القاهرة - محمد عز
كان السؤال الأبرز، الذي شغل مايك برايان، عندما أخبرته الشرطة بأن جهاز الإنذار انطلق في منزله، هو: هل حدث شيء للميدالية الذهبية الأولمبية؟.. تلك الميدالية التي فاز بها مع شقيقه التوأم بوب في لندن 2012 هي الأهم والأكثر قيمة بالنسبة اليه بين 112 لقبًا حققهما اللاعبان "38 عامًا" بينها 16 لقبا في البطولات الأربع الكبرى للتنس.
وقال مايك، الذي يمثل هو وبوب الزوجي الأكثر نجاحًا في تاريخ منافسات تنس الرجال، في "ويمبلدون" حيث حقق مع توأمه المجد الأولمبي: "اعتقدنا أن أحدًا اقتحم المنزل.. ذهبت الشرطة إلى المنزل وطلبت من أحدهم أن يلقي نظرة ويتأكد من أن الميدالية الذهبية هناك. كانت موجودة هناك".
وأضاف "إنها الشيء الوحيد الذي أخفيه عندما نغادر المنزل لفترة طويلة". مضيفًا: "لا عجب في ذلك. حيث إن لحظة الفوز في لندن، أعظم اللحظات، بالنسبة لنا، فيما كان الإخفاق في أولمبياد أثينا 2004 اللحظة الأصعب"، في إشارة إلى فوزهما بالميدالية البرونزية في أولمبياد بكين 2008.
وسينافس الاثنان في ريو بمضارب مطلية بالذهب في مشاركتهما الرابعة والأخيرة في الألعاب الأولمبية الصيفية. وبات اعتزالهما وشيكا وهما يرغبان في إنهاء مسيرتهما بأفضل صورة ربما بميدالية ذهبية أخرى على صدر كل منهما. وقال بوب، الذي يسافر برفقة زوجته ميشيل وأبنائه الثلاثة للمشاركة في المنافسات: "أولمبياد ريو ستكون مهمة للغاية. نعرف أن ريو ستكون أخر مشاركاتنا الأولمبية.. يمكنني أن أقول هذا بكل ارتياح. هي تمثل أولوية قصوى".
وأضاف: "عندما شرعنا في التخطيط للعام في ديسمبر/كانون الاول الماضي، قلنا إن الوصول إلى قمة مستوانا في ريو هو الهدف. الفوز في ريو سيعني كل شيء".
أما مايك فقال إنهما لم يتخذا قرارا بشأن الاعتزال ولكن هناك احتمال لإجراء "مشاورات " اعتمادا على ما تخفيه ريو للشقيقين اللذين يعيشان في كاليفورنيا وأصبحت طريقتهما في الاحتفال بالتلامس بالصدر علامة خاصة بهما. وقال مايك "يجب أن تترك بصمتك قبل الاعتزال. لا أحد يريد الاعتزال دون ترك بصمته. أنهى بيت سامبراس مسيرته بصورة مثالية. لقد فاز ببطولة أمريكا المفتوحة واعتزل بعدها".
وأنهى الأخوان برايان عشرة أعوام في صدارة التصنيف العالمي وهي المكانة التي احتلاها طوال 450 أسبوعا تقريبا في المجمل. وقد اعتادا على أن يكونا "في الصدارة" أينما لعبا ولكن الأولمبياد مختلفة كلية بوجود لاعبين غير معتادين على خوض منافسات الزوجي.
وسيلعب روجر فيدرر، وآندي موراي ونوفاك ديوكوفيتش، ورفائيل نادال في منافسات الزوجي في ريو. وسيلعب آندي موراي إلى جانب شقيقه جيمي الذي تراجع إلى المركز الخامس عالميا بين لاعبي الزوجي بعد أن كان في الصدارة.
وقال بوب: "أولمبياد لندن كان أصعب لقب نفوز به. كنا بحاجة لتقديم أفضل مستوياتنا. ليس هناك مكان للاختباء.. من الجولة الأولى. يكون أمامك كل لاعبي الفردي والزوجي الرائعين.. كل النجوم". وأضاف مايك "الأربعة الكبار يريدون الفوز بميدالية. لن يدخر المشاركون جهدا. الذهب هو الذهب. ستكون الميدالية الذهبية ضمن رصيد بلادك من الميداليات. ستكون المنافسة على أشدها.".
وبينما يحصل الغولف على القدر الأكبر من الاهتمام الإعلامي بعد إعلان عدد كبير من المصنفين انسحابهم من الأولمبياد وفي ظل غياب العديد من لاعبي التنس من بينهم الأميركيان جون ايسنر وسام كويري تلمع عينا كل من بوب ومايك بمجرد التفكير في الأولمبياد.
وقال مايك: "إنها أكبر من كونها مباراة في التنس". وأضاف بوب: "أتذكر بعد أولمبياد لندن أنني لم أستوعب الأمر حتى بعد أسبوعين عندما كنا نقود في سينسناتي. حينها بدأت الشعور بلذة الانتصار".
ووصلت شعبية الميداليتين الى درجة أن مايك وصف ميداليته بأنها "من المشاهير" في حد ذاتها بينما قوبلت ميدالية بوب بتهافت كبير لدرجة أنها تعرضت لبعض الخدوش. وبغض النظر عما سيحدث في ريو فإن مسيرتهما مرتبطة.. فإما يستمران سويا أو يعتزلان معا.
ومازح بوب شقيقه، قائلا: "يمكنك أن تلعب مع شخص آخر. فقط استبعدني". وقال مايك: "لا..لا.. نحن سويا. جئنا سويا وسنرحل سويا".