالسجن سبع سنوات.
وكان رونالدو أبرز نجوم الموسم الماضي، حيث لعب دورا بارزا في فوز الريال بلقبي الدوري الإسباني ودوري الأبطال الأوروبي. وفي دوري الأبطال، سجل رونالدو عشرة أهداف في أدوار الثمانية وقبل النهائي والنهائي، رغم مواجهة منافسين أقوياء هم بايرن ميونيخ الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي على الترتيب. وبعد أيام قليلة من إنهاء الموسم مع الريال، تحول تركيز رونالدو إلى مشاركة المنتخب البرتغالي في كأس القارات 2017 بروسيا.
وذكرت العديد من وسائل الإعلام البرتغالية أن رونالدو يرغب في الرحيل عن صفوف الريال، في ظل هذه الاتهامات بالتهرب الضريبي. وأوضحت صحيفة "ريكورد" البرتغالية، "لن يعود كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد.. اللاعب البرتغالي اتخذ قراره".
واعتبرت هذه الأنباء في إسبانيا محاولة من اللاعب للضغط على الريال، من أجل تحميل النادي الغرامة المالية المتوقعة على اللاعب في هذه القضية. ومع خروجه مع المنتخب البرتغالي من المربع الذهبي لكأس القارات، حصل رونالدو على إجازة دون توضيح مستقبله.
وجاءت الرسالة التي انتظرتها جماهير الريال خلال مقابلة مع صحيفة "ماركا" الإسبانية الرياضية في 25 يوليو/تموز الماضي حيث قال: "الفوز بألقاب مهمة مع فريقي في الموسم الماضي كان أمرا رائعا للغاية مثل الفوز أيضا بالجوائز الفردية، تكرار هذا سيكون رائعا".
ورغم عدم مشاركته في فترة الإعداد مع الريال قبل بداية الموسم الجاري، عاد رونالدو إلى صفوف الريال بشكل رائع حيث شارك لدقائق قليلة مع الفريق في مباراة السوبر الأوروبي مطلع أغسطس/آب الماضي، ليساهم في فوز الفريق على مانشستر يونايتد الإنجليزي، والتتويج بلقب السوبر الأوروبي.
وبعدها بأيام قليلة، شارك رونالدو بديلا في مباراة الذهاب أمام برشلونة في كأس السوبر الإسباني، وسجل هدفا غاليا ليقود الفريق إلى الفوز على برشلونة، ولكن سعادته لم تكتمل حيث طرد في نفس المباراة ليغيب عن لقاء الإياب، كما غاب عن أول أربع مباريات لفريقه في رحلة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني، بسبب عقوبة الإيقاف التي فرضت عليه نتيجة دفعه حكم اللقاء، بعد واقعة الطرد في السوبر الإسباني. وبعد انتهاء الإيقاف، عاد رونالدو للتألق وهز الشباك مع الريال، وإن عانده الحظ في العديد من الفرص.
ويدرك رونالدو، من خلال الخبرة التي اكتسبها في السنوات الماضية، أن الأهداف ستأتي في أي وقت، وأن نتائج الموسم لن تحسم في الفترة الحلية حيث لا يزال الموسم في مراحله الأولى فيما ستكون مرحلة الحسم في أبريل/نيسان أو أيار/مايو المقبلين.