القاهرة-العرب اليوم
كشف الدكتور حسنى سلامة أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب قصر العيني المصري عن مفاجأة جديدة لعلاج فيروس سي نهائيا خلال شهر بظهور حقنة جديدة تؤخذ تحت الجلد للتخلص نهائيا من فيروس سى، وأن هذه الحقنة يتم أخذها مرتين مصاحبة للأقراص خلال شهر.
وقال سلامة إن هذه الحقنة ضمن مجموعة جديدة من الأدوية، والتى تعمل بطريقة مختلفة تماما عن الأدوية المتاحة حاليا والتى تعتمد على أنزيمات الفيروس وتقضى عليها، موضحا أن أهم هذه المجموعات هى حقنة جديدة تؤخذ تحت الجلد للتخلص من فيروس سى نهائيا وهى فى مراحل التجارب النهائية، مؤكدا أن من مميزات هذه المجموعة الجديدة من الادوية أنها لا ترتبط بالنوع الجينى للفيروس ولا يحدث مناعة أو تحور للفيروس، كما أنها تعالج الفيروسات المتحورة والمقاومة للعلاج والحالات المنتكسة مؤكدا أنه فى الوقت الذى ظهرت فيه الأدوية الجديدة لعلاج فيروس سى ولأكثر من عقار جديد يتم تداولهم بالأسواق، إلا أن البحث العلمى مازال مستمرا فى إيجاد أدوية أكثر كفاءة وتستطيع أن تقضى على الفيروس بسرعة فائقة فى أقل وقت ممكن وبكفاءة عالية وبنسب شفاء مرتفعة تصل إلى 100%، .
وأشار الدكتور سلامة أن هناك فرقا طبية بحثية تجرى مجموعة من الأبحاث على خط آخر غير الخط الذى اعتمدت علية الاقراص الحالية، يعتمد على إيقاف نشاط الفيروس والقضاء عليه عن طريق حرمان الفيروس من بعض مكونات الخليه الكبدية، والتى يحتاجها الفيروس للتكاثر، ولهذه المجموعة الجديدة مميزات كثيرة منها أنها لا ترتبط بالنوع الجينى للفيروس ولا يحدث مناعة أو تحور للفيروس، كما أنها تعالج الفيروسات المتحورة والمقاومة للعلاج والحالات المنتكسة ومن ضمن هذه المنظومة الجديدة يوجد مجموعتان:
المجموعة الأولى:
تعتمد على وقف نشاط “السيكلوفبللين” وهى مادة داخل الخلية الكبدية تتفاعل مع أنزيم الريبليكيز الخاص بالفيروس للحفاظ على تركيبته ووظيفته وبالتالى استمرار تكاثره وقد ظهر مضاد للسيكوفيللين يسمى “آليسوبريفير” وقد تم تجربته على المرضى وحقق نتائج تقترب من 100% ولفترة 4 أسابيع دون التقيد بالنوع الجينى للفيروس ومازالت الأبحاث مستمرة للوقوف على استمرارية أمان وفاعلية هذا العقار.
المجموعة الثانية:
تعتمد على إيقاف نشاط بروتين صغير داخل الخلية الكبدية يسمى ميكرو “RNA 122″ وهو هام للخلية الكبدية حيث يساعد على تنظيم إنتاج الكولسترول والأحماض الدهنية داخل الخلية الكبدية، ولكن الفيروس وبذكاء منه يستغل هذه المادة بربطها بالبروتين الجينى الخاص به لحمايته من التدمير بالأنزيمات الخلوية الخاصة بالخلية وبالتالى يهرب من دفاعات الجسم.
وأضاف الدكتور حسنى سلامة أن الجديد مع اكتشاف مادة تسمى R101” وهى مادة تؤخذ عن طريق الحقن لوقف نشاط الميكرو RNA122 وكانت المفاجأة أنه عند إعطاء المرضى حقنة واحدة فقط تحت الجلد من هذا العقار اختفى الفيروس من كل المرضى لمدة شهر كامل وظل مختفيا لمدة 7 شهور فى 21% من المرضى وعرض هذا البحث خلال المؤتمر السنوى للجمعية الأمريكية لأمراض الكبد عام 2015.
وقال أستاذ الكبد والجهاز الهضمى إن الباحث المجرى “ميهالى ماكارا” قام بدراسة على 76 مريضا بفيروس سى من الأنواع الجنينية ” 1،3،4 “وتم عرض الدراسة فى المؤتمر السنوى للاتحاد الأوروبى لدراسة الكبد والذى عقد فى برشلونة بإسبانيا الشهر الماضى، وتلخصت الدراسة فى إعطاء المرضى حقنة تحت الجلد من هذا العقار ثم قسم المرضى إلى 3 مجموعات وتم إعطاؤهم إما عقار الأوليسيو أو عقار الهارفونى أو عقار الدكلانزا لمدة 28 يوما أى 4 أسابيع وفى اليوم لــ29 تم إعطاؤهم حقنة أخرى تحت الجلد، ثم تمت متابعة المرضى بعد ذلك، مؤكدا أن النتائج كانت مذهلة حيث اختفى الفيروس وكانت هناك استجابة دائمة عند الأسبوع الــ12 فى 100% فى المرضى والذين تم علاجهم بعقار الدكلانزا أو الهارفونى و97% فى المرضى الذين تم علاجهم بالأوليسيو (حيث كان هناك عدم استجابة فى مريض واحد من 41 مريضا فى هذه المجموعة) واستمرت الاستجابة الدائمة لمدة 24 أسبوعا، ومازالت المتابعة مستمرة حتى 48 أسبوعا.
وأكد الدكتور حسنى سلامة أن هذه الدراسة تعتبر ثورة جديدة فى العلاج حيث تؤخذ فقط حقنتين من العقار الجديد تحت الجلد وقرص واحد يوميا من الأدوية المتاحة حاليا ولمدة شهر واحد فقط بكفاءة عالية ودون مضاعفات جانية سوى بعض الإجهاد فى 17% وصداع خفيف فى 13% وهذا سيسهل على الكثير من المرضى تناول العلاج حيث يتم تقصير فترة وطريقة العلاج للتخلص من الفيروس فى أسرع وقت عالميا.